الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

باكستان تنفي نواز شريف ثانية إلى السعودية

باكستان تنفي نواز شريف ثانية إلى السعودية
11 سبتمبر 2007 02:00
أقل من أربع ساعات ونصف الساعة فقط هي الفترة التي سمح لرئيس الوزراء الباكستاني السابق نواز شريف البقاء فيها بمطار إسلام آباد الذي لم يغادره إلا مبعدا مرة ثانية امس الى المملكة العربية السعودية لإكمال فترة المنفى الذي أمضى فيه 7 سنوات منذ إبعاده اول مرة عام 2000 بموجب اتفاق مع الرئيس الباكستاني برويز مشرف الذي خلعه من السلطة في انقلاب ابيض عام 1999. فقد تحدى مشرف الذي يسعى الى ولاية رئاسية أخرى في انتخابات تجري بين 15 سبتمبر و15 اكتوبر قرار المحكمة العليا الذي سمح بعودة زعيم المعارضة الباكستانية وأبعده ثانية الى السعودية بعد نحو 4 ساعات ونصف الساعة امضاها في مطار اسلام آباد بينها 90 دقيقة داخل الطائرة نفسها التي نقلته من لندن و3 ساعات بين قاعة كبار الزوار التي أوقف فيها نواز شريف بتهمة الفساد قبل أن ينقل عبر مروحية الى مكان مجهول وبين المطار الذي أعيد اليه حيث جرت محادثات بمشاركة عناصر من الاستخبارات السعودية انتهت الى إبعاده مجددا عبر طائرة للخطوط الجوية الباكستانية الى جدة التي وصل اليها وسط منع الصحفيين من تصويره· وحولت السلطات مطار إسلام آباد الى ما يشبع القلعة امس حيث فرضت قوات الامن منطقة مغلقة على مساحة خمسة كيلومترات حوله· فيما اشتبك عناصر الشرطة الذين كانوا يحملون الهراوات والقنابل المسيلة للدموع مع نحو 700 من أنصار شريف واعتقلوا اعضاء كبار من حزبه ''الرابطة الاسلامية'' بينهم الامين العام ظفر إقبال جاغرا· فيما قدر حزب شريف عدد المعتقلين من انصاره بنحو أربعة آلاف· وكان نواز شريف وصل الى إسلام آباد في الساعة الثامنة وأربعين دقيقة صباحا آتيا من لندن على متن طائرة تابعة للخطوط الجوية الباكستانية قائلا ''إحساسي عظيم ومستعد لمواجهة اي موقف''، مشيرا الى أنه في حالة اعتقاله سيكون ذلك ثمنا زهيدا مقابل حرية باكستان، وأضاف ''لدي واجب ومسؤولية والتزام وطني يجب الوفاء به مهما كان الثمن ألا وهو الديمقراطية·· طموحي واضح فعلي أن اعيد باكستان الى الحكم الديمقراطي لأنه إذا لم نفعل ذلك سنبقى في حالة فوضى مثلما هو الحال اليوم''، وتابع شريف الذي كان يخطط بعد عودته أن يتوجه في موكب سيارات إلى لاهور مسقط رأسه ''حان الوقت لخروج الرئيس العسكري من السلطة··إنني أعود الى بلدي لأسدد الضربة الاخيرة للدكتاتورية المتهاوية وكلي عزم على أن اخلصه من المشاكل وانعدام القانون التي يغرق فيها بسبب سياسات رجل واحد هو الجنرال مشرف''· وانتظر عناصر من الجيش والشرطة على المدرج وبعدها عند سلم الطائرة يرافقهم مسؤول في المكتب الوطني للمحاسبة يحمل مذكرة توقيف من الهيئة المكلفة مكافحة الفساد· وبعد مغادرة معظم الركاب الطائرة صعد ضابط من إدارة الهجرة اليها وطلب من نواز شريف جواز سفره والذهاب برفقته لأسباب أمنية، إلا أنه رفض المغادرة الا بصحبة مرافقيه ومحاميه وطلب أن يتمكن من التوجه الى مركز الشرطة الحدودي كغيره من المسافرين· وبعد نحو 90 دقيقة من الجدل غادر نواز الطائرة محاطا بأنصاره وعدد من مسؤولي حزبه الى جانب عناصر من الشرطة وضباط من هيئة مكافحة الفساد حيث شوهد وهو يسير في ممر ويصعد الى حافلة أقلته الى مبنى المطار ثم قاعة الانتظار وسط هتافات أنصاره ''إذهب يا مشرف إذهب'' و''يعيش نواز شريف''· وبعد وقت قصير من دخوله قاعة كبار الزوار اعتقل نواز ووضع في الحجز الاحتياطي لاتهامات تتعلق بالفساد وغسيل الاموال ثم نقل الى حافلة وبعدها الى مروحية من طراز ''ميغ'' روسية الصنع نقلته الى مكان لم يعرف خارج المطار قبل أن يعاد اليه مرة أخرى حيث وضع على متن طائرة تابعة للخطوط الجوية الباكستانية الدولية أقلته مجددا إلى مدينة جدة السعودية وقال وعيناه اغرورقتا بالدموع ''المعاملة التي أتلقاها مؤسفة··الحكومة لا تعرف أي نوع من الاخلاق أو القانون''· وأكد وزير الداخلية الباكستاني أفتاب شيرباو رسميا ترحيل نواز شريف قائلا إن ذلك يأتي في مصلحة الشعب بشكل أساسي· فيما قال مسؤول حكومي إنه لن يسمح له (نواز) بالعودة إلا بعد ثلاث سنوات ليصل إجمالي عدد سنواته في المنفى إلى عشر وهي المدة التي قالت الحكومة إنه تم الاتفاق عليها معه عام 2000 ورفضت المحكمة العليا الاعتراف بها معتبرة الاتفاق الذي وقع غير شرعي· فيما ذكر حزب شريف أنه قدم طعنا الى المحكمة العليا يقول إنها أمرت الحكومة بعدم إعاقة عودته· وكانت السعودية توسطت في اتفاق النفي الاصلي وطالبت نواز شريف مؤخرا بالالتزام بمدة السنوات العشر، لكنه لم يوافق على ذلك قائلا إنه حصل على تأكيد شفهي بأنه يمكن أن يعود بعد خمس سنوات· وأكد مصدر رسمي أن شريف وصل الى مطار جدة وكان في استقباله عدد من المسؤولين السعوديين بينهم مندوب من المراسم الملكية، لكنه قال إن السلطات منعت المصورين من التقاط أي صور له· فيما قال مصدر دبلوماسي رفيع المستوى إن السلطات سمحت لشريف العيش في المملكة مرة أخرى على الرغم من عدم الالتزام بما كان قطعه على نفسه بعدم العودة إلى باكستان للعمل في السياسة· من جهة ثانية، اشتبك رجال الشرطة الذين كانوا يحملون الهراوات والقنابل المسيلة للدموع مع نحو 700 من انصار حزب شريف الذي اتهم السلطات باعتقال نحو أربعة آلاف عنصر بينهم عدة زعماء وثلاثة من زعماء تحالف آخر قرب مطار إسلام آباد· وحمل المحتجون رايات الحزب وصور شريف وألقوا حجارة على الشرطة ورددوا هتافات تطالب بتنحي مشرف، وقال شهود عيان إن خمسة أفراد على الأقل أصيبوا في تبادل لإطلاق النيران بين الشرطة وأنصار شريف الذين حاولوا شق طريقهم صوب جسر في محاولة للوصول إلى المطار·
المصدر: إسلام آباد
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©