الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

مكتب شؤون الإعلام ينظم ندوة حول العلاقات بين الإمارات وروسيا

مكتب شؤون الإعلام ينظم ندوة حول العلاقات بين الإمارات وروسيا
10 سبتمبر 2007 02:43
افتتحت بمكتب شؤون الإعلام لسمو نائب رئيس مجلس الوزراء أمس ندوة حول العلاقات بين دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية روسيا الاتحادية وذلك بمناسبة زيارة فخامة الرئيس فلاديمير بوتين إلى دولة الإمارات، شارك فيها نخبة من الباحثين والمتخصصين وجانب من أصحاب السعادة السفراء المعتمدين لدى الدولة· وقال بافل ميركولوف نائب رئيس البعثة في سفارة روسيا الاتحادية لدى الدول إن الإمارات وروسيا تسعيان إلى ترسيخ السلم والأمن الدوليين وأشاد بالعلاقات المتميزة التي تربط بين دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية روسيا الاتحادية، معربا عن أمله بأن تفتح زيارة فخامة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى الدولة عهدا جديدا في مسيرة الصداقة والتعاون· وأضاف أن البلدين يحتفلان بمرور 35 عاما على تأسيس علاقاتهما الثنائية التي شهدت في الآونة الأخيرة دفعا كبيرا على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية والتجارية والثقافية ساهمت في توسيع آفاق هذه العلاقات وتعميق الرؤى المشتركة تجاه القضايا المطروحة على الساحتين الإقليمية والدولية بما يحقق المصالح والمنافع المتبادلة· وأكد المسؤول الروسي وجود أرضية مشتركة أسهمت ولا تزال في تعميق الروابط بين الإمارات وروسيا ترمي إلى ترسيخ السلم والأمن الدوليين وتحقيق أعلى مستوى من التعاون بين الدول لبناء مستقبل عالمي أكثر أمنا وازدهارا، منوها بأهمية الزيارات واللقاءات بين كبار المسؤولين في البلدين في تعزيز العلاقات الثنائية· وتطرق السيد بافل ميركولوف إلى طبيعة العلاقات الاقتصادية والاستثمارية بين البلدين، مشيرا إلى وجود أكثر من 400 شركة روسية تعمل في الإمارات في مجالات العقارات والخدمات اللوجستية· ومن جهته قال الدكتور يوري زينين المسؤول الرئيسي في قسم الشرق الأوسط بوكالة نوفوستي الروسية للأنباء في ورقة بعنوان ''تطور العلاقات والتعاون بين روسيا والإمارات العربية المتحدة'': ''إن صاحب السمــــو الشيخ خليفـــة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة ''حفظه الله'' حرص على اتباع سياسة تنويع مصادر الدخل وتحسين الهيكل الإنتاجي للاقتصاد من خلال تنفيذ خطط طموحة في الإمارات لزيادة الإنتاج في مختلف الحقول وتأسيس أضخم قاعدة صناعية للصناعات البتروكيماوية· وأوضح أن دولة الإمارات العربية المتحدة نجحت في إحداث قفزة نوعية نحو الحداثة والعصرنة خلال فترة قصيرة من الزمن وأعطت مثالا يحتذى به للاستقرار السياسي الدائم والتحديث الفعال للحياة والمجتمع، مشيرا إلى أن الإمارات احتلت مكانها بين كبار مصدري موارد الطاقة إلى الاقتصاد العالمي وبين كبار مقدمي القروض والاستثمارات كما أنها تتبع سياسة خارجية مرنة وتمارس تأثيرها على الصعيدين الإقليمي والعالمي· وأضاف أن زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للإمارات العربية المتحدة تعتبر الأولى من نوعها في تاريخ العلاقات الثنائية على طريق مواصلة تطوير التعاون بين