الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

انكماش فقاعة بوش

9 سبتمبر 2007 00:44
انظروا كم هو وحيد ومنعزل رئيسنا بوش، بعد أن كان محاطاِ بالمعجبين والمؤازرين من جهات الرياح الأربع! فقد كان حوله كل من ديك تشيني ودونالد رامسفيلد وكولن باول والبرتو جونزاليس وكارل روف ثم كوندي رايس، ومن فرط خصوصية العلاقة التي جمعتهم بالرئيس بوش، عرفوا في البيت الأبيض بألقابهم التي يطلقها عليهم رئيسهم الممازح· فمنها على سبيل المثال أن ''كارل روف'' كان يعرف بلقب ''تيرد بلوسوم''· وتلك هي الأيام عينها التي تقاضت فيها جامعة ''ييل'' عن تواضع أداء بوش الأكاديمي فيها يوم أن كان طالباً من طلابها، فمنحته درجة فخرية في عام ،2001 وفي الوقت نفسه كابد شباب ''ييل'' القانونيون في سبيل إيجاد مبررات وذرائع قانونية للجرائم الجنائية التي يرتكبها البيت الأبيض حينئذ، ويا لها من أيام لن تعود أبداً! أما اليوم فقد تغير كل شيء، فعلى رغم أن ''تشيني'' لا يزال بجانب صديقه ورئيسه القديم، إلا أن جميع ''الجرذان'' الأخرى تسللت من سفينة بوش الغارقة، وكما رأينا فقد لازمه كل من ''رامسفيلد'' و''جونزاليس'' إلى حين، بينما أشاح ''باول'' بوجهه غاضباً ومتقززاً من رئيسه، شأنه في ذلك شأن كثيرين غيره· أما ''روف'' فغادر هو الآخر الأسبوع الماضي، في رحلة استكشافية تهدف لاكتشاف كوكب جديد وتدميره، وفي الجانب الآخر، لم يعد حتى شباب ''ييل'' القانونيون بكل ذاك القدر من الحماس الذي أبدوه للرئيس في عام ،2001 ذلك أن من المتوقع أن يصدر لأحد هؤلاء وهو ''جاك جولدسميث'' كتاب جديد خلال الشهر الحالي، تعرض فيه إلى جوانب عديدة من الشخصيات والنظريات القانونية التي رسمت لبوش تلك الصورة الواهمة التي زعمت أن سفينته ليست قابلة للغرق يوماً· وفيما يذكر أن ''جولد سميث'' الذي تولى إدارة المكتب الاستشاري بوزارة العدل لمدة تسعة أشهر امتدت بين عامي 2003 و،2004 كان أحد أمثلة هؤلاء الذين طرأ على مواقفهم تغيير واضح، فقد كان من رأيه -أثناء حديث له مع ''ديفيد أدنجتون'' مستشار ديك تشيني- أنه ربما تمتع المتمردون والإرهابيون بالحماية القانونية التي توفرها لهم نصوص معاهدة جنيف الرابعة، وهي النصوص التي تنطبق على الأسرى المدنيين، بدلاً من المعاهدة الثالثة التي تطبق نصوصها على الأسرى العسكريين وحدهم· ولكن جاءته ردة فعل ''أدينجتون'' غاضبة إذ قال متفاجئاً: ولكن الرئيس قد قرر سلفاً ألا يتمتع أسرى الحرب بأي حماية من تلك التي توفرها لهم معاهدة ''جنيف''، وما من سبيل لك لمراجعة قراراته أو مساءلتها· وكان ذلك هو مفهوم سيادة القانون كما يتصوره ''ديك تشيني'' ويحرص على تطبيقه· غير أن الكيل قد طفح بـ''جولدسميث'' على إثر الكشف عن فضائح التعذيب التي جرت بحق السجناء في أبوغريب، فعندها تحدى ''جولدسميث'' مكتب نائب الرئيس وتجرأ على سحب ''مذكرة التعذيب'' سيئة الصيت الصادرة عن ذلك المكتب· تجدر الإشارة إلى أن مسودة تلك المذكرة كان قد أعدها ''جون يو'' قبيل التحاق ''جولدسميث'' بمنصبه في وزارة العدل، وأنها ووجهت بحملة انتقادات وشجب واسعة، بالنظر إلى ما زعم من أنها تحاول توفير المبررات القانونية لممارسات وإجراءات لها صلة بجرائم التعذيب وجرائم الحرب، وفقاً لنصوص القوانين الفيدرالية السارية حينئذ على الأقل· وضمن استجابته تلك، أصدر ''جولدسميث'' بياناً لكافة الأجهزة الفيدرالية، أخطرها فيها بعدم إمكانية التعويل على ''مذكرة يو'' سيئة الصيت تلك، وفي اليوم نفسه تقدم باستقالته من منصبه· وعلى هذا النحو كان مصير الكثيرين من أفراد هذه الإدارة الذين غادروا حلبتها لسبب أو لآخر، حتى صغرت فقاعتها وآلت إلى هذه الضآلة والعزلة التي يعانيها بوش الآن· كاتبة ومحللة سياسية أميركية ينشر بترتيب خاص مع خدمة لوس أنجلوس تايمز وواشنطن بوست
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©