الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تدريب 93 ألف موظف عُماني لمحو أميتهم الإلكترونية

تدريب 93 ألف موظف عُماني لمحو أميتهم الإلكترونية
14 ابريل 2009 22:42
بدأت سلطنة عُمان معركتها الكبرى في دخول الحكومة الإلكترونية مع زخم إقبال كبير من مواطنيها على الاهتمام بالتعرف إلى عالم الكمبيوتر والإنترنت وما يشهده المجتمع العُماني من انتشار التقنيات التكنولوجية الحديثة التي غيرت مشهد الحياة التقليدية في ميادين واسعة خاصة في المدن، فيما تجاهد شركتا الاتصالات في عمان للحصول على أكبر قدر من الكعكة عبر مد خدمات تقنية الاتصال إلى أكبر قدر ممكن من القرى العُمانية متحدية التضاريس الصعبة من أجل الحصول على نصيب وافر من الاشتراكات والاستخدامات. ومنذ أن أعلنت الحكومة العُمانية عن استراتيجيتها للدخول في المجتمع الرقمي والخطوات تتلاحق، بدءاً من البوابة التعليمية التي تتعامل مع الطلبة كأول ألف باء اللغة التكنولوجية وليس انتهاء بالموظف الذي يتلقى الطلبات عبر الإنترنت ويجيب عن تساؤلات الناس عبر البريد الإلكتروني، ومؤخراً أعلنت عدة جهات عن إجراءات عديدة للاستفادة من عامل التقنية، دفع المخالفات والرسوم للشركة بواسطة البطاقة المصرفية فقط، تحويل الأموال والمعاملات البنكية عبر مواقع البنوك، ودفع فواتير الخدمات بواسطة بطاقات السحب والهاتف والإنترنت، وأعلنت بلدية مسقط أنها ستفتح المجال أمام طالبي إباحات البناء بتقديمها عبر الإنترنت. فضمن مشروع الحكومة الإلكترونية، بدأت وزارة البلديات الإقليمة وموارد المياه من هذا الشهر تطبيق نظام التحصيل الآلي للمعاملات البلدية والمائية في جميع الولايات، وقامت بتجهيز قاعات متخصصة لاستقبال المراجعين واستخدام أجهزة كفية متطورة لأغراض التفتيش والرقابة الصحية، كما تم تفعيل الرسائل النصية للرد على استفسارات المواطنين حول خدمات بلدية مسقط. وقبل أيام، بدأ هيئة تقنية المعلومات العمانية بواحد من أكبر المشاريع التي تصب في هذا المجال مع تدشين حملة تدريب نحو 93 ألف موظف حكومي يعملون في الخدمة المدنية وتأهيلهم للدخول في المضمار التقني، وبعد قياس مستوى نحو سبعة آلاف موظف حكومي من خمس مناطق بالسلطنة انطلقت المرحلة الأولى من منطقة جنوب الباطنية بانتظام 1600 موظف في أول دورة لمحو أمية الموظفين التكنولوجية. ودفعت وزارة الخدمة المدنية بهذا العدد الكبير من موظفيها العُمانيين رغبة منها في رفع لياقتهم التقنية ليتمكنوا من قيادة الحكومة الإلكترونية بالحصول على الشهادة العالمية للحاسوب والإنترنت وتتولى شركة سيرتيبورت الأميركية تنفيذ هذا المشروع التدريبي، وذلك على مدى ثلاث سنوات تدريب. يقول الرئيس التنفيذي لهيئة تقنية المعلومات سالم بن سلطان الرزيقي إن هذا المشروع يمثل رغبة الحكومة في تعزيز أدائها وتيسير خدماتها بواسطة التقنية الرقمية، مؤكداً أن هذا المشروع سيساهم في تفعيل وتعزيز تقنية المعلومات في مواقع العمل، وسيمكن موظفي الخدمة المدنية من المساهمة بفعالية في مجتمع عُمان المعرفي، واستخدام الخدمات الحكومية الإلكترونية، وإنجاز المعاملات ودفع رسوم الخدمات، مؤكداً أنه سيساهم في تعزيز مستوى السلطنة في الترتيب العالمي من حيث المعرفة الرقمية، وأيضاً في بناء البنية الأساسية لمجتمع عُمان الرقمي من حيث المدربين ومراكز التدريب والمعاهد. يعتمد مشروع تدريب موظفي الخدمة المدنية على برامج عدة من بينها تطبيق تقنية جديدة في التدريب هي الأولى من نوعها في العالم تتيح للمتدربين الاستفادة من برامج التدريب والدراسة دون التقيد بحدود المكان والزمان وتمكن في نفس الوقت المشرفين والمنفذين للتدريب من متابعة مدى تطور كل متدرب من خلال ذاكرة التخزين المحمولة التي ستوفرها الشركة لجميع المتدربين، حيث ستوزع عصا ذاكرة على كل متدرب تحتوى على كل المنهج التدريبي الذي سيتلقاه والتمارين والامتحانات التجريبية التي يحتاجها لإكمال المنهج التدريبي مما يتيح لكل متدرب إنهاء التدريب لو أراد في زمن قياسي فيما لو بذل جهد أكبر وبهذا ستكون السلطنة أول دولة في العالم تستخدم هذه التقنية الجديدة في التدريب والتي يتم الآن دراسة تطبيقها على نطاق واسع في دول عديدة مثل الصين. مشروع التدريب لمحو الأمية التقنية لدى موظفي الحكومة «المدنيين» لم يستثن أحداً منهم طالما يعرف القراءة والكتابة، ووضع ذوو الإعاقة ضمن الجدول العام للتدريب، وسيتم تدريبهم في مراكز تدريبية مناسبة وملائمة لاحتياجاتهم لتمكينهم من الاستفادة من تقنية المعلومات والاتصالات في حياتهم والحصول على الخدمات الحكومية الإلكترونية والمشاركة بإيجابية وفاعلية في مجتمع عمان الرقمي، حيث يتم حالياً التنسيق مع الجمعية العُمانية للمكفوفين لتدريب موظفي الخدمة المدنية المكفوفين في مقر الجمعية وبواسطة مدرب متخصص في تدريب المكفوفين وسيبدأ التدريب في مرحلة لاحقة، حيث سيتم التنسيق أيضاً لتوفير التدريب لكل فئة من فئات ذوي الإعاقة. ولم يخل المشروع من صعوبات أهمها تعامل العقليات التقليدية مع أفكار «تقنية» واللافت هو أن الوزارات بينها من لم يلتزم بالمنهج الذي اعتمد إلكترونياً لتدريب الموظفين، بل أرسلت على مزاجها أسماء موظفين ليسوا موجودين على القوائم المعدة بعد تقييم المستوى، كما أن بين الموظفين من لم يتقدم للامتحان أصلاً، في تأكيد على عقلية الموظف الحكومي الرافض للتغيير، لكن يبدو أن هذه المفردة لن تكون ترفاً بل هي مشروع وطني كبير لا مكان فيه لأصحاب النظريات التقليدية في التعامل مع العمل وفق الأوراق ودفتر الحضور. من حسنات البرنامج الهامشية، توفيره فرص عمل لمائتين من الباحثين عن وظيفة، ولو مؤقتة.
المصدر: مسقط
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©