الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

محطة بحثية تتهم الصين برفع معدلات التلوث

محطة بحثية تتهم الصين برفع معدلات التلوث
10 سبتمبر 2007 22:08
من فوق ذروة جبل ناء يكسوه الجليد في المنطقة القطبية بالقارة الأوروبية يمكنك أن ترصد سحب الضباب وهي تغلف الصين· وسط جو صحو بالمنطقة القطبية تقف شامخة محطة بحثية على أخدود منطقة جبلية على جزيرة نرويجية لترصد الآثار الكيميائية الدقيقة المنبعثة سواء من مصانع في روسيا أو المبيدات الحشرية في إسرائيل أو حتى محطات القوى الصينية التي تعمل بالفحم· وقال كيم هولمن، مدير الأبحاث بالمعهد القطبي النرويجي في محطته التي تطل على خلجان ضيقة وتلال وجبال جليدية على جزيرة سبيتسبيرجن: ''في بعض الأيام يمكن أن نحدد بدقة متناهية نوعية الهواء في الصين''· أما الأنباء السارة التي تنقلها سلسلة من أجهزة الاستشعار فهي أن كثيراً من اسوأ انواع ملوثات الهواء التي يرتبط بعضها بالاصابة بالسرطان او الامطار الحمضية قد تلاشى بسبب القوانين التي سنتها الدول في العقود الاخيرة من الزمن والخاصة بتنقية الهواء وخلوه من الملوثات· والامطار الحمضية هي الامطار التي تكتسب الخاصية الحمضية عندما تتفاعل أكاسيد الكبريت والنيتروجين والكربون المنبعثة من ملوثات مختلفة مع بخار الماء في الجو لتتحول إلى أحماض ومركبات حمضية ذائبة وتبقى عالقة في الهواء حتى تتساقط مع مياه الأمطار مما يؤثر سلباً على خواص التربة، فضلاً عن اهلاك المزروعات والثروة السمكية في المسطحات المائية· الا ان الانبعاثات الغازية المرتبطة بظاهرة الاحتباس الحراري لاتزال في ارتفاع علاوة على تراكم ملوثات اخرى مجدداً حتى في مناطق من البرية تبعد 1200 كيلومتر عن القطب الشمالي وألف كيلومتر عن اقرب بلدات ومصانع سواء في روسيا او النرويج· ويقول العلماء إن من بين الظواهر التي رصدت ايضاً تكاثف طبقة من الضباب الدخاني او الضبخان التي تشوش الرؤية في ربيع المنطقة القطبية، وذلك منذ اواخر تسعينات القرن الماضي وربما تكون هذه السحب تكونت جراء حرائق الغابات الناجمة عن التغيرات المناخية او ارتفاع معدلات التلوث في آسيا· وتشير اصابع الاتهام عن هذا التلوث الى الطفرة الصناعية في الصين· وقال لارس اوتو رايرسن، رئيس برنامج المراقبة والتقييم بالمنطقة القطبية في اوسلو: ''تتكاثف طبقة الضبخان، الا ان هذه الظاهرة ليست بالكثافة التي كانت عليها في ثمانينات القرن الماضي''· والمحطة البحثية الكائنة على قمة جبل زبلين على ارتفاع 474 متراً هي واحدة من نحو عشر محطات مماثلة في مناطق نائية تمتد من هاواي الى القارة القطبية الجنوبية والتي تضطلع بتحليل الغلاف الجوي ضمن شبكة تابعة للامم المتحدة· وسميت هذه المحطة على اسم الكونت الالماني رائد صناعة المناطيد ومكتشف القطب الشمالي فرديناند فون زبلين· وقال هولمن: ''تتباين دوماً مكونات الهواء من الجزيئات الكيميائية الا ان بالامكان اجراء فحوص تقديرية وتختلف بصورة طفيفة هذه المكونات في الولايات المتحدة عنها في روسيا والصين واوروبا او الهند''· وعلى سبيل