البلدين والشعبين الروسي والإماراتي، مضيفا أن قضايا العلاقات الروسية مع المنطقة جديرة بالتحليل المعمق بحكم المكانة التي تحتلها الإمارات والدول الخليجية في التفاعلات الدولية وبالأخص الاقتصادية ولقربها من حدود روسيا الجنوبية· تاريخ العلاقات وتطرق الخبير الروسي إلى تاريخ العلاقات الدبلوماسية بين روسيا والإمارات التي أقيمت في ديسمبر عام 1971 منوها إلى أنه تم افتتاح سفارة الاتحاد السوفييتي في أبوظبي عام 1986 وسفارة الإمارات بموسكو عام ،1987 وجرى في نهاية الثمانينيات تفعيل العلاقات التجارية وافتتاح النقل الجوي والنقل البحري، لافتا إلى مقولة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان التي قال فيها إن العلاقات والصداقة بين الإمارات والاتحاد السوفييتي تميزت بالنزاهة والاحترام ووجدت قبل إقامة العلاقات الدبلوماسية بينهما· ونوه المحاضر إلى أن العلاقات الروسية الإماراتية شهدت قفزات نوعية في خضم السياق الدولي الجديد بعد انتهاء الحرب الباردة والمواجهة بين الأحلاف وتخلي موسكو عن المعتقدات الأيديولوجية القديمة، مشيرا إلى أنه بعد انهيار الاتحاد السوفييتي أعلنت دولة الإمارات رسميا في 26 ديسمبر عام 1991 اعترافها بروسيا وقامت بخطوة مشهودة عكست موقفها من قيام روسيا الجديدة بتقديمها قرضا ماليا لموسكو بقيمة 500 مليون دولار دون شروط· وقال الخبير الروسي إنه بوسع روسيا والإمارات تنفيذ مشاريع كبيرة بتوظيف التكنولوجيا والمبتكرات الحديثة الروسية في استخراج النفط وتكريره وفي إدارة الثروة المائية وصناعة الطاقة الذرية والفضاء الخارجي، داعيا إلى تنفيذ مشاريع لإقامة البنية التحتية واستثمار الثروات الطبيعية في الإمارات ودول مجلس التعاون الخليجي بحكم ما تتمتع به بلاده من قدرات إنتاجية وتكنولوجيات جاهزة وخبرة واقعية في تعاونها مع شركائها من البلدان العربية على النحو الذي نفذته موسكو في العهد السوفييتي في مصر وسورية والجزائر والعراق· وألقى الضوء على الحركة السياحية المزدهرة بين البلدين مذكرا بأن الإمارات تستقبل حوالي 280 ألف سائح روسي سنويا وبهذا تحتل المرتبة الثانية عربيا بعد مصر من حيث عدد السياح الروس الذين يأتون إليها مشيرا إلى أن الإمارات تستضيف أكبر جالية روسية في العالم العربي التي ظهرت في التسعينيات· واعتبر الدكتور يوري زينين أن روسيا الاتحادية مؤهلة للمساهمة بفاعلية في تنفيذ المشاريع التكاملية بين دول مجلس التعاون الخليجي بمشاركة القطاعين العام والخاص في إطار تنويع الاقتصاد والإنتاج في البلدان الخليجية منوها إلى أن هذه المشاريع بلغت عام 2001 حوالي 405 مشاريع بكلفة إجمالية قدرها 30 مليار دولار وقد تصدرت الإمارات البلدان الأعضاء من حيث عدد المشاريع بلغ 124 مشروعا· وأكد أن منطقة الخليج العربي تشغل موقعا استراتيجيا بالنسبة لروسيا الاتحادية موضحا أن تكريس السلام والهدوء والوفاق وتعزيز الاستقرار السياسي في منطقة الخليج التي تحاذي بصورة مباشرة الحدود الجنوبية لروسيا ومنطقة بحر قزوين وآسيا الوسطى المهمة من وجهة نظر أمن واقتصاد موسكو يتجاوب تماما مع المصالح الوطنية لروسيا· المصالح المشتركة ومن جانبه قال السيد فلاديمير كيدروف رئيس شبكة المراسلين بتلفزيون ''روسيا اليوم'' في ورقة عمله بعنوان ''روسيا والإمارات