الياميش دواء.. و المكسرات شفاء

رمضان كريم·· وفي الشهر الفضيل، الصيام صحة، والطعام حيوية وعافية· الأطباء يؤكدون أن الامتناع في نهار رمضان عن الطعام والشراب، فرصة ذهبية للتخلص من البدانة والإجهاد المزمن ومتاعب الجهاز الهضمي وتراكمات السموم في الجسم طوال العام، وان الصيام ''يريح'' القلب ويقلل من الترسبات الضارة على جدران الشرايين بشرط الاعتدال في تناول الطعام خلال ساعات الإفطار· والأبحاث العلمية تؤكد أن كثيرا من الأطعمة التي يكثر استخدامها خلال رمضان تحوي صيدلية طبيعية كاملة من عناصر الشفاء ومقومات الشباب الدائم، وخلال هذه الحلقات سوف نستعرض بعضا من أسرار الصحة في الصيام وجانبا من أسرار الشفاء على موائد الطعام· في البداية يؤكد الأستاذ الدكتور شوقي المنير أستاذ الأمراض الباطنية الجهاز الهضمي والكبد ومدير المستشفى الإماراتي الفرنسي أن الفوائد الصحية للامتناع لفترة من الوقت عن الطعام أصبحت مؤكدة ومدعمة العديد من الدراسات العلمية·· بل إن الفطرة تدلنا على ذلك وتؤكد هذا المعنى، فالمريض يفقد شهيته عن الطعام، وعلاج الكثير من الأمراض يتضمن نظاما غذائيا يعتمد على تقليل ما يتناوله المريض من طعام·· والمعروف أن الكثير من الأمراض والمشاكل الصحية الخطرة ترتبط بأخطاء السلوك الغذائي وخاصة بالإفراط في تناول الطعام وعدم التوازن بين مكونات ما نتناوله· كل هذه الحقائق تؤكد الفوائد الصحية للصيام بشرط الاعتدال في تناول الطعام وعدم الإسراف في تناول ما أصبح يعرف بأطعمة التسالي أو الأطعمة التي يتم تناولها بعد الوجبات الرئيسية·· والأهم من ذلك عدم الإسراف في تناول الحلوى التي يكثر استهلاكها خلال شهر الصيام كالقطايف والكنافة والعوامات أو الزلابية أو لقمة القاضي وحلوى أم علي وغيرها من الأصناف المشابهة·· فهذه الأنواع من الأطعمة تتميز بمحتواها الكبير من الشحوم الحيوانية والزيوت النباتية والسكر بالإضافة إلى الطحين، فهي إذن مصدر هائل للسعرات الحرارية ومصدر فقير إلى حد بعيد بالعناصر الغذائية المفيدة للجسم· يضيف الدكتور شوقي المنير: خلال رمضان يكثر تناول الياميش والنقل·· والياميش هو مجموعة من الفواكه المجففة كالمشمش المجفف (مشمشية) والبرقوق المجفف (قراصيا) والعنب المجفف (زبيب) والتين المجفف ومعجون المشمش (قمر الدين) مع البلح أو التمر·· وكل صنف من هذه الأصناف يحتوي على عشرات العناصر الغذائية المقاومة لعوامل الاعتلال والمنشطة لأجهزة الجسم الحيوية·· حتى أن هذه الأغذية كانت على مدى قرون طويلة على رأس وسائل التداوي والعلاج في الطب القديم· والنقل أو المكسرات أيضا دواء وشفاء، بشرط أن يوضع في الاعتبار محتواها المرتفع جدا من الزيوت النباتية ومن ثم من السعرات الحرارية حتى لا تكون سببا للبدانة·· فالمكسرات تحتوي على كمية كبيرة من العناصر الغذائية المضادة للأكسدة، ومضادات الأكسدة هي العناصر التي تقاوم تأثير ما يعرف باسم الشوارد الأكسيجينية الأحادية الضارة التي تسبب شيخوخة الخلايا والتي كشف العلم الحديث عن مسؤوليتها عن قائمة هائلة من الأمراض القاتلة تبدأ بتصلب الشرايين والفشل الكلوي وتنتهي بالأورام·