بورصة دبي للسلع تطلق العقود الآجلة للخام الحامض

تنفذ بورصة دبي للسلع خطة طموح تتمثل في تأسيس تعاملات تختص بعقود الخام الحامض الآجلة في الشرق الأوسط، كنوع من التبادلات الجديدة في المنطقة التي مازالت تعتبر فيها التبادلات المستقبلية للسلع نفسها ظاهرة جديدة· ويبدو أن المهمة تتسم بنوع من المخاطرة حيث إن هذا النوع من العقود قد انتهى به المطاف إلى فشل ذريع في السابق· وورد في تقرير لمجلة ''ميد'' أن بورصة نيويورك للسلع وبورصة سنغافورة كانتا قد أطلقتا مثل هذه العقود قبل أن تفشلا في اكتساب الاهتمام الكافي· ومن ناحية أخرى فإن بورصة طوكيو للسلع قد تمكنت من التعامل بنجاح في تداول عقود الخام الحامض بالاعتماد على متوسط أسعار الخام الشهرية لدبي وسلطنة عمان· أما الآن فإن دبي فيما يبدو عازمة على اطلاق النسخة الخاصة بها عبر المنتج الجديد الخاص ببورصة دبي للسلع وهو عبارة عن عقد مستقبلي آجل يعتمد على خام عُمان· ويشكل الخام الحامض في منطقة الشرق الأوسط غالبية الإنتاج العالمي، بينما يستخدم الخام الحلو في تكساس انترميديت وفي برنت كأساس للتسعير العالمي· وبنت بورصة دبي للسلع رؤيتها على أن تؤدي التعاملات في العقود المستقبلية في ترسيخ دور البورصة كمنصة جديدة لاكتشاف وتحديد أسعار النفط· ويذكر أن سعر خام دبي ظل من الناحية التاريخية يوفر القراءة الصحيحة لأسعار الخام الذي يباع في منطقة آسيا الباسيفيكة، إلا أن تدني الانتاج وتضاؤله أجبرا بورصة دبي للسلع على البحث عن منتجين آخرين في المنطقة· إذ يقول أحمد شرف، رئيس مجلس إدارة بورصة دبي للسلع: ''لم يعد موقف دبي كمحدد للأسعار قابلاً للاستدامة، لذا فقد نتطلع إلى الخام في خارج منظمة ''أوبك''· ولما كانت دبي تمثل النموذج الطبيعي فقد اصطدمنا بمشكلة تراجع الانتاج وأصبح يتحتم علينا ايجاد البديل الذي تمثل في سلطنة عمان التي لديها قاعدة انتاجية كبيرة وكافية وأفضل من يمثل مستوى الخام في المنطقة· ويشير الخبراء إلى أن نجاح البورصة سوف يعتمد إلى حد كبير على مقدرتها في تجاوز ''فزورة الدجاجة والبيضة'' التي يواجهها أي تداول جديد والمتمثلة في اجتذاب الاهتمام الكافي من المتعاملين لجذب السيولة، التي بدورها سوف تعمل على اجتذاب المزيد من المتعاملين· وكما يقول بول هورسنيل، رئيس إدارة بحوث السلع في مصرف باركليز كابيتال: ''لا توجد أية صعوبة فيما يتعلق بإطلاق عقد الخام الحامض للشرق الأوسط، وإنما الصعوبة تكمن في اطلاق أي عقد للتعاملات الآجلة حيث إن نسبة العقود الآجلة التي تمكنت من البقاء ما زالت صغيرة جداً''· وإلى ذلك فإن بورصة دبي للسلع تواجه منافسة شرسة من كبار اللاعبين في هذا المجال بعد أن أطلقت البورصة الأميركية ''يو اس انتركونتيننتال'' عقداً مماثلاً في 21 مايو الماضي يعتمد على الخام في سلطنة عمان ودبي وأبوظبي· وهو الأمر الذي دعا أحمد شرف لأن يقول: ''يتعين علينا أن نلتزم الصبر إنه عقد جديد كما أن زبائننا جدداً أيضاً''· يذكر أن بورصة دبي للسلع عبارة عن شركة مشاركة ما بين تطوير الشركة القابضة في دبي وبورصة نيويورك للسلع (نايمكس) وصندوق عمان للاستثمار· وسوف ينصب اهتمام نايكس وصندوق عمان للاستثمار على رفع قدرة البورصة على استقطاب المتعاملين· وعلى الرغم من فشلها السابق في هذا المجال فإن نايمكس سوف تعمل على جذب واستقطاب الزبائن وتوفير مقدرات المقاصة والاتصال بالشبكات العالمية للمتعاملين بالاضافة إلى توفير التكنولوجيا وخبرات التسويق المطلوبة·