المثال فان الانبعاثات الناتجة عن السيارات ذات طبيعة كيمائية مختلفة تبعاً لمخلوط البنزين المستخدم في هذا البلد· وتنفرد اسرائيل مثلاً باستخدام نوع ما من المبيدات الحشرية لوقاية اشجار الحمضيات· ومن بين الامور البالغة الغرابة ان طقوس احراق الموتى في بعض بلدان قارة آسيا تتخلف عنها ابخرة سامة من الزئبق ناتجة عن مكونات حشوات الاسنان الخاصة بالمتوفين· وفي حالة رصد مثل هذه النوعية من الهواء فإن الزئبق يعني ان الهواء لم يأت من اوروبا او اميركا الشمالية او اليابان، حيث تجري عمليات الاحراق بالاستعانة بمرشحات· وقال هولمن، في اشارة الى القياسات التي تجري بالمحطة البحثية التي زودت بمركبات التليفريك الصغيرة: ''معظم الجزيئات التي نشاهدها تأتي من اوروبا وروسيا· وتأتي نسبة 20 في المائة تقريباً من باقي الانحاء''· ويقوم هولمن بتسلق سلم ليصل الى سطح المحطة الذي يغطيه الجليد وعشرات من اجهزة القياس والاستشعار الدقيقة· وقال لزوار المحطة فيما هبت رياح جليدية من ناحية القطب انه يجري استبعاد النتائج المسجلة عندما يكون العلماء خارج المحطة مما يعني تسجيل مكونات غازات الشهيق والزفير الناجمة عن تنفسهم، وبالتالي افساد القيم الحقيقية للقياسات· وحدث ارتفاع مفاجئ في بعض القياسات في الآونة الاخيرة كان مرجعه على حد قول احد الباحثين مرور ثعلب قطبي في المنطقة الجليدية المحيطة بالمحطة· ومن بين الاتجاهات القياسية الواضحة على المحطة ارتفاع معدلات الانبعاثات الغازية الناجمة عن الاحتباس الحراري والتي وصلت الى ذروتها خلال 650 الف عام، وفقاً للدراسات التي اجريت على هواء فقاعة عثر عليها محصورة في جليد يرجع عمره الى آلاف السنين· ووصل تركيز غاز ثاني اكسيد الكربون في الجو الى نحو 390 جزءاً في المليون هذا العام مقابل 270 جزءاً قبل الثورة الصناعية في القرن الثامن عشر الميلادي والتي اتسمت بالاستخدام المكثف للوقود الحفري كالنفط والفحم· ومن شأن ظاهرة التغير المناخي ان تجلب المزيد من الموجات الحارة والفيضانات وارتفاع منسوب مياه البحار· تجيء معظم غازات الانبعاث الغازي الخاصة بالاحتباس الحراري من اوروبا واميركا الشمالية، الا ان المعدل يتسارع وربما يرجع ذلك الى معدلات النمو العالية في بعض البلدان وعلى رأسها الصين الا ان هذه الانبعاثات غير مرئية فيما لايزال تكاثف الضبخان في المنطقة القطبية لغزاً محيراً· وقال رايرسن: ''طرأ هناك تحسن في شفافية مناخ القطب الشمالي حتى ست او ثماني سنوات مضت ثم تفاقمت الامور''، واضاف ''ربما يرجع هذا الى زيادة معدلات حرائق الغابات بسبب تغير المناخ· وشبت مزيد من الحرائق في صربيا واميركا الشمالية وهي تجلب المزيد من تلوث الهواء''· ويمكن تفسير كيف يؤثر تغير المناخ على حرائق الغابات بالآتي·· مع ميل المناخ الى الحرارة يتزايد تكاثر الحشرات التي تتغذى على لب الاشجار واوراقها ولحائها، وبالتالي يكون الكساء الخضري اكثر جفافاً لاصابته بالحشرات حرشفية الاجنحة وايضاً أكثر عرضة لحرائق الغابات·
المصدر: النرويج
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©