الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أوروبيون في معسكرات إرهابية داخل باكستان

أوروبيون في معسكرات إرهابية داخل باكستان
11 سبتمبر 2007 00:46
كشفت المؤامرة الإرهابية التي نجحت السلطات الألمانية في إجهاضها مؤخرا، عن حقيقة مقلقة وهي أن المجموعة التي تم القبض عليها مؤخرا هي جزء من مجموعات صغيرة العدد- ولكنها تنمو باستمرار- من الجهاديين الذين يحملون الجنسية الألمانية أو جنسيات أوروبية غربية أخرى، وأنها تتردد على معسكرات في منطقة ''وزيرستان'' الباكستانية للتدرب على العمليات الإرهابية، وتعلم كيفية إعداد المتفجرات الكيماوية والمواد الناسفة كتلك التي كانوا ينوون استخدامها في تجهيز ثلاث سيارات مفخخة لتنفيذ مؤامراتهم حسبما جاء في وثيقة سرية للاستخبارات الألمانية· وتقول المصادر الألمانية إن زعيم هذه المؤامرة الذي عرّفته باسم ''فريتز مارتين جيلوفيتز'' قد عرف طريقه إلى ''وزيرستان'' عن طريق اتصالات أجراها في مركز إسلامي، كان يتردد عليه في ''نيو- أولم'' بألمانيا، ثم تبعه بعد ذلك بعض الأشخاص المشتبه بضلوعهم في المؤامرة التي تم كشف النقاب عنها، حيث تلقى الجميع تدريبهم على أيدي معلمين ''أوزبك'' من الجهاديين الإسلاميين المرتبطين بالقاعدة والمنتمين لمجموعة تعرف باسم ''اتحاد الجهاد الإسلامي'' وهي منظمة تم تصنيفها عام 2005 على أنها منظمة إرهابية من قبل وزارة الخارجية الأميركية· ويثير اشتراك أعضاء تلك المجموعة الأوزبكية في تدريب مقاتلين في معسكرات التدريب الباكستانية قلق مصادر الاستخبارات الغربية، بسبب ما يتمتعون به من خبرة في تصنيع المفرقعات واستخدامهم للنساء في العمليات الانتحارية، واستخدامهم سائقين يقومون بقيادة السيارات المفخخة دون أن يدركوا أنها كذلك· تقول السلطات الألمانية إن هناك ستة رجال آخرين من ألمانيا قد ترددوا على منطقة القبائل الباكستانية، وتلقوا تدريبا مماثلا قبل أن يتم اعتقالهم بواسطة السلطات الباكستانية· وتعتقد تلك السلطات أن هناك أعدادا أخرى من الألمان قد فعلت الشيء نفسه، دون أن يتم القبض عليها· وتتوافر في الوقت الراهن العديد من الأدلة على اتجاه القاعدة وغيرها من الجماعات الإسلامية إلى استقطاب مجندين مولودين في دول الغرب، ويحملون جوازات تتيح لهم سهولة التنقل بين تلك البلدان· هناك بعض أوجه الشبه بين ما تكشف من تفاصيل عن المؤامرة الأخيرة وبين بعض الحوادث الإرهابية المعروفة التي وقعت في لندن· فقائد المجموعة التي نفذت التفجيرات التي أدت إلى مصرع 52 شخصا في لندن، كان قد تلقى تدريبه هو الآخر في شمال غرب باكستان أي في منطقة القبائل، علاوة على ذلك، فإن البريطانيين الأربعة، الذين أدينوا في إبريل بتهمة التخطيط لشن هجمات بالقنابل في المناطق الواقعة حول لندن، قد تلقوا تدريبهم هم أيضا في معسكرات في باكستان بحسب أوراق التحقيق في القضية· ويذكر أن المجاهدين قد أذاعوا شريطا مرئيا مدته 46 دقيقة هذا الصيف، يصور عملية تخريج 250 مقاتلا من أحد معسكرات التدريب التابعة لطالبان بالقرب من الحدود الباكستانية- الأفغانية، وتضمن أيضا أحاديث باللغة الإنجليزية بواسطة بعض المجاهدين الذين تم تجنيدهم في البلاد من الذين تدربوا خلال تلك الدورة على كيفية شن هجمات فيها ومنها ألمانيا والولايات المتحدة الأميركية· يقول مسؤولو الاستخبارات الألمان إنهم يعتمدون بشكل كبير على الاستخبارات الأميركية والباكستانية للتعرف على شخصيات الرجال الذين ترددوا على ''وزيرستان''، وعلى الرغم من أنهم امتنعوا عن تحديد نوعية هذا التعاون الاستخباراتي إلا أنهم وصفوه بأنه وثيق· ومن الصعب إن لم يكن من المستحيل، أن يتم تقدير كَمْ التدريب الذي يتلقاه المجاهدون في مناطق القبائل في باكستان، ولكن أكثر ما يقلق مسؤولي الاستخبارات الغربيين هو ما يرون أنه توجه جديد من الجماعات الإرهابية لتجنيد الغربيين· وقد علق ''مايكل هايدن'' مدير الـ''سي·آي·إيه'' على ذلك في كلمة له في نيويورك يوم الجمعة الماضي قال فيها:'' نحن نرى أن الجماعات الإرهابية تسعى في الوقت الراهن لتجنيد أشخاص لا يمكن لأي منا أن يساوره الشك تجاههم إذا ما رآهم يخرجون من طائرة تحط في مطار كنيدي، فهوية مثل هؤلاء الأشخاص وشخصياتهم تجعل من السهل عليهم القدوم إلى أميركا والاختلاط بالمجتمع الأميركي''· وفي الوقت الذي تحاول فيه الحكومات الغربية والحكومة الباكستانية اتخاذ إجراءات صارمة ضد تدريب المقاتلين في المعسكرات الباكستانية، فإن تلك المحاولات تصطدم بجهود جماعات حقوق الإنسان العاملة في ذلك البلد، التي تضغط من أجل الإفراج عن المشتبه بتورطهم في الإرهاب ممن تم احتجازهم من دون اتهام· وتعقيبا على ذلك تقول السيدة ''أمينة مسعود'' العاملة في إحدى جماعات حقوق الإنسان بباكستان: إن الاستخبارات العسكرية الباكستانية تحتجز مشتبهين من دون وجه حق، وإن عدد هؤلاء المشتبهين يصل إلى العشرات من الأشخاص المنتمين إلى دول في أوروبا وأفريقيا والشرق الأوسط، وإن تلك السلطات قد أفرجت في الأيام الأخيرة عن عدد من المحتجزين يحملون جنسيات بريطانية وبلجيكية· إلى ذلك أفرجت المحاكم الباكستانية مؤخرا على اثنين من الألمان الذين يقول المسؤولون الباكستانيون إنهم يعتقدون أنهم قد حصلوا على تدريب على كيفية تصنيع المفرقعات في ''وزيرستان''، منهما تاجر أحجار كريمة يبلغ من العمر 45 كان مصنفا على أنه ''شخص خطر'' بواسطة السلطات الألمانية، وذلك بسبب أقوال أدلى بها عقب هجمات الحادي عشر من سبتمبر تضمنت عبارات تهديدية· مراسلا نيويورك تايمز في فرانكفورت- ألمانيا ينشر بترتيب خاص مع خدمة نيويورك تايمز
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©