الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الصوم ليس مبرراً لتعطيل مصالح الناس

الصوم ليس مبرراً لتعطيل مصالح الناس
13 سبتمبر 2007 00:52
لا يزال البعض يتخذ من رمضان مبرراً للتكاسل وتأجيل الواجبات وتعطيل مصالح الناس بحجة الصوم، في حين أن رمضان بريء من كل ذلك، بدليل أن كثيرا من انتصارات المسلمين حدثت في شهر الصوم، فالإسلام دين ودنيا، علم وعمل، يأمر بالسعي والاجتهاد ويدعو إلى الجد والاتقان ومبادئه تؤكد أن العمل واكتساب المال والسعي وراء الرزق مطلب شرعي محمود وأن الإهمال والتقصير والكسل أمر مذموم لا يرضى عنه الله تعالى ورسوله· يؤكد الدكتور محمد عبدالحليم عمر -مدير مركز الاقتصاد الإسلامي بجامعة الأزهر- أن الإسلام يدعو إلى العمل ولا يعرف الخمول والكسل ويعد العمل واجباً وعبادة ويحث على الكد والاجتهاد في كسب العيش وجاء بمنهج متميز لطلب الثروة والتعامل معها بحيث يأخذ كل ذي حق حقه، يقول الله تعالى: (فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله واذكروا الله كثيراً لعلكم تفلحون) (الجمعة: 10) ويقول سبحانه: (وجعلنا النهار معاشا) (النبأ: 11)· ويرى الدكتور عبدالحليم عمر أن العمل الشريف تأكيد لوجود الإنسان الذي من حقه أن يعمل وأن يؤجر أجراً مناسبا، ومن واجب المجتمع أن يوفر فرص العمل وإلا وقع الفقير في فساد البطالة وضلالاتها فالقرآن الكريم يشدد على ضرورة أن يكون العمل صالحا قال تعالى: (ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين) (فصلت: 33) والعمل الصالح للدنيا هو العمل المنتج الذي تعود فائدته على الفرد والمجتمع· محاربة الفقر وأوضح الدكتور زكي عثمان -رئيس قسم الثقافة الإسلامية بجامعة الأزهر- أن دعوة الإسلام تؤكد أن العمل أساس العمران وسبيل الكمال، لأن به تنهض الأمم وتتحقق الكرامة للفرد والعزة للمجتمعات، ويعد أشرف الكسب ما يكسبه الرجل من عمله واجتهاده واخلاصه، وينهى الإسلام عن الإهمال والقعود عن العمل واستجداء الناس· وأكد أن السعي على مطالب الحياة جهاد والحق سبحانه وتعالى يقول: (ولقد مكناكم في الأرض وجعلنا لكم فيها معايش قليلا ما تشكرون) (الأعراف: 10) والله سهل للناس سبل الرزق ويسر لهم الوسائل المتعددة والمتنوعة في مجالات التجارة والصناعة والزراعة وغيرها التي يستطيعون بها كسب معيشتهم وشكر النعم التي لا تحصى والقرآن الكريم يقول: (وآخرون يضربون في الأرض يبتغون من فضل الله) (المزمل: 20) فهذا أمر بالسعي في الأرض والانتقال من مكان إلى مكان ومن بلد إلى بلد للبحث عن الرزق وقال تعالى: (فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه) (الملك: 15) فأرض الله واسعة، والمسلم مطالب بالبحث والسعي وراء الرزق· ويقول المولى جل وعلا في محكم آياته: (وأن ليس للإنسان إلا ما سعى· وأن سعيه سوف يرى· ثم يجزاه الجزاء الأوفى) (النجم: 39-41)· وعن عناية الإسلام بالعمل النافع وطلب الرزق للتخلص من الفقر يقول الدكتور زكي عثمان: العمل أفضل سلاح لمحاربة الفقر والفاقة، والإسلام يشجع على العمل والتجارة والصناعات اليدوية والابتكار والاختراع وإنتاج كل ما يفيد، فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول ما معناه: ''من سعى على عياله من حل فهو كالمجاهد في سبيل الله، ومن طلب الدنيا في عفاف كان في درجة الشهداء'' ويقول: ''أطيب الكسب عمل الرجل بيده''، فالإسلام يحض على البذل حتى ينهض الإنسان بنفسه ويتخلص من فقره ويستغنى عن السؤال، فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول ما معناه: ''لئن يأخذ أحدكم حبله على ظهره