الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المدينة المفقودة

8 فبراير 2011 19:55
وصلت إلى تامبا وهي مدينة ساحلية جنوبية ساحرة تقع في الساحل الغربي لفلوريدا وتطل على خليج المكسيك، هي دافئة ومشمسة على عكس غالبية المدن الأميركية الباردة في كل شيء خصوصاً في مثل هذا الوقت من العام. وعندما وصلت إلى فندق في وسط المدينة اكتشفت أن رجال الأمن كسروا حقيبتي عندما لم يتمكنوا من فتحها، وحزنت على الحقيبة العتيقة التي سافرت معي إلى أصقاع الأرض في شرقها وغربها وجنوبها وشمالها. لقد جبت بهذه الحقيبة مطارات العالم وكانوا إذا أرادوا تفتيشها لا يستخدمون العنف أبداً مهما كان نوع الحقيبة، حتى ولو كانت مغلقة، لكن هذه هي المرة الأولى التي أرى فيها وقاحة من هذا النوع فبعد أن كسروا حقيبتي لدواعي أمنية اعتذروا لي من خلال رسالة باردة وجدتها بين أغراضي في الحقيبة. قلت لا بأس إذا كان الأمر لدواع أمنية كما قيل لي فالأمر يستدعي ذلك فالأمن الشخصي أهم من الحقيبة الغالية. يقال إن مدينة تامبا هذه هي مدينة أطلنتا الأسطورية المفقودة وربما قصد بذلك التشبيه فالمدينة اليوم حديثة وعصرية وتم إعادة ترميم كل مبانيها القديمة. هنا في تامبا ترى الجمال في كل شيء، في الطبيعة وفي البحر وفي الأسواق، وترى أجمل نساء الأرض، وربما تغرم بإحداهن وربما تعيش قصة حب من طرف واحد لأنك على سفر دائم وستغادر المدينة في الصباح التالي. بعض تلك الفتيات جئن من أميركا الجنوبية بحثا عن فرص للعمل أو للتعليم في النهار والعمل ليلا كغيرهن من الرجال والشباب الذين جاءوا بحثاً عن الحلم الأميركي. وذلك جعل من المدينة ذات طابع لاتيني إلى حد ما، لتأثرها بالمهاجرين المكسيكيين والكوبيين وكل المهاجرين القادمين من بقية أميركا الجنوبية، ترى ذلك التأثير واضحاً في مطاعمها وفي الموسيقى اللاتينية التي تنبعث من الحانات والمقاهي والسيارات. ولذلك تجد أن لهذه المدينة طعما له نكهة خاصة تشبه البهارات المكسيكية الحارة اللذيذة، وتجد الميسورين من الأميركان يمضون إجازاتهم هنا في تامبا. قد يصادف أن تلتقي بعدد من العرب في سوق الجملة الذي يبعد نحو ساعة، وربما في المدينة وقد يكون من بينهم إماراتيون ربما يدرسون أو يتدربون في معاهد وجامعات المدينة، تسلم عليهم وتعرف أن أحدهم من العين وآخر من أبوظبي وثالثا من الشارقة، فتتأكد من أن العالم قرية صغيرة، لكنك لن تسألهم عما يفعلونه خشية أن توصف بأنك فضولي أو ربما لأنك أصبت بهاجس الدواعي الأمنية. سعيد البادي rahaluae@gmail.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©