«النقد العربي» يدعو إلى إعادة النظر في إدارة المخاطر لدى المصارف

أبوظبي (وام) - أكّد صندوق النقد العربي أن الحاجة أصبحت ملحة إلى إعادة النظر في أساليب وطرق إدارة المخاطر لدى المصارف، مشيراً إلى أن ضعف الرقابة على البنوك، وكذلك الضعف في إدارة المخاطر وإدارة الحكم السليم، كانت من الأسباب المباشرة لاندلاع الأزمة المالية العالمية. جاء ذلك خلال دورة “الإصلاحات التنظيمية” التي انطلقت أمس في مقر صندوق النقد العربي بأبوظبي وتستمر ثلاثة أيام بمشاركة 26 مشاركاً من 15 دولة عربية. وينظم الدورة معهد السياسات الاقتصادية في الصندوق بالتعاون مع معهد الاستقرار المالي التابع لبنك التسويات الدولية. وقال الدكتور سعود البريكان مدير معهد السياسات الاقتصادية في الصندوق في كلمته الافتتاحية التي ألقاها نيابة عن الدكتور جاسم المناعي المدير العام رئيس مجلس إدارة الصندوق إن اندلاع شرارة الأزمة كان بسبب الإقراض المفرط من قبل البنوك وكذلك صغر حجم رؤوس الأموال لدى البنوك، إضافة إلى عدم كفاية صمامات السيولة لدى هذه المصارف، الأمر الذي أدى إلى حدوث أزمة اقتصادية ما تزال كثيرا من الدول تعاني منها. وأعرب المناعي عن أمله في أن تسهم معايير “بازل 3” في معالجة جميع هذه الثغرات التي أظهرتها الأزمة المالية العالمية. وقال الدكتور المناعي إن العولمة والابتكارات المالية السريعة تستوجب ضرورة قيام جميع البلدان بدفع البنوك إلى زيادة رأسمالها، وكذلك السيولة سبيلًا لحماية النظام المصرفي والاقتصاد من المخاطر غير المتوقعة. وفي هذا الإطار، فإن “بازل 3” هي مجموعة من الإجراءات الإصلاحية الشاملة تهدف إلى تقوية الرقابة والإشراف على البنوك، بحيث تمكن الأخيرة من تحسين قدرتها على امتصاص الصدمات الناجمة عن الضغوط المالية والاقتصادية، وكذلك تحسين إدارة الحكم وإدارة المخاطر وتقوية الإفصاحات والشفافية، بحسب المناعي. وأشار إلى أن أهم ملامح “بازل 3” تتمثل في تحسين كمية ونوعية رأس المال لدى المصارف مع التركيز على رأس المال الأساسي لامتصاص الخسائر، وإضافة عناصر أخرى لرأس المال مثل وجود رأس مال إضافي يعمل صماماً لحماية النظام المصرفي من فقاعات الائتمان.