الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

أولاند وميركل في موسكو لإقناع بوتين بخطة سلام في أوكرانيا

أولاند وميركل في موسكو لإقناع بوتين بخطة سلام في أوكرانيا
7 فبراير 2015 00:04
موسكو (أ ف ب) وصل الرئيس الفرنسي فرنسوا أولاند والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، أمس، إلى موسكو حيث بدآ محادثاتهما مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشأن خطة للسلام أعداها بشكل عاجل بعد تصاعد المعارك في شرق أوكرانيا. وقال متحدث باسم الكرملين «بدأت المحادثات»، موضحاً أن القادة الثلاثة يجرون محادثات في غياب مساعديهم. وتحمل المبادرة الألمانية الفرنسية التي يدعمها الاتحاد الأوروبي وواشنطن وحلف شمال الأطلسي كل صفات وساطة اللحظة الأخيرة بعد عشرة أشهر على بدء النزاع الذي أوقع أكثر من 5300 قتيل، وأدى إلى أزمة دولية تذكر بالتوتر بين الغرب والشرق خلال الحرب الباردة. وقبل توجهها إلى موسكو، قالت ميركل في برلين أمس، إن المبادرة الألمانية الفرنسية هدفها الدفاع عن «السلام الأوروبي» غداة زيارتها وأولاند كييف. وحرصت ميركل على التأكيد أنها لا تنوي «البحث في مسألة أي أراض»، بينما ذكرت صحيفة ألمانية أمس معلومات نفتها برلين من قبل، تفيد بأن الخطة الألمانية الفرنسية تتضمن تنازلات عن أراض للانفصاليين الموالين لروسيا، مقابل وقف فوري لإطلاق النار. وقالت «إنها مسؤولية كل بلد إجراء هذا النوع من المفاوضات». وأضافت أنه «من خلال هذه الزيارات إلى موسكو اليوم نلتزم وقف حمام الدم وإحياء اتفاق مينسك». وتابعت ميركل أن «كل الاحتمالات واردة، ولا نعرف إنْ كنا سننجح في التوصل إلى وقف لإطلاق النار، وإنْ كنا سنحقق ذلك اليوم أو يحتاج الأمر لمفاوضات إضافية، لكن علينا أن نحاول ما بوسعنا للتوصل إلى تسوية لهذا النزاع». من جهته، قال أولاند إن هذا اللقاء يهدف إلى «البحث عن اتفاق» لتسوية الأزمة الأوكرانية، مؤكداً أن «الجميع يدرك أن الخطوة الأولى يجب أن تكون وقفاً لإطلاق النار، لكن لا يمكن أن يكفي ذلك، ويجب السير باتجاه تسوية شاملة». وأضاف «نحن نعمل لكن لا يمكن الحكم مسبقاً على النتيجة»، موضحاً أنها «المبادرة التي يجب اتخاذها، أي فعل، كل شيء من أجل السلام حتى لا نأسف على شيء». وأعلنت الرئاسة الأوكرانية خلال الليل بعد ساعات عدة من المفاوضات بين القادة الثلاثة، أن المبادرة «تثير أملاً في وقف إطلاق النار»، وذلك بعد مقتل مئات الأشخاص، غالبيتهم من المدنيين في عمليات قصف ومعارك منذ مطلع العام. وفي مؤشر إلى خطورة الوضع، أبرمت كييف والمتمردون الموالون لروسيا هدنة بدأ تطبيقها الجمعة لإجلاء المدنيين من ديبالتسيفي، إحدى النقاط الأكثر سخونة في الحرب في شرق أوكرانيا، كما أعلن الجانبان. وفي الوقت نفسه، قتل جندي واحد على الأقل في المعارك في الساعات الـ 24 الأخيرة. وأشارت مصادر عدة إلى أن خطة السلام هي في الواقع عبارة عن «اقتراح مضاد» للأفكار التي عرضها بوتين قبل أيام على ميركل وأولاند اللذين أبلغا الولايات المتحدة وأوكرانيا بها قبل إعداد اقتراحهما الأربعاء. وأكد الرئيس الفرنسي أن «هذا الاقتراح الجديد لحل النزاع» يضمن «وحدة أراضي أوكرانيا». وحذر روسيا من أن الوقت ضيق وأن «خيار الدبلوماسية لا يمكن أن يمدد إلى ما لا نهاية». ورداً على سؤال للإذاعة الفرنسية اوروبا-1، قال سفير روسيا في باريس الكسندر اورلوف، إن فرنسا وألمانيا يجب أن تكونا «ضامنتين» لاحترام وقف إطلاق النار. وأضاف أنه إذا أقرت خطة السلام من قبل كل الأطراف، فيجب أن تضمنها أوروبا والولايات المتحدة وروسيا. وأكد أنه يعتقد أن مهمة الأوروبيين ستنجح. وفي موازاة المبادرة الفرنسية الألمانية، لا تزال الولايات المتحدة تدرس إمكانية تزويد أوكرانيا بالأسلحة لمساعدتها بعد الانتكاسات التي منيت بها في منطقتي دونيتسك ولوجانسك الانفصاليتين. ولكن برلين عبرت أمس عن معارضتها إرسال أسلحة إلى أوكرانيا، حيث حذرت وزيرة الدفاع الألمانية اورسولا فو در لين من أن إرسال الغرب أسلحة إلى الجيش الأوكراني من شأنه تأجيج النزاع. وقالت الوزيرة في افتتاح المؤتمر السنوي حول الأمن في ميونيخ جنوب ألمانيا، إن «التركيز فقط على الأسلحة قد يؤدي إلى صب الزيت على النار، وإبعادنا عن الحل المطلوب. هناك أسلحة أكثر من اللازم في أوكرانيا أصلاً، والدعم الروسي بالأسلحة للانفصاليين غير محدود». وتابعت «من الصعب الانتصار على روسيا بالسلاح، وهذا سيؤدي على الأرجح إلى خسارة الكثير من الأرواح». ومن جانبه، قال وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون أيضاً إن إمداد أوكرانيا بالسلاح سيؤدي إلى تفاقم الصراع فيها. وقال فالون في مقابلة أجرتها «رويترز» في ميونيخ، إن بريطانيا تؤيد مسعى جديداً من جانب ألمانيا وفرنسا لإنهاء الصراع الدائر في أوكرانيا. وخيب وزير الخارجية الأميركي جون كيري خلال زيارته إلى كييف، أمس الأول، أمل الأوكرانيين عندما أعلن أن واشنطن «تفضل حلاً دبلوماسياً». وتقول كييف إنها بحاجة إلى «معدات اتصال وتشويش إلكتروني ورادارات»، وإلى «طائرات من دون طيار وصواريخ مضادة للدبابات»، بحسب تقرير مستقل أعده عدد من المؤسسات الأميركية. إلا أن قرار واشنطن بإمداد كييف بالأسلحة يمكن أن تعتبره موسكو «مبرراً» لإعلان الحرب، وأن يؤدي إلى تدهور إضافي في العلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا التي تشهد أسوأ أزمة لها منذ الحرب الباردة. كما أن إعلان حلف شمال الأطلسي تعزيز وجوده على حدوده الشرقية مع إنشاء قوة تدخل سريع من 5 آلاف رجل وإقامة «6 مراكز للقيادة»، لن يروق أيضاً لموسكو.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©