السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

نعم للتفاهم وحسن الظن بين المسلمين·· ولا للطائفية

نعم للتفاهم وحسن الظن بين المسلمين·· ولا للطائفية
13 سبتمبر 2007 00:49
حول مفاهيم بعض المصطلحات التي تضمنتها استراتيجية التقريب بين المذاهب، باعتبارها تعبر عن المعاني المتضمنة مقاصدَ محددةً ومدلولاتٍ معينةً، وذات صلة خاصة بأهداف عملية التقريب· اوضح الدكتور عبدالعزيز التويجري - مدير المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة- أن مفهوم الاستراتيجية يعني مجموعة الأسس والمبادئ والخطوط العامة التي تقود عمليات التقريب بين المذاهب الإسلامية، لتصل بها إلى غاياتها المقصودة وهي جمع كلمة المسلمين، ووحدة صفوفهم، وتضييق هوة الاختلافات المذهبية، في إطار التشريع السماوي، والعمل على تبيين أسس المسائل والقضايا التشريعية، التي التزم بها أتباع المذاهب الإسلامية، مع استعمال مناهج علمية، والاستعانة بوسائل وطرق مناسبة وممكنة، لتتحقق للعالم الإسلامي آماله في التمسك بكتاب الله وسنة رسوله الكريم، باعتبارهما الأساس لمصادر التشريع· مفهوم التقريب وحول مفهوم التقريب قال التويجرى إن المقصود بالتقريب العمل على تشخيص المسائل والقضايا المشتركة بين المذاهب، والمسائل المتفق عليها في مجال العقيدة، والفقه، كما يقصد به السعي لإيجاد طرق وفاق بين المسائل الخلافية، من منظور التقارب وحسن التفاهم، وبما يوضح الفروق والمسائل الخلافية الفرعية، وبين المسائل الخلافية الأصولية، حتى لا تضيع الأصول في زحمة الاختلافات الفرعية، مع العمل على التسلح بالدليل القاطع والبرهان الصحيح، المستنبط من مصادر التشريع الإسلامي الصحيحة، دون تسرع في الحكم على أهل القبلة بأي من الأحكام المفرقة، كالتكفير أو التفسيق أو رمي المسلم بالشرك، أو اتهامه بالخروج عن جادة الإسلام، والالتزام بمبدأ التجرد عن التعصب المذهبي والابتعاد عن الطائفية الضيقة، وضرورة تحري الحقيقة الإسلامية، وبناء الأحكام على أسس الأدلة الصحيحة· وعلى ذلك، فإن المفهوم العملي للتقريب في هذه الاستراتيجية، لا يعني بأي حال إلغاء المذاهب، أو إلغاء الاختلاف، كما لا يعني إدماج بعضها في بعض وإنما يعني العمل على تكوين عوامل مشتركة والعمل بالدليل الصحيح بغرض المزيد من التلاحم والتكامل الوثيق، والتفاهم العميق، وترك الغلو، وإزالة اللبس، ومحو الريب· وزيادة في الإيضاح فإن التقريب بالمفهوم الاستراتيجي المقصود، وسيلة لجمع الشمل ورأب الصدع، وتبادل حسن الظن والتقدير بين أبناء الملة الإسلامية الواحدة، من أجل صيانة وحدة الأمة، والحفاظ على مقاصد الشريعة التي تقرّ وتحفظ مصالح الجميع· تعريف المذهب وحول مفهوم المذهب يقول إن المذهب من حيث معناه اللغوي يأتي بمعنى المعتقد، كما يأتي بمعنى الطريقة، ويأتي أيضاً بمعنى الأصل، واشتقت كلمة مذهب من كلمة ذهب، ذهاباً، و ذهوباً، ومذهباً وتمذهب بالمذهب بمعنى اتبعه· ويأتي تعريفه في المعنى الاصطلاحي بأنه العمل الفكري المستند إلى الدليل الشرعي من الكتاب والسنة والإجماع والقياس أو غيرها من الأدلة المبنية على قواعد وأصول أقرها الفقهاء والعلماء، فيما ورد من مسائل العبادات والمعاملات، ودرسوها وقلبوها واستخلصوا منها ما رأوه صحيحاً وصالحاً للعمل به لأنفسهم أولاً، ولمن اقتنع بدليل اجتهادهم· والمقصود بالمذاهب الإسلامية الطرق والمسالك التي التزم بها المقلِّدون بناء على مرجعية اجتهادات علماء الأمة وفقهائها، الذين بلغوا من العلم مكانة عالية، أتاحت لمن عرفهم وتعلّم منهم، اتباع آرائهم الظنية، والأخذ والاستدلال باجتهاداتهم الفقهية، ولذلك سماها البعض مدارس إسلامية، وتسمى المذاهب الفقهية، لصلتها بأحكام المسائل والقضايا الفروعية وتشريعاتها· وحول رؤيته لمفهوم الخلاف والاختلاف اوضح التويجري انه لما كان الخلاف والاختلاف من المصطلحات الأساسية في هذه الاستراتيجية فإن التعرض لمفهومهما من الأهمية بمكان، فالخلاف لغة المضادة وعدم الاتفاق· وتباينت آراء اللغويين وأصحاب المصطلح في المراد باللفظتين هل هو الترادف أو المغايرة، وعلى القول بأن الخلاف والاختلاف بمعنى التضاد وعدم التوافق يتعذر إطلاقهما على ما بين أئمة المسلمين وعلمائهم من تنوع في الاجتهاد قائم على أصول مشتركة، ولذا فالأولى إطلاق الاختلاف بين الفقهاء على هذا التنوع والتعدد في الاجتهادات الفقهية والآراء الظنية التي استنبطها أئمة المذاهب والمجتهدون من مصادر التشريع· وإلى هذا ذهب بعض العلماء المتأخرين ومنهم التهانوي الذي قال: ''الاختلاف ما استعمل في قول بُني على دليل، والخلاف ما وقع في ما لا دليل عليه'' ويقول الكفوي ''إن الاختلاف هو أن يكون الطريق مختلفاً والمقصود واحداً وهو من آثار الرحمة، والخلاف هو أن يكون كلاهما مختلفاً''
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©