السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

بالموسيقى تكتمل اللوحة

بالموسيقى تكتمل اللوحة
15 ابريل 2009 23:30
حظي الفنان التشكيلي عصام طه بردود فعل إيجابية على معرضه الفني الأخير الذي قدم من خلاله 23 لوحة ُرسمت معظمها بخامة الألوان المائية والقليل منها مرسوم بخامة الزيت، وتجلت في أعمال المعرض صور متنوعة من المجتمع المصري بأماكنه وطبيعته الخلابة وناسه وحياتهم اليومية حيث تمكن عصام طه من تسليط الضوء على مجموعة من المشاهد الإنسانية التي تخللتها الموسيقى والبساطة والدفء الإنساني وربما لهذا حظيت أعمال المعرض الذي استضافته قاعة قرطبة للفنون بالإعجاب والتألق. تعمد الفنان عصام طه أن يقدم أكثر من موضوع في أعمال المعرض ولكن بإسلوب واحد يعتمد على المزج بين التعبيرية والتأثيرية معاً ففي أعمال المعرض ابتعد عن التفاصيل ولجأ إلى التلخيص والتكثيف والتجريد وهو ما جعل اللوحات قريبة من عيون وعقول المشاهدين، وقدم عصام طه مجموعة من الموضوعات والمشاهد من داخل المجتمع المصري فمرة يقدم مجموعة من عازفي الكمان في حالة انسجام بين العازف والآلة ومرة يعكس عشقه للحركات الراقصة التي تقدمها الراقصات الشرقيات والغوازي في البيئات الشعبية، ومرة يقدم مجموعة مشاهد من القاهرة التاريخية حيث تتألق العمارة الإسلامية والبشر ووجوه النساء والرجال فيها، كما قدم مجموعة مناظر طبيعية للبحار وامتداداتها وعلاقتها بالسماء والخضرة المحيطة بها، وعلى الرغم من تنوع الموضوعات والمشاهد التي يقدمها الفنان في معرضه فإن ما يربط بينها هو أسلوب عصام طه الذي يرى أن التنوع يمنح الفنان ثراء وحرية في تناول أكثر من موضوع كما أن هذا التنوع يدفع بالفنان إلى ارتياد مناطق مختلفة وجديدة عليه ربما يخوضها لأول مرة والموضوعات المتعددة التي يقدمها في المعرض قام برسمها في فترات زمنية متقاربة، وكلها من واقع مشاهدات من الشارع وقلب القاهرة والريف وحققت له متعة الرسم من الطبيعة وأتاحت له رؤية الضوء والظل والتكوين والأبعاد والحركة بشكل واقعي وهو ما يمكنه من تسجيل ذلك فنياً وتشكيلياً. وأضاف عصام طه أن أفكار المعرض كلها استهوته إنسانياً ووصل معها لدرجة العشق والإحساس العالي فعازفو الكمان حدث بينه وبينهم انسجام شكلي وروحي ظهر في اللوحات المنفذة من خلال تأكيد الحركة والاندماج بين العازف والالة الموسيقية بعيداً عن الرصد الواقعي لهم وكذلك الأمر بالنسبة للوحات المناظر الطبيعية والقاهرة التاريخية والتي جاءت متميزة نتيجة إحساسه كفنان بتلك المناظر وعشقه لها روحياً وفنياً. وأكد أن كل أعمال المعرض تشترك في عنصر رئيسي هو تأكيد المضمون وعدم الجري وراء تفاصيل المنظر أو الصورة التي يريد رسمها بمعنى أن كل لوحة من لوحات المعرض فيها تلخيص وتجريد للمنظر من دون الإصرار على التفاصيل وهو ما يبدو واضحاً في وجوه البشر داخل اللوحات وكذلك مناظر البحر وحركة الراقصات فما كان يهمه هو الشكل أو المنظر العام في الأعمال الفنية التي أنجزها. وأضاف أن كل الأعمال المطروحة في المعرض تمزج بين المدرسة التعبيرية والمدرسة التأثيرية وأحياناً التجريدية وإذا كان المكان هو القاسم المشترك في اللوحات جميعها فإن اللمسة الفنية هي الغالبة على اللوحات وربما ساعده على ذلك استخدامه