مستشفى توام يعيد البسمة إلى عائلة كويا بتوأم

أغلقت أبواب الأمل في وجوه ''ماجيرا'' بعد أن أفقدها مرض نادر أطفالها الثلاثة وهم لا يزالون في المهد، إلا أن مستشفى توام فتح لها باب أمل جديدا وتغيرت بها ملامح حياتها التعيسة إلى مبهجة بولادة توأمين سليمين· وبهذا الخبر السعيد يكون مستشفى توام الذي تديره جونز هوبكنز الطبية قد حقق إنجازاً طبياً متميزاً بولادة طفلين لهذه العائلة بعد سنوات من المعاناة بسبب وفاة أطفالها الثلاثة فور ولادتهم نتيجة إصابتهم بمرض التنكس الصباغي الدموي· وتعود تفاصيل القصة إلى سنوات مضت عاش بها أبوان حياة تعيسة عندما فقدا طفلهما الأول فور ولادته، ثم وفاة طفلهما الثاني بعد أيام من ولادته، وفي عام 2004 فقد الزوجان طفلهما الثالث الرضيع بسبب المشاكل الحادة في الكبد التي واجهته وهو في عمر 21 يوماً· وتم تحويل الزوجة منذ أسابيع حملها الأولى إلى وحدة الكبد في مستشفى توام حيث تولى رعاية الزوجة الحامل الدكتور هيرت كانت أخصائي طب الأطفال والجهاز الهضمي والكبد والأمراض الأيضية في مستشفى توام· وتعليقاً على هذا النجاح قال السيد مايكل هيندل المدير التنفيذي لمستشفى توام: '' تمكن الفريق الطبي في مستشفى توام من إعطاء معنى جديد للحياة لعائلة كويا، وبالتحديد للسيد كويا وزوجته ماجيرا بعد أن بدءا يفقدان الأمل بأن يكون لهما أطفال على الرغم من أن السيدة ماجيرا في العشرينات من عمرها، فقد غير الفريق الطبي التابع لمستشفى توام حياة الزوجين وهما الآن سعيدان بأنهما أبوان لطفلين وليس لطفل واحد بعد ولادة طفلين لهما ذكر وانثى، ويتمتعان بصحة جيدة''· وأضاف ''تمكن الطبيب المعالج الدكتور هيرت كانت، من تشخيص المرض الذي يتسبب بوفاة أطفال الزوجين المذكورين وهــو التنكـس الصباغــــي الدموي والـــــذي يــــــؤدي لتـجمع كميـــــة من الحديــــــد في الكــبـــد وأنسجـــــة الجســـــم والمعــــــروف بـ ''Hemochromatosiَّ'' والذي يصيب حديثي الولادة وهو مرض نادر جداً ما يصيب الإنسان وغالباً ما يصيب القرود، إذ يُسبّب الشكل الوليدي تعزيزا حديديا سريعا في كبد الطفل الرضيع الذي يمْكِن أَنْ يُؤدّي إلى الموت، وغالباً ما يتم ذلك من خلال قيام جسم الأم الحامل بتطوير الأجسام المضادة التي تهاجم خلايا الدم الحمراء لدى طفلها مما يؤدي إلى ولادة الطفل مصاباً بفقر الدم الحاد والقاتل في أغلب الأوقات، وحتى الآن لم يتم اكتشاف أسباب هذا المرض''· وأوضح المدير التنفيذي لمستشفى توام أنه من منطلق التزام مستشفى توام بمسؤوليتها الاجتماعية ومشاركتها لأفراد المجتمع والتخفيف عنهم فقد التزم المستشفى بتوفير العلاج المجاني لعائلة كويا، إذ بدأ العلاج لهذه الحالة في فترة مبكرة من الحمل وتحديداً من الأسبوع الثامن عشر واستمر إلى وقت الولادة وهو مكلف جداً، وهذا ما جعل عائلة كويا تفقد الأمل في أن يكون لها طفل بسبب عدم تمكنهم من تحمل التكاليف المرتفعة للعلاج لكن مستشفى توام ومن منطلق إنساني تحمل تكاليف العلاج، ووفر الرعاية الصحية الكاملة للزوجة وجنينيها إلى أن تمت الولادة بنجاح وولد الطفلان بحالة صحية جيدة· وقال الدكتور هشام مرجاني أخصائي الطب الجنيني في مستشفى توام ورئيس قسم الطب النسائي والتوليد في كلية الطب بجامعة الإمارات: ''لقد تكللت نتائج العلاج بالنجاح التام خلال فترة الحمل وكذلك فترة ما بعد الولادة، إن هذا النجاح أدخل البهجة والسرور إلى قلب السيدة ماجيرا التي حملت طفليها التوأم الذكر والأنثى، وقد عاد بهما الأبوان إلى منزلهما وهما يعيشان بشكل طبيعي وبصحة جيدة''· وأعرب الزوجان عن شكرهما العميق لمستشفى توام وجون هوبكنز الطبية لدعمها المادي وكذلك للدكتور هيرت كانت، والدكتور مرجاني والفريق الطبي الذي ساعدهما وكل أقسام مستشفى توام التي أولت عناية فائقة للأم والطفلين· وقد انضم الدكتور هيرت كانت في الآونة الأخيرة إلى الدكتور راشد مرزا استشاري طب الأطفال والمتخصص في المعدة والأمعاء وأمراض الكبد وعملا سوياً مع الدكتورة غزالة بالحاج الأستاذة المساعدة في كلية الطب، كفريق طبي متخصص بأمراض الأطفال خاصة أمراض الكبد والجهاز الهضمي، ويرحب هذا الفريق الطبي المتخصص بعلاج كل الحالات المرضية في أقطار مجلس التعاون لدول الخليج العربية، ويقدم الدكتور مرجان وفريقه الطبي العناية الكاملة والدقيقة قبل الولادة ويستقبل كل الحالات التي يتم تحويلها إلى مستشفى توام· واكتشف مرض "Hemochromatosis" والذي غالباً ما يمنع الأزواج من الحمل الجديد من قبل الدكتور بيار هانتغتون من ولاية شيكاغو الأمريكية وقد نشر نتائج أبحاثه حول هذا المرض في شهر نوفمبر عام 2004 في مجلة (Lancet) لانست الطبيبة التي تعد من أكثر المجلات الطبية شهرة في العالم، أي بعد مرور قرابة النصف عام على وفاة الطفل الثالث لعائلة كويا·