فيحتطب خير له من أن يسأل الناس أعطوه أو منعوه''· تعمير الكون وينتقل الدكتور رفعت العوضي -استاذ الاقتصاد بجامعة الأزهر- بالحديث إلى اهمية تنمية الموارد البشرية وتطوير القدرات والمهارات، فيقول اعتنى الإسلام بتعمير الكون وتنمية الإنسان ليكون خليفة الله في أرضه فهو غاية خلقه ووجوده بقوله تعالى: (هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها) (هود: 61)، فهذا تكليف بعمارة الأرض، فالإنسان لديه رسالة ان يكون خليفة الله في أرضه يجتهد ويسعى ويدرس ويتعلم ويعمل وينتج ويكون عابدا لله سبحانه وشاكرا لفضله (يا أيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحا فملاقيه) (الانشقاق: 6)· يضيف د·رفعت العوضي: الاقتصاد المعاصر يتطور بطريقة مذهلة والاعتماد على العنصر البشري المؤهل أصبح حجر الزاوية في التنمية الاقتصادية والنهضة التي نراها الآن في اوروبا واميركا تعتمد على العنصر البشري وتنمية المهارات والقدرات وزيادة الخبرات· واذا أردنا ان ننهض فعلينا ان نعمل على تغليب القيم الثقافية الايجابية المؤثرة في العمل وتوجهاته والتقليل من اثر القيم السلبية التي تجهض اي نهضة أو تطوير· الإخلاص وعن دعوة الإسلام إلى الاتقان والتجويد في العمل يؤكد الدكتور صبري عبدالرؤوف -استاذ الفقه بجامعة الأزهر- أن الإسلام لم يكتف بالأمر بالعمل والدعوة اليه ولكنه حث على اجادة العمل واتقانه والاخلاص فيه، يقول الله عز وجل: (وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون) (التوبة: 105) والمسلم مطالب بأداء الأعمال على النحو الأمثل، لأن من اقبح السلوك الا يكون الانسان أمينا في العمل الذي ينهض به، فإن غابت الرقابة تكاسل وضيع عمله الذي هو أمانته وتراخى عن السعي في الاجادة والاتقان فهذا سلوك لا يليق بالمسلم الذي يعلم أن الله يراقبه وأن ضميره هو الذي يجعله يخاف غضب الله تعالى ويحرص على اداء مسؤولياته على أكمل وجه· واضاف انه يجب على المسلم ان يتذكر حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: ''إن الله يحب اذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه''، والقرآن الكريم مليء بالآيات التي تؤكد أهمية الاخلاص في اداء الاعمال والحرص على النهوض بالمسؤوليات، يقول الله تعالى (أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى) (آل عمران: 195)· ويقول سبحانه: (ولكل درجات مما عملوا وما ربك بغافل عما تعملون) (الأنعام: 132)،ا لإنسان الذي يحسن عمله ويحرص على اتقانه يرضى عنه المولى عز وجل ويعلي شأنه ويجعل له منزلة في الجنة تناسب عمله، والمنهج الإسلامي ينادي بأن يجتهد الانسان القادر في العمل على قدر جهده وليس على قدر حاجته وهذا مبدأ اسلامي اصيل يعلم المؤمنين العطاء والتفاني، لأن المسلم اذا عمل على قدر حاجته فقط فهو يغفل حقيقة التكافل الذي يأمر به الإسلام اذ من سوف يعينه ويعمل له اذا وصل إلى مرحلة يعجز فيها عن الكسب لكبر سن أو لمرض او لعدم وجود ما يمكن أن يكتسب منه· العمل الشريف العمل الشريف تأكيد لوجود الإنسان الذي من حقه أن يعمل وأن يؤجر أجراً مناسباً، ومن واجب المجتمع أن يوفر فرص العمل وإلا وقع الفقير في فساد البطالة وضلالاتها· العمل أفضل سلاح لمحاربة الفقر والفاقة، والإسلام يشجع على العمل والتجارة والصناعات اليدوية والابتكار والاختراع وإنتاج كل ما يفيد· الإسلام حريص على التطور ويطالب المؤمنين بالاجتهاد في تحصيل المعارف والسعي وراء التحديث واكتساب كل ما ينمي ملكات وقدرات الفرد والمجتمع·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©