في أغلب الأعمال لتقنية الألوان المائية التي أتاحت له فرص كبيرة في المعالجة والأسلوب والحذف والإضافة والجمع والطرح وأحياناً ترك الألوان تندمج مع بعضها لإحداث تأثير فني معين. وقال الفنان عصام طه إن قدرته على التحرر من كافة القيود منحته جرأة أكبر في استخدام أكثر من لون داخل اللوحة وعلى الرغم من أنه يفضل الأزرق والرمادي في أعماله فإن ذلك لم يمنعه من استخدام بقية الألوان كالأحمر والبني والأخضر والبرتقالي بشكل غير صريح وغير مباشر سواء كان ذلك من خلال استخدام خامة الألوان المائية أو الألوان الزيتية. وأوضح أنه يعتبر أن معرضه بداية واعدة له كفنان تشكيلي بشهادة معظم النقاد والمتخصصين وهو ما يجعله عازماً على أن يقدم مثل هذا التنوع في المضمون والشكل في معرضه القادم خاصة أنه سيتوسع أكثر في استخدام خامة الزيت بجوار الألوان المائية مع المزج بين التعبير والتأثير والحركة في الأعمال القادمة. التشكيلي السعودي أحمد ماطر في كريستي دبي حكايات الجنوبية اللونية محمد خضر لم يكن الفن العادي والسائد هو خيار التشكيلي السعودي أحمد ماطر الوحيد، بل لم يكن الفن فقط هو اختياره.. أحمد ماطر الذي يعمل طبيبا وينتج في كل مرة عملا فنيا جديدا ومبتكرا، حين يستل من الطب مادته وفكرته وبوعي الفنان الحديث يسجل تصوراته ورؤاه.. لم يتوقف أحمد ماطر عند الفكرة الجمالية المفترضة أو المؤسس عليها الفن، بل أخذ بالبحث الدائم في الفن كمجموعة دوال منطلقة من الفكري والموروث والاجتماعي والفني معا. فمنذ لوحاته في تجربته المبكرة مرورا بتجارب عالمية مثل «البقرة الصفراء» و(X- ray –أشعة سينية) ومشروع «نهاية» وأيضا «مضغة» كان له تجربة في الفوتوغراف عن بلدته عسير تحت عنوان «عسير من السماء»، وأخيرا عمله الجديد الذي يعرض في صالة «كريستي» في دبي بعد أيام ويصور من خلاله وضمن دلالات معرفية في الموروث شكلا هندسيا للكعبة قام بعمله بما يشبه قطعة مغناطيس ضخمة ومن حولها عناصر صغيرة متناثرة تشير إلى جاذبية ما.. إنها ذات الجاذبية وذات المغناطيس الذي يفهمه أحمد ماطر بواسطة وعيه بالموروث والثابت الفكري، لكن الفنان في ذلك العمل يرى حسب رؤيته حسب استنطاقه للأشياء من حوله مثيرا داخل المتلقي الكثير من الاسئلة التي ربما تكون قد مرت عليه كثيرا لكنها لم تستوقفه هكذا شهوة للسؤال، أحمد ماطر هو الجنوبي أيضا الذي يستقي أفكاره من ملامح الناس وهمومهم وأصوات مرضاه ومراجعيه في المشفى الذي يعمل فيه سابقا، إنه من رؤاه الجمالية حول الأشياء البسيطة من حولنا ومقارنته الدائمة بين حركتي الشعر والتشكيل والأعمال الفنية الأخرى يطرح جدلا وحوارا خاصا يشي بتصوره الفني وبحثه عن مطلقات جمالية، وبوقفة سريعة أخرى مع عمله الجديد نلحظ أن أحمد ماطر يستخدم الفكري أولا أو ما هو ثابت في الذهن والمرئي الدائم من خلال صورة الكعبة مثلا.. ثم لا يغير شيئا سوى أنه يستخدم في أدواته المغناطيس ليشير ربما إلى تلك الجاذبية التي تشبه السحرية الروحية حول نقطة ارتكاز.. أو ما يشبه نقطة الخلاص في بعض المعتقدات. أحمد ماطر يقول الأشياء ببساطة متناهية نفس البساطة التي ولد فيها في قريته الصغيرة في الجنوب حيث الألوان على جدران البيوت وأوجه الناس وأزياؤهم واغانيهم، وأيضا حيث الأوهام والأسطورة