العربية المتحدة·· بمنظار الانطباعات الشخصية'': ''إن الزيارة التاريخية التي يقوم بها فخامة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى دولة الإمارات العربية المتحدة سوف تعطي دفعا قويا للعلاقات الإماراتية الروسية على كافة المجالات خاصة أن البلدين يسعيان إلى تفعيل القواسم المشتركة والمصالح المتطابقة بينهما في كافة الميادين السياسية والاقتصادية والثقافية·'' وأضاف أن شجرة التعاون بين البلدين تغدو اليوم باسقة ومزهرة تغذيها الجذور التاريخية العميقة التي تضفي على زيارة الرئيس بوتين للبلاد أهمية كبيرة موضحا أن مشاعر روسيا ومودتها لمنطقة الخليج العربي خاصة وللعالم العربي على وجه العموم ذات جذور ضاربة في التاريخ· وقال إن دولة الإمارات العربية المتحدة تعيش تجربة ديمقراطية متميزة في ظل القيادة الرشيدة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ''حفظه الله'' وتطلعاته السديدة لخدمة شعبه، مشيرا إلى أن المجتمع الإماراتي ارتضى لنفسه ترسيخ نهج الشورى وربطه بالديمقراطية كدعامتين وطيدتين في مسيرة الحياة السياسية في البلاد· إنجازات رائعة أوضح فلاديمير كيدروف أن للتجربة السياسية الإماراتية أولوية جوهرية عند صاحب السمو رئيس الدولة مبينا أن الانفتاح على الذات وعلى الآخرين أوصل الإمارات إلى ما تحظى به من مكانة رفيعة في التقدم والرقي الحضاري والإنساني، معتبرا أن ما أنجز على الصعيد السياسي يعد تواصلا مع وصية الآباء والأجداد واستمرارا للبناء المجتمعي التكاملي الذي يخلو من الخلل في الشكل والهيكل وأسلوب الإدارة والهدف· وقال كيدروف إن وراء هذه الإنجازات الرائعة التي تم تحقيقها على أرض الإمارات خلال العقود الماضية تلك السياسة الرشيدة والموزونة التي انتهجتها القيادة الإماراتية بزعامة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والتي عززها وكرسها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة مبينا أنها سياسة أسفر تطبيقها عن النجاح في التصرف العقلاني الحريص بالثروات الطبيعية وفي السهر على راحة المواطنين كافة وتوفير فرصة التطور المتناسق لجميع أجزاء الدولة الموحدة· تاريخ العلاقات تحدث كيدروف عن تاريخ العلاقات بين روسيا ومنطقة الخليج العربي التي أعادها إلى تخوم القرن التاسع عشر مع ازدياد أهمية المنطقة في منظومة العلاقات الدولية وتعاظم حاجة رأس المال الصناعي الروسي إلى أسواق تصريف جديدة، مشيرا إلى أن الحكومة الروسية وضعت آنذاك برنامجا خاصا سمته السياسة الجديدة ركزت فيه على تعزيز مكانة روسيا سياسيا وتوسيع شبكة ما سمي بنقاط المراقبة الدبلوماسية وتنظيم زيارات السفن الحربية الروسية إلى الخليج العربي بالإضافة إلى تنظيم التجارة· وذكر أنه في بداية القرن الماضي زارت موانئ الخليج السفن الحربية الروسية ''غيلياك وأسكولد وفارياغ وبويارين'' وتأسست هناك وكالات قنصلية وقنصليات عامة روسية وتم تنظيم رحلات منتظمة بين موانئ البحر الأسود والخليج العربي وكانت ثمة خطط لمد أنبوب من باكو التي كانت آنذاك تابعة للإمبراطورية الروسية إلى الخليج العربي لشحن مادة الكاز أو الكيروسين الروسي إليه ومد سكة حديد وشراء ميناء خليجي للأسطول الروسي· التغطية الإعلامية ولفت السيد فلاديمير كيدروف إلى أنه من الأدلة