الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

باريس: جيش فرنسا يخوض «حرباً حقيقية» في مالي

باريس: جيش فرنسا يخوض «حرباً حقيقية» في مالي
7 فبراير 2013 02:15
جاو، مالي (أ ف ب) - أعلنت باريس أمس أن الجنود الفرنسيين المنتشرين في مالي يخوضون “حربا حقيقية” بما فيها “اشتباكات” مع المتشددين في منطقة جاو لكنهم سيبدأون الانسحاب مطلع مارس. وصرح وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لودريان لإذاعة اوروبا-1 “حصلت اشتباكات أمس الأول في ضواحي جاو” خلال دوريات قامت بها القوات الفرنسية والمالية حول المدن المستعادة. وأضاف إن القوات الفرنسية التي يبلغ عديدها أربعة آلاف رجل “تواجه فلول مجموعات من المتشددين”. وجاو التي احتلها المتشددون طيلة أشهر خلال 2012، هي كبرى مدن شمال مالي وأول مدينة استعادتها القوات الفرنسية والمالية في 26 يناير بعد قصف جوي فرنسي كثيف. وينتشر فيها حاليا جنود نيجيريون. وقال لودريان إن “فلول المتشددين في منطقة جاو أطلقوا (الثلاثاء) قذائف.. إنها حرب حقيقية وقد وقعت معارك عندما استعدنا جاو”. وتابع “عندما يقصف سلاح الجو الفرنسي كل ليلة والآن تحديدا، بما في ذلك الليلة الماضية مواقع تدريب وتجمعات سيارات مكشوفة للمتشددين، فهي حرب حقيقية على المجموعات الإرهابية، حرب مكنتنا اليوم من تسجيل نقاط على تلك المجموعات وسنواصل عملنا”. وأعلنت الحركة التي تسمي نفسها “التوحيد والجهاد في غرب افريقيا” والتي كانت تحتل جاو مساء الثلاثاء إنها هاجمت بالقذائف مواقع جنود فرنسيين وأفارقة في جاو. غير أن مصادر قريبة من قوة غرب افريقيا في مالي (ميسما) التي تنشر حوالى الفين جندي على الأرض، نفت أي هجوم على مواقعها. من جهة أخرى أقر لودريان بأنه منذ بداية التدخل الفرنسي في مالي في 11 يناير “سقط بعض الجرحى الفرنسيين لكن إصاباتهم طفيفة نسبيا وسقط قتيل مع الأسف وبالتالي إنها حرب حقيقية” دون تحديد عدد الجرحى وظروف إصابة العسكريين ولا متى حصل ذلك. وبلغ عديد القوات الفرنسية المنتشرة في مالي أربعة آلاف أي حوالى ضعف العدد المعلن في البداية غير أن وزير الدفاع قال ان هذا العدد لن يرتفع. وبذلك تعادل القوات الفرنسية في مالي عديد القوات التي نشرتها باريس في أفغانستان عندما وصلت إلى أقصاها في 2010. وأضاف وزير الدفاع “تكبد المتشددون خسائر جسيمة، لكنني لن أُحصيهم” مشددا على انه لم “يحص” عددهم لكنه تحدث أمس الأول عن سقوط “مئات القتلى” في غارات جوية على سيارات مكشوفة تحمل رجالا وعتادا حربيا وخلال “معارك مباشرة وجها لوجه في كونا وجاو”. وقد أكد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند لوزرائه أمس إن القوات الفرنسية المنتشرة في مالي ستبدأ الانسحاب في مارس، على ما أفادت الناطقة باسم الحكومة نجاة فالو بلقاسم. وأضافت المتحدثة “في ما يخص مالي أكد رئيس الجمهورية هذا الصباح إنه إذا تم كل شيء كما هو متوقع يفترض ان تبدأ القوات (الفرنسية) المنتشرة في مالي الانسحاب اعتبارا من مارس”. وكان وزير الخارجية الفرنسية لوران فابيوس صرح في مقابلة نشرتها أمس صحيفة “مترو” إن القوات الفرنسية ستبدأ الانسحاب “اعتبارا من مارس”. وقال “اعتقد انه اعتبارا من مارس، وإذا تم كل شيء كما هو متوقع، يفترض أن ينخفض عدد الجنود الفرنسيين”. وأوضحت المتحدثة باسم الحكومة إن خفض عديد القوات الفرنسية سيتزامن مع “ارتفاع عديد القوة الافريقية لدعم مالي التي هي بصدد الانتشار بشكل كبير”، موضحة أنه “يجري الحديث عن أربعة آلاف رجل على أن يبلغ عددهم سبعة آلاف لاحقا”. وكررت الناطقة باسم الحكومة “نعتبر أنه ليس على فرنسا أن تبقى طويلا في مالي، قلناها مرارا وسيكون الأفارقة بأنفسهم من يضمن أمن ووحدة الأراضي المالية”. وتدل الاشتباكات في منطقة جاو على أن المتشددين ليسوا منتشرين فقط في كيدال (أقصى شمال شرق) بل إنهم يقاومون أيضا في مواقع اخرى بشمال مالي. وسجل المراسلون وجود ألغام كثيرة مزروعة على طول الطريق (400 كلم) بين دونتزا وجاو. غير أن كيدال ومنطقتها وخصوصا جبال ايفوقاس قرب الحدود مع الجزائر حيث انزوى قسم من قيادي الحركات المتشددة المسلحة الموالية لتنظيم القاعدة، تظل المنطقة الأكثر حساسية واستهدفها الطيران الفرنسي بقصف مكثف. واستتب “الأمن” في المدينة التي يسيطر عليها متمردو الطوارق ومتشددون يزعمون انهم “معتدلون” ومستعدون “للحوار” مع باماكو، بفضل 1800 جندي تشادي والقوات الفرنسية التي تسيطر على المطار.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©