موجة تراجع تبخر 15,7 مليار درهم من القيمة السوقية للأسهم المحلية

فقدت الأسهم المحلية امس نحو 15,7 مليار درهم من قيمتها السوقية بعد أن اشتدت وتيرة موجة التراجع التي طالت جميع اسواق المال الخليجية مدفوعة بعمليات تسييل وعزوف المستثمرين عن الشراء خوفا من تراجع اكبر للأسعار· وسيطرت حالة نفسية على المستثمرين المتحفزين منعتهم من الدخول على مستويات الأسعار الحالية في جلسة وصفت بالدامية· وانخفض مؤشر سوق الإمارات المالي بنسبة 1,94% ليغلق على مستوى 5,739,02 نقطة مقارنة 5852,55 نقطة أمس الأول، وتراجعت القيمة السوقية إلى 791,9 مليار درهم· فيما بلغ اجمالي قيمة التداولات قرابة 1,61 مليار درهم· وعادت معظم الشركات المدرجة إلى مستويات أسعارها في شهري أكتوبر ونوفمبر الماضيين، وسيطر اللون الأحمر على شاشات التداول حيث تراجعت أسهم 58 شركة من اصل 68 شركة تم تداول أسهمها فيما سجلت 9 شركات فقط ارتفاعا في أسعار أسهمها· وقال زياد الدباس المستشار في بنك ابوظبي الوطني إن عملية التراجع المتواصلة خلقت حالة من التردد لدى المستثمرين دفعتهم للإحجام عن الدخول في هذه الفترة، فيما دفعت آخرين إلى البيع خوفا من تراجع اكبر لأسعار الأسهم· وأضاف أن ضعف الاستثمار المؤسسي وطويل الأجل وسيطرة الاستثمار الفردي تخلق تذبذبا واضحا في الأسعار وتؤدي إلى نتائج كالتي وصلنا إليها· وشدد الدباس على أن هذا التراجع من المفترض أن يخلق فرصا جيدة للمستثمرين حيث إن أسعار الأسهم تراجعت إلى مستويات قياسية لتخلق تقييمات ومضاعفات مغرية لمعظم الأسهم· ونصح المستثمرين بالشراء التدريجي على مستويات الأسعار الحالية مع التركيز على أسهم الشركات القيادية التي كان تراجعها اقل من باقي الشركات· من جهته اعتبر محمد الغصين الرئيس التنفيذي لشركة أطلس للخدمات المالية أن تراجع أحجام التداولات وقلة عمليات البيع يعطي إشارة ايجابية للأسواق بان جزءا كبيرا من المستثمرين لا يلجأ إلى عمليات التسييل، إلا أن استمرار التراجع اليومي شجع بعضهم على عمليات البيع· وقال إن عمليات التسييل التي شاهدناها أمس يرتبط معظمها ببيع مكاتب الوساطة لتغطية بيعها على المكشوف قبل أن تضطر إلى عملية تسييل جماعية واسعة نهاية الشهر الحالي، إلا أن هذا البيع لا يمكن اعتباره سببا وراء كل هذا التراجع· وأضاف أن لا سبب منطقيا للتراجع الذي تشهده الأسواق وان الحديث عن تأثير لما يحدث في الأسواق العالمية والاقتصاد العالمي على أسواقنا المحلية ليس إلا تأثير هامشي وثانوي، مبينا أن الأسواق العالمية شهدت ارتفاعا الأسبوع الماضي إلا أن أسواقنا استمرت في التراجع· وكانت موجة الهبوط قد شملت أسواق دول مجلس التعاون الخليجي كلها بنسب متباينة، كان أعلاها لسوق دبي المالي الذي تراجع بنسبة 2,68%، وتراجع سوق ابوظبي للأوراق المالية أمس بنسبة 1,55% وأغلق مؤشره عند مستوى 4572,42 نقطة فيما تراجع مؤشر سوق قطر المالي بنسبة 1,33%·