الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الحلم الأميركي.. هافانا تفتقد أولادها!

6 فبراير 2015 21:53
أدى انفتاح الرئيس أوباما على كوبا إلى تسارع وتيرة الهجرة الكوبية إلى الولايات المتحدة، حيث تزايدت مخاوف كثيرين على الجزيرة من تعرض فوائد الهجرة الأميركية بالنسبة للكوبيين للخطر. ووفقاً لآخر الإحصاءات الأميركية، فقد اعترضت قوات خفر السواحل الأميركية الشهر الماضي 481 كوبياً في قوارب متهالكة وطوافات، بزيادة 117% مقارنة بشهر ديسمبر 2013. بيد أن ركاب القوارب لا يمثلون سوى جزء بسيط من أولئك الذين يحاولون الوصول إلى الولايات المتحدة. ففي مطار ميامي ومنافذ الدخول الممتدة على الحدود المكسيكية، قفز عدد الكوبيين الذين وصلوا سعياً للجوء إلى 8624 خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة من عام 2014، بزيادة 65% عن العام الماضي. ولسنوات مديدة كان العديد من الكوبيين يسمعون تحذيرات أن امتيازات هجرتهم الفريدة -التي تعامل أي شخص تطأ قدمه اليابسة الأميركية كلاجئ سياسي- لن تستمر إلى الأبد. وقد أعطى مسؤولون أميركيون مراراً وتكراراً تأكيدات بأن قوانين الهجرة هذه لم تتغير. ولكن تحرك أوