الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

بوش وبيترايوس... في أيهما يثق الأميركيون؟

بوش وبيترايوس... في أيهما يثق الأميركيون؟
11 سبتمبر 2007 00:45
كشف آخر استطلاع للرأي العام الأميركي أجرته كل من صحيفة ''نيويورك تايمز'' وشبكة ''سي بي إس'' التلفزيونية، أن المواطنين الأميركيين يثقون بالقادة العسكريين أكثر مما يثقون بإدارة الرئيس بوش أو الكونجرس فيما يخص الوصول إلى نهاية إيجابية ناجحة للحرب الدائرة على العراق الآن· وعلى رغم من أن غالبية المواطنين تفضل بدء الانسحاب من هناك في وقت مبكر من العام المقبل، إلا أنها لا تمانع في الوقت نفسه من أن يتم ذلك وفقاً لإجراءات وخطوات محسوبة· وفي عشية تقديم التقارير عن مسار الحرب من قبل كل من القائد العام للقوات الأميركية في العراق، الجنرال بيترايوس وزميله السفير الأميركي في بغداد، تؤكد نتائج استطلاع الرأي المذكور، استفادة البيت الأبيض من الثقة الكبيرة التي يحظى بها الجنرال ''بيترايوس''، ما سيدفعه -البيت الأبيض- إلى القول إن استراتيجية زيادة عدد القوات قد حققت ما يكفي من النجاح خلال العام الماضي، لتبرير استمرارها خلال العام المقبل· وبالفعل فقد مثل الجنرال وزميله الدبلوماسي ''رايان كروكر'' أمام الكونجرس بالأمس، فيما عدّ أحد أهم الإفادات العسكرية التي استمع إليها الكونجرس على مدى عدة عقود· وأشارت نتائج استطلاع الرأي إلى أن كلاً من إدارة بوش والكونجرس - الذي تدنى مستوى التأييد الشعبي له ليصل إلى أضعف مستوياته منذ سيطرة الديمقراطيين عليه عقب انتخابات نوفمبر الماضي- سوف يخوضان حوارا من دون أن يتمتعا بالثقة الكافية التي تمكنهما من كيفية التصدي للمأزق العراقي أصلاً· ذلك أن نسبة لا تزيد على 5 في المائة فحسب ممن شملهم استطلاع الرأي لا تزال تؤكد ثقتها بالرئيس بوش في حل هذا النزاع، وهي نسبة تأييد شعبي ضئيلة للغاية لرئيس يقود حرباً بكل هذه الأهمية والخطر· ولدى توجيه السؤال إلى المستطلعة آراؤهم: في من تختار وتثق أكثر من حيث القدرة على حل النزاع العراقي: الإدارة أم الكونجرس أم القيادة العسكرية؟ أجابت نسبة 21 في المائة بتأكيد ثقتها في الكونجرس، بينما عبرت نسبة 68 في المائة عن ثقتها بالقادة العسكريين· هذا هو عين السبب الذي جعل البيت الأبيض يصر على تقديم الجنرال ''بيترايوس'' وزميله ''رايان كروكر''، باعتبارهما شخصيتين مهنيتين غير متحيزتين، بدلاً من تقديم شخصيات من عناصر الحزب الجمهوري الموالية لبوش تحت كل الأحوال· وفيما يذكر هنا أن بوش نفسه قال منذ عدة سنوات مضت إن القرارات المتعلقة بمستوى وعدد القوات العسكرية الواجب نشرها سوف تترك للقادة العسكريين وحدهم، على رغم أن القرار الخاص بإرسال تعزيزات عسكرية إضافية إلى العراق قوامها 20 ألف جندي والإبقاء عليهم هناك حتى هذه اللحظة لم يكن ليحظى بدعم القيادات العسكرية لحظة صدوره، بل كان قرار بوش بصفته قائــداً أعلى للجيش بحكم نصوص الدستور· لقد كشف استطلاع الرأي الأخير عن مدى الصعوبة التي تواجهها الإدارة في الحصول على تأييد شعبي أميركي للحرب التي طالما كرهتها وملتها غالبيتهم في حقيقــة الأمر· فالأرقــام والإحصــاءات تشير إلى اعتقــاد ما نسبته 62 في المائة من عامة الأميركيين بأن الحرب كانت خطأً من الأساس، بينما ترى نسبة 59 في المائة أنها لم تكن لتستحق الدماء الأميركية التي أريقت من أجلها، إضافة إلى عدم استحقاقها للكثير من جوانب التكلفة الأخرى التي كلفتها· وإلى ذلك كله، ترى نسبة أغلبية 53 في المائة أنه لن يحدث للعراق أن يتحول إلى دولة ديمقراطية مستقرة ذات يوم، وبالنتيجــة فليس مستغرباً أن يكشف استطلاع الرأي نفسه عن رغبة ما يقارب ثلثي المواطنين الأميركيين في أن تشرع بلادهم في خفض عــدد القوات فوراً أو البدء بتخفيضها على الأقل· وما أن سئـــل من شملهـــم الاستطـــلاع ما إذا كانوا يؤيدون تحديد جدول زمني لبدء الانسحاب اعتباراً من العام المقبل، وهو الموقف الذي يدعمه الديمقراطيون في الكونجرس، حتى أكدت نسبة 64 في المائة منهم تأييدها لذلك· الملاحظ أن نتائج الاستطلاع هذا عكست مشاعر شعبية تبدو جد متناقضة في بعض الأحيان، إلا أنها تشف عن تعقيد وصعوبة الحوار الدائر عن حرب يصعب تقديم الإجابات السهلة عن أسئلتها العسيرة المستعصية· وضمــن ذلــك التناقض فقــد عبّر الأميركيون عن رغبتهم في انسحاب القوات بأسرع ما يمكن، وكذلك وضع أسرع حد ممكن للحرب نفسها· إلا أنهم عبروا في الوقــت نفسه عن قلق بالغ إزاء العواقب والتداعيات المحتملة للانسحاب· ومن ناحية أخرى تلاحــظ أن تداعيـــات الانسحــاب قد أضحت أكثر ما تركز عليه الإدارة وأكدته في جميع التصريحات المنسوبة إليها مؤخرا، ولعل هذا القلق نفسه هو ما خفض حدة مطالبة الديمقراطيين في الكونجرس ومرشحيهم الرئاسيين بتحديد جدول زمني قاطع لبدء الانسحاب· محررا الشؤون الخارجية بصحيفة نيويورك تايمز ينشر بترتيب خاص مع خدمة نيويورك تايمز
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©