أبوظبي (الاتحاد)
أكدت معالي الشيخة لبنى بنت خالد القاسمي رئيسة جامعة زايد أن دولة الإمارات باتت نموذجاً حضارياً يُحتذى به في الانفتاح الفكري القائم على التعايش بين الثقافات والأديان والمعتقدات، موضحة أن فلسفة الدولة في هذا الإطار تستند إلى العقيدة الإسلامية ودستور الإمارات العربية المتحدة وإرث المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، وهي تعتبر أساساً لمجتمع الإمارات وتتضمن تراثه الذي ينسجم مع الطبيعة البشرية والقيم المشتركة للإنسانية.
وقالت معاليها خلال استقبالها وفداً من أساتذة وطلبة المعهد الكاثوليكي بباريس برئاسة لودوفيك دانتو - عميد كلية القانون الكنسي: «إننا في بلدنا الذي يحتضن مجتمعاً متآلفاً من 200 جنسية ملتزمون بإرساء التسامح كمبدأ أساسي في الحياة والفكر ونشجع المنتمين إلى مجتمعات المغتربين المقيمين والعاملين في الدولة على اختلاف أصولهم ومعتقداتهم للقيام بدورهم في مساعدتنا على دعم مجتمعنا المتسامح».
ونوهت بوجود دير وكنيسة مسيحيين في جزيرة صير بني ياس بدولة الإمارات يؤرخان لمجموعات بشرية متعددة الديانات والثقافات استوطنت هذه الجزيرة خلال القرنين السابع والثامن الميلاديين، ويعدان شاهداً على التسامح والتبادل الحضاري، كما يعتبران دليلاً على وجود مجتمع مسيحي في صير بني ياس في ذلك الوقت، جنباً إلى جنب مع السكان المسلمين، ما يعكس روح التسامح الديني والتعايش السلمي السائدة بين الطوائف الدينية المتنوعة. وقد شجع الشيخ زايد، طيب الله ثراه، استمرار أعمال التنقيب والبحث والحفاظ على هذا الموقع العالمي الهام عقب الاكتشاف الأولي لتلك المنطقة.
ومن جهته، قال لودوفيك دانتو رئيس الوفد: «إن هدفنا من هذه الزيارة هو الاستماع إلى الآخر وفتح باب الحوار بين الأديان، لكي نفهم الإسلام بشكل أعمق ونعرف كيف تمكنت دولة تجمع كل هذا العدد من الجنسيات والأبعاد الدينية من المحافظة على التناسق والسلم المجتمعي على الرغم من المصاعب الجمة التي قد تنتج عن الاختلافات العرقية.
وأضاف: « الشيخ زايد، مثال يحتذى به، كرمز للإنسان الفذ الذي يحب الخير للجميع، وقد وحّد أبناء الإمارات على كلمة واحدة وفتح بابه للجميع من كافة أنحاء العالم لكي يعيشوا في ظل أمان واستقرار هذا البلد الجميل».
من جهة أخرى، تناولت ورش العمل التي حضرها الوفد في حرمي جامعة زايد بكل من أبوظبي ودبي عدداً من القضايا، حيث قدم د. سعيد البوسكلاوي أستاذ الحضارة الإسلاميّة في جامعة زايد الورقة الرئيسيّة حول «التنوّع الثقافي في الإسلام»، وقدم د. إمام حسنين ورقة حول تعدد وتنوع التشريعات في المسائل الجنائية.
عدد اليوم
