الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

بكين... عاجزة عن فهم لعبة الدبلوماسية الدولية

بكين... عاجزة عن فهم لعبة الدبلوماسية الدولية
13 سبتمبر 2007 00:19
بينما تتأهب الصين للاحتفال بنهوضها كقوة دولية في أولمبياد العام المقبل، تشير معدلات متنامية للرأي العام العالمي إلى أن بكين لا تزال تواجه معضلة الصعود إلى القمة الدولية التي تتطلع إليها· وهي معضلة لا تقتصر فيما يثار من انتقادات لمنتجاتها من الأغذية ولعب الأطفال على وجه الخصوص· وفي رأي محللين دوليين وصينيين، أن مهمة الصين في هذا الصعود قد أضحت أكثر صعوبة وتعقيداً، جراء عجز الحزب الشيوعي الحاكم عن فهم خيوط لعبة الدبلوماسية العامة الدولية· يعود السبب في ذلك أن المسؤولين الصينيين اعتادوا على نمط إقامة العلاقات الدبلوماسية التقليدية مع نظرائهم من الدول الأخرى، وللسبب عينه فإن لهم نصيباً ضئيلاً من الخبرة يكاد لا يذكر في مجال إقامة العلاقات مع الجماعات الناشطة في خدمة هدف واحد مختص بقضية محددة، على نحو ما نرى في التجربة الغربية· وللحقيقة فإن تجارب هذه الجماعات المعبرة عن روح المجتمع المدني هي التي تمكنت من صياغة أجندة العمل الدولي، فضلاً عن النفوذ الذي تمارسه على الرأي العام في جملة من القضايا الدولية، تتراوح بين مشكلة التغير المناخي، وصولاً لأزمة دارفور· وهذا ما أكده ''شي ينهونج'' -خبير الشؤون الخارجية البارز بجامعة ''رينمين'' في العاصمة بكين- بقوله: ''إنها معضلة كبيرة، لأنه ليست للصين خبرة عملية في التعامل مع هذا النوع من المنظمات والجمعيات غير الحكومية''· وفي الوقت نفسه أخفقت السلطات الصينية إخفاقاً كبيراً في التصدي لفضائح الأمن والسلامة المرتبطة بمنتجاتها الغذائية وألعاب الأطفال، وهو التحدي الأكبر الذي واجهته خلال موسم الصيف الحالي، حسب النتائج التي أشارت إليها استطلاعات الرأي العام التي أجريت مؤخراً· فقد كشفت دراسة لاتجاهات الرأي -أجرتها كل من شبكة ''إن بي سي'' وصحيفة ''وول ستريت'' في شهر يوليو المنصرم- عن أن نسبة تصل إلى 65 في المئة من المواطنين الأميركيين تكاد تنعدم لديها الثقة تماماً في المصنوعات الغذائية الصينية· وإلى ذلك أشار استطلاع آخر أجرته ''مؤسسة زغبي'' العالمية لاستطلاعات الرأي، إلى أن نسبة 72 في المئة من الأميركيين لا يصدقون المزاعم التي تروج لها بكين حول تهويل واشنطن لمخاطر الأمن والسلامة المحيطة بالمنتجات الصينية المذكورة· بيد أن معضلة الصورة العامة العالمية لبكين، هي أكبر من مجرد الغذاء ولعب الأطفال كما سبق القول· والدليل أن استطلاعاً آخر للرأي أجرته ''مؤسسة جالوب'' العالمية قبل وقت بعيد من الكشف عن فضائح المنتجات الصينية هذه، أشار إلى انحسار ملحوظ في تأييد الرأي العام الأوروبي والأميركي وغيرهما لبكين· مما لا شك فيه أن تنامي الشكوك حيال الصين هو بين القضايا المحدودة للغاية التي تجمع بين الأوروبيين والأميركيين· ذلك هو ما توصل إليه استطلاع للرأي أجراه ''صندوق خطة مارشال الألماني'' ونشرت نتائجه خلال الأسبوع الماضي· ومن بين ما احتوته تلك النتائج، نسبة 48 في المائة من الأوروبيين و54 من الأميركيين تنظر إلى الصين على أنها مهدد لأمنها واستقرارها الاقتصادي أكثر من كونها فرصة اقتصادية جديدة أو سوقاً عالمية جديدة للاستثمار والتبادل التجاري· وبين هذا وذاك، أشار استطلاع آخر للرأي العام أجراه ''مجلس شيكاغو للشؤون الدولية'' إلى أن أربعاً فحسب بين السبع عشرة دولة التي شملها الاستطلاع توفرت فيها أغلبية تنظر إلى بكين بعين الثقة والمسؤولية فيما يتصل بمجال الشؤون الدولية· وكما نعلم فقد كانت وصمات الماضي الصيني، ممثلة في احتلالها السابق لإقليم التبت، ثم في مذابح ساحة ''تاينامين'' الوحشية التي ارتكبت بحق المتظاهرين في عام ،1989 إضافة إلى السلوك العدواني الذي تبديه بكين إزاء جارتها تايوان، قد لطخت سمعتها الدولية وأساءت إليها كثيراً· أما في عالم اليوم فهناك بقع سوداء مختلفة الأشكال والأحجام تلطخ هذه الصورة، منها تزايد انتفاخ بالونة فائضها الاقتصادي، الاتهامات المثارة ضدها فيما يتعلق بالتلاعب بسعر الصرف العالمي، كذلك اتساع تطبيق أحكام الإعدام في شتى أنحاء البلاد، مقترنة بسجل الصين السيئ في مجال احترام حقــوق الإنســـان، إضافـــــة إلى تنامي انبعاثات الصين من غازات بيت الزجاج المتهمة بإحداث ظاهرة التغير المناخي· على أن الألعاب الأولمبية المرتقب تنظيمها في الصين العام المقبل، تقف دليلاً جديداً على ضرورة العمل الآني من قبل القيادة الصينية، وإن كان ذلك في جبهة واحدة فحسب من جبهات الصراع من أجل تحسين صورتها العالمية· والمقصود بهذه الجبهة، الحد من الانتقادات الدولية الواسعة لدعم بكين للحكومة السودانية، ما يعني مساهمتها على نحو غير مباشر في تفاقم أزمة إقليم دارفور· يذكر أن ''ليو جين''، المبعوث الخاص المكلف من قبل بكين للقارة الأفريقية، قد التقى مؤخراً وللمرة الأولى له مع ممثلين لتحالف ''أنقذوا دارفور'' وهي حركة سياسية نشطة نظمت حملة انتقادات حادة لحكومة الخرطوم سابقاً· وبعد ذلك اللقاء أصدر الاجتماع بياناً أثنى فيه على الجهود التي بدأت تبذلها الصين مؤخراً فيما يتعلق بإنشاء وحدة حفظ سلام في إقليم دارفور، إلى جانب حث بكين على فعل ما هو أكثر إيجابية وتأثيراً في هذا الصدد· مراسل صحيفة كريستيان ساينس مونيتور ينشر بترتيب خاص مع خدمة كريستيان ساينس مونيتور
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©