والخرافات. «جرافيك ونحت» معرض أردني يقتحم الذاكرة الإنسانية وجه واحد وأقنعة كثيرة توفيق عابد جسد معرض «جرافيك ونحت» لستة تشكيليين أردنيين ينتمون لجيل الشباب هم أنيس معاني وجهاد العامري ودودي الطباع وغاده دحدله وهاني علقم وجمان النمري مواضيع جمالية تعبيراً عن محيطهم البصري ضمن مدارس ورؤى مختلفة لاستمرارالمشهد التشكيلي بعد غياب الرواد الذين لم يعودوا يعرضون نتاجهم. المعرض الذي أقيم في غاليري «نبض» بالعاصمة الأردنية تضمن حوالي 30 لوحة جمعت بين التجريب والجرافيك والنحت بتحليق حر وافتنان بالطبيعة واللون وكشف ذاكرة الانسان وطبعات تلتحم فيها التأثيرات والتبصر والأحلام والمشاعر واكتشافات إبداعية من خلال «النسخة السالبة» للصور الفوتوغرافية كما فعلت التشكيلية دودي الطباع. التشكيلي جهاد العامري قال لـ»الاتحاد الثقافي» إن لوحاته الخمس ضمن موضوع واحد هو القدس في الشعر العالمي سواء أكان نصوصا عربية أم عالمية بطريقة فنية كبداية لمشروع متكامل انتصاراً للمكان في القدس الذي يتعرض حالياً لأكبر هجمة تهويد. ووصف هاني علقم نفسه بأنه فنان تعبيري يستخدم فرشاته لتصوير المجتمع المحيط والانسان وحركاته وكشف ذاكرته وقال إن الوجوه تحفزني وتحرضني على أشياء مجهولة وتسمح ليّ أن اخطو داخل جماهيرها لأرى العالم من خلال عيونها لأستوعب وأفهم وأشبع فضول عقلي. وقال إنه يوجه من خلال الوجوه وفق رؤيتي لها فكرة تعايش الإنسان مع الذاكرة وعلاقة خارج الإنسان بداخله «الإنسان يلبس أكثر من قناع» كما أنه يلعب على العين ويخلط بينها والدماغ فالوجوه تتغيرلأن الصور الداخلية تتغير. وبحسب علقم فإنه يرسم ضد فكرة التكنيك الأكاديمي والكلاسيكي ويقدم نتاجه ضمن مشروع «من الداخل» لتصوير الهم الاجتماعي. بدورها قالت التشكيلية جمان النمري إنها قدمت لوحة «الكراسي الفارغة» ولم تحسم أمرها بوصفها تعبيرا مجازيا عن المواجهة أو الفوضى أو الفراغ الذي يسود عالمنا «لا شيء يكشف عن حقيقة ما يرى». وقالت إن لوحتها توحي بالوحدة والحزن والخيبة فالصبار شاهد على ما يجري من دون تدخل فهو رمز يحكي عن حالة وأحياناً هو الحالة وأحياناً يراقب من بعيد مشيرة لوجود رمزية لحياتنا وصراع الإنسان من أجل البقاء أو مواجهة الحزن والبؤس «الأقوى هو الأحسن هو الأفضل». من جانبه وصف الناقد رسمي الجراح المعرض بأنه إطلالة على مشهد من بانوراما تشكيلية تنوعت بين المحفورات والنحت والكولاج كنتاج من محترف الفنان الأردني الذي يواصل التجريب على المادة واللون بأبحاث متنوعة حيث نلحظ تنويعات على الموضوع وطرح يقترب من سقف النضوج لكنه غير ناضج كون جميع المشاركين من جيل الشباب لكنهم جادون في تجسيد تجربتهم وبحثهم . ويرى الجراح أن الفنانين لجأوا لتلوينات براقة ومفرحة بعد أن كسروا بخجل ألوانهم القاتمة في تجاربهم السابقة فمسألة اللون عند الفنان تحكمها طبيعة الموضوع والتكوين والحالة النفسية لذلك نلحظ عند البعض نزعة لونية جديدة وهي جرأة لا بد منها بعد أن قضوا أوقاتا طويلة في الألوان القاتمة فجمان النمري وغادة دحدله تراوحان بين الألوان القاتمة والصارخة وهما ليستا في منطقة لونية واحدة لكن دحدله تلتقط مشهدها من مكان عالٍ «عين الطائر».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©