الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

مؤرخ ألماني ينتقد الأطروحات الأوروبية عن التنوير

13 فبراير 2014 23:57
جهاد هديب (أبوظبي) - استضافت جامعة نيويورك - أبوظبي في مقرها بأبوظبي مساء أمس الأول المؤرخ الألماني سيباستيان كونراد، أستاذ التاريخ المعاصر في جامعة برلين، في محاضرة بعنوان: «التنوير في التاريخ العالمي»، وذلك في سياق البرنامج الثقافي لهذا الموسم الذي يختتم في الخامس والعشرين من هذا الشهر. ونحى المؤرخ الشاب كونراد في محاضرته باتجاه رؤية مختلفة تقوم أساساً على فكرة نبذ ما هو معروف بـ «المركزية الأوروبية» بناء على جملة وقائع وحقائق جرى تغييبها عن البحث والدرس الأكاديمي الأوروبي، بهدف ترسيخ الزعم بعقدة التفوق على كل الآخرين التي سادت في الدراسات التاريخية والاستشراقية الأوروبية، ولا تزال، في الدرس التاريخي الأوروبي. وبهذا المعنى بدا الباحث كونراد أقرب إلى مدرسة «الاستشراق الألماني» لجهة إنصاف جهود الآخرين في الإسهام في الحضارة والتجربة البشريتين، وهي المدرسة المعروفة بنزاهتها وأخلاقياتها المعرفية العالية بالقياس إلى الاستشراقات الأخرى، خاصة البريطانية والأميركية. لقد سعى سيباستيان كونراد وخلال خمس وأربعين دقيقة لأن يكثف أطروحته حول مفهوم «التنوير» في التاريخ العالمي، ومن ضمنه التاريخ الأوروبي، فجاءت أفكاره متلاحقة ومتدفقة إلى حدّ يحتاج المرء معه إلى تركيز وانتباه عاليين لمعاينة الأسباب الكامنة وراء اختلافه عن سواه من المؤرخين الأوروبيين بصدد فكرة التنوير التي تُعتبر واحدة من أكثر الأفكار مركزية في الثقافات الأوروبية والغربية رغم تعددها ومنطلقاتها الفكرية، غير البعيدة عن التأثير الديني الكنسي وعن عقدة التفوق على الآخرين. في بداية محاضرته، انتقد كونراد بشدة أطروحات المؤرخين الأوروبيين عن التنوير، فردّها إلى «العبقرية الأوروبية»، بطريقة لا تخلو من السخرية، هي الأطروحات التي استفادت من أفكار المدرسة الداروينية الاجتماعية في الفلسفة والتاريخ وانتقلت إلى علم التأريخ الأوروبي، ليتوجه إلى الجمهور الشاب في قاعة المحاضرة، حيث أغلبهم من الأوروبيين، فيبادرهم بالقول: «بوسع أي منكم أن يعتبر نفسه عبقرياً» بنوع من الدعابة والممازحة. مستطرداً: «إنه تفسير مركزي بعيد عن التنوير، وأعارضه». وقال: «إن مناقشة التنوير في القرن الثامن عشر وما تلاه كان ردود أفعال على التحديات التي يواجهها العالم بصدد العولمة، وهو جهد معرفي لا يخص الأوروبيين وحدهم ولا ينتهي مع الثورة الفرنسية في أوروبا، بل استمر حتى القرن التاسع عشر، وظهر في القرن العشرين كذلك». وأضاف: «قد يكون ذلك غير مثير للاهتمام، لكن عصر التنوير برأيي يمتد إلى القرن العشرين».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©