مركز استيلاد الهجن بدبي ينفذ خطة لاستنساخ إبل السباق

تمكن مركز استيلاد الهجن بدبي من استنساخ أول جمل أنابيب في العالم يوم الأربعاء الماضي الموافق الثامن من الشهر الجاري بعد فترة حمل استمرت 378 يوماً· ويعكف المركز على تنفيذ المرحلة الثانية من مشروع الاستنساخ وتتعلق باستيلاد إبل السباق ''الهجن''، حيث بدأ بتنفيذ الأبحاث الخاصة بذلك، وفقاً للدكتور نصار أحمد واني الطبيب البيطري المتخصص في علم الأجنة لدى مركز استيلاد الهجن بدبي· وقال واني في تصريح لـ''الاتحاد''، ''يوجد لدى المركز خطة متكاملة لاستنساخ الجمال، المرحلة المقبلة منها خاصة بنوعية الجمال المستخدمة في السباق ونعمل على توفير كل معطيات تحقيق ذلك الهدف الذي يحتاج الى بعض الوقت''· واستبعد واني استنساخ أي حيوانات أخرى في الوقت الراهن مثل الخيول، '' لأن هذا الامر يحتاج الى أوقات طويلة تصل لعدة سنوات''· وأوضح أن الأم البديلة التي حملت الجنين طوال 378 يوماً، تتمتع بصحة جيدة أيضاً· واستغرق مشروع استنساخ الجمل الذي اطلق عليه اسم '' انجاز'' خمس سنوات، وهي ناقة صغيرة تزن 30 كيلو جراماً الآن وتتمتع بصحة ممتازة، بحسب واني· وعن تكلفة عملية الاستنساخ، قال واني ''إنه من الصعوبة بمكان تحديد التكلفة المالية التي استخدمت تحقيق عملية الاستنساخ لاسيما ان هذا المشروع متعدد الأدوار واستغرق فترة زمنية كبيرة، والاهم من التكلفة ما حققناه من إنجاز''· ويهدف مشروع الاستنساخ، كما أشار واني، الى إفساح المجال أمام إمكانية الحفاظ على أنواع خاصة مناسبة لتناسل الإبل وإنتاج الحليب، '' فالاستنساخ سيزيد من إنتاج البان الجمال في الدولة عن طريق استنساخ الجمال المدرة للألبان''· وقالت الدكتورة لولو سكيدمور المدير العلمي في المركز إن ''هذا إنجاز مهم في برنامج البحث ويمثل حدثاً هاماً سيساهم في تحسين نسل الإبل التي تحظى باهتمام كبير في منطقة الخليج''· وتمت العملية بأخذ خلايا من بويضة ناقة وزراعتها قبل مرورها بعملية التجميد في سائل النيتروجين· وقام الدكتور واني بحقن إحدى الخلايا في خلية "docyte" بعد أن تم استئصال نواتها، ثم تم دمج الخليتين ومعاملتهما بالتيار الكهربائي لجزء بسيط من الثانية وتنشيطهما كيميائياً لحثهما على البدء بالانقسام بنفس الطريقة التي يتم فيها انقسام البويضة المخصبة· بعد ذلك تمت عملية زراعة الجنين الناتج لمدة سبعة أيام في المختبر قبل نقله ثانية إلى رحم ناقة بديلة، وقد تم تشخيص الحمل بعد عشرين يوماً باستخدام الموجات فوق الصوتية، ومن ثم المتابعة عن طريق جهاز فوق صوتي يوفر صوراً دقيقة للأجزاء الداخلية للجسم لمدة 12,5 شهر· وتم فحص الحمض النووي لـخلايا ''إنجاز'' والخلايا المبيضية الأصلية باستخدام قمر اصطناعي دقيق في مختبر علم الأحياء الجزيئي وعلم الوراثة في دبي، إذ أظهرت الفحوصات بأن الخليتين متماثلتان ما يؤكد أن ''إنجاز'' هو استنساخ للناقة الأصلية· وقالت الدكتورة سكيدمور، إننا مسرورون جداً لولادة ''إنجاز'' لأنها جاءت نتيجة عمل جاد وماهر قام به فريق العمل لدى مركز الاستيلاد، وإن هذا التطور المهم في برنامجنا البحثي يوفر لنا وسائل المحافظة على الجينات القيمة لنخبة من هجن السباق وإنتاج الحليب لدينا· وأضاف ''يعطينا هذا الإنجاز المهم في برنامج أبحاثنا سبلاً للحفاظ على الجينات القيمة في مجال التناسل وإنتاج الحليب في المستقبل· وتأسس مركز استيلاد الهجن قبل عشرين عاماً، وتتم رعايته وتمويله من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي· وفي مايو ،2008 تمكن ''مركز تناسل الإبل'' عبر استخدام تقنيات حديثة للإخصاب من استيلاد أول توأمين متطابقين من الإبل عن طريق تقنية تخصيب الأجنة المجهري، وأطلق على التوأمين اسمي ''زاهي'' و''باهي''·