الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حق معرفة الله

13 سبتمبر 2007 00:54
الإنسان بفطرته يشعر بضعفه وحاجته إلى ربه فى إعانته وتوفيقه ورعايته وحفظه ولذا فهو يطلب التعرف إلى ربه وللمعرفة بالله أنواع ومراتب يترقى فيها المؤمنون حتى يبلغوا درجة الكمال فى معرفة ربهم وبقدر معرفتهم له تكون تقواهم وخشيتهم منه ومحبتهم وطاعتهم له وتقربهم وتوسلهم إليه· ومعرفة الله من أهم الحقوق والواجبات التي تدخل الجنات فكيف نتعرف إليه؟ فى البداية نقول إن معرفة الله تبارك وتعالى نوعان: - النوع الأول: معرفة إقرار وهي التي اشترك فيها الناس جميعاً البر والفاجر والمطيع والعاصي· والنوع الثاني: معرفة توجب الحياء منه والمحبة له وتعلق القلب به والشوق إلى لقائه وخشيته والإنابة إليه والأنس به والفرار من الخلق إليه وهذه هي المعرفة التي تجب على كل مسلم مخلص أن يلتزمها، وقد قال أعرف الخلق به سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في الحديث المتفق عليه '' لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك ''· ولهذه المعرفة بابان واسعان: الباب الأول التفكر والتأمل في آيات القرآن كله والفهم الخاص عن الله ورسوله· والباب الثاني: التفكر في آياته المشهودة وتأمل حكمته فيها وقدرته ولطفه وإحسانه وعدله وقيامه بالقسط على خلقه· وجماع ذلك: الفقه في معاني أسمائه الحسنى وجلالها وكمالها وتفرده بذلك، وتعلقها بالخلق والأمر فيكون فقيهاً في أوامره ونواهيه فقيهاً في قضائه وقدره، فقيهاً في أسمائه وصفاته ''ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم''· (الجمعة-4)· آيات الله والله تبارك وتعالى يدعو عباده في القرآن لمعرفته من طريقين أحدهما: النظر إلى مفعولاته الموجودة فى الكون والثاني التفكر في آياته وتدبرها فتلك آياته المشهودة -التى نراها ونشاهدها-، وهذه آياته المسموعة والمعقولة- أي التي نسمعها أو ندركها بالعقل والذي هو مناط التكليف· فالنوع الأول كقوله تبارك وتعالى ''إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار والفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس'' (البقرة-164)· وقوله تعالى ''إن في خلق السموات و الأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب'' (آل عمران-190) فكلها أشياء موجودة فى الكون وتدل على خالقها سبحانه ولذلك لما سئل اعرابي عن وجود الله فقال: أليست البعرة تدل على البعير وأثر الأقدام يدل على المسير فسماء ذات أبراج وأرض ذات فجاج ألا يدل على اللطيف الخبير· والثاني كقوله ''أفلا يتدبرون القرآن'' (النساء-82)، وقوله ''أفلم يدبروا القول'' (المؤمنون-68)، وقوله ''كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته'' (ص-29)· مراتب المعرفة وهناك مراتب لمعرفة الله تبارك وتعالى فمن الناس من يعرف الله بالجود والأفضال والإحسان، ومنهم من يعرفه بالعفو والحلم والتجاوز والمغفرة ومنهم من يعرفه بالبطش والانتقام ومنهم من يعرفه بالعلم والحكمة ومنهم من يعرفه بالقهر والملك، ومنهم من يعرفه بالرحمة والبر واللطف ومنهم من يعرفه بإجابة دعوته وإغاثة لهفته وقضاء حاجته· وهكذا ومن خلال المعرفة نكون قد تعرفنا إلى ربنا تبارك وتعالى وعرفنا بذلك أنه رب قد اجتمعت له صفات الكمال ونعوت الجلال، منزه عن الشركاء والمثال بريء من النقائص والعيوب، له كل اسم حسن وكل وصف كمال فقال '' فعال لما يريد '' فوق كل شيء ومع كل شيء وقادر على كل شيء ومقيم لكل شيء آمرٌ ناهٍ متكلمٌ بكلماته الدينية والكونية أكبر من كل شيء وأجمل من كل شيء أرحم الراحمين وأقدر القادرين وأحكم الحاكمين، فالقرآن أنزل لتعريف عباده به وبصراطه الموصل إليه وبحال السالكين بعد الوصول إليه·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©