الواضحة للعيان على التفات روسيا المتزايد إلى الأقطار العربية إطلاق فضائية ''روسيا اليوم'' الناطقة بالعربية والتي بدأت البث في الرابع من مايو العام الحالي إلا أنه أعرب عن أسفه لتقديم وسائل الإعلام الروسية المرئية والمسموعة والمقروءة تغطية خبرية محدودة للغاية لميادين العلاقات الروسية العربية عموما والعلاقات مع الإمارات على وجه الخصوص، مشددا على أهمية تكوين وسائل الإعلام الروسية صورة أكثر موضوعية في تغطية الأحداث معربا عن أمله أنه تعطي أعمال الندوة دفعا في هذا الاتجاه· ورقة المركز في إطار أعمال الندوة قدم مركز شؤون الإعلام لسمو نائب رئيس مجلس الوزراء ورقة عمل أكد فيها أن دولة الإمارات العربية المتحدة تتميز على الساحة العالمية بسعيها الدؤوب إلى توطيد العلاقات الدولية المبنية على دعائم الصداقة والتعاون بما يخدم ويجسد قيم التضامن الإنساني مبينة أن الدولة تنطلق من قاعدة واضحة المعالم وثابتة الأسس والتوجهات داعية إلى سيادة العدل والحق بين جميع شعوب الأرض· وأضافت الورقة أن دولة الإمارات حرصت أن تعطي لعلاقاتها مع جمهورية روسيا الاتحادية الحجم والمكانة اللائقين ضمن رؤية ثاقبة ونزعة إنسانية ثابتة وأصيلة استمدت منها نموذجية هذه العلاقات روحها وكيانها وعبر عنها المشاريع الحيوية والتنموية التي ساهمت في توطيد هذه العلاقات· وتناولت الورقة جهود صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان في توثيق وتعزيز هذه العلاقات وقد عبر سموه عن رؤية دولة الإمارات العربية المتحدة للسياسة الخارجية والعلاقات مع الاتحاد السوفييتي السابق بقوله'' إننا في دولة الإمارات نتحرك في علاقاتنا الدولية ضمن مبادئ التعاون والانفتاح على الجميع وبوحي سياسة عدم الانحياز والاحترام المتبادل وعدم التدخل في شؤون الآخرين ومن هنا فإن إقامة علاقات دبلوماسية مع الاتحاد السوفيتي هو في الواقع التزام بتلك المبادئ التي تحكم سياساتنا الخارجية وهو في الوقت نفسه انسجام مع مصالحنا الوطنية·'' واعتبرت الورقة أن علاقات الصداقة التي تجمع بين الإمارات وروسيا بمثابة حلقة مضيئة تضاف إلى علاقات دولة الإمارات مع الدول الصديقة بما تعكسه من عمق الرؤية التي تتمتع بها قيادتا البلــــديـن ممثلــة بصاحـــب السمو الشــيخ خليـــفة بن زايـــد آل نهيان ''حفظه الله'' وفخامة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للقضايا ذات الاهتمام المشترك وتعبر عن اتساع نطاق التفاهم والتنسيق في مختلف القطاعات والحقول، خاصة أنها بنيت على أسس إيجابية واتجاهات واضحة اتسمت بروح الود والاحترام المتبادل وقيم التعايش السلمي· وذكرت الورقة أن البلدين نجحا بإقامة حوار سياسي مستمر ومثمر يجري خلاله تبادل الرسائل والزيارات بشكل منتظم على مستوى القيادتين والمسؤولين في البلدين وتطرقت الورقة إلى تطور العلاقات الإماراتية الروسية منذ الثمانينات مع افتتاح سفارة الاتحاد السوفييتي في أبوظبي عام 1986 وافتتاح سفارة دولة الإمارات في موسكو في أبريل من عام 1987 لتشمل كافة المجالات على أساس مبادئ التعايش السلمي والمساواة والمنفعة المتبادلة واحترام سيادة كل دولة ودعم الاستقرار والسلم في المنطقة لما فيه صالح العالم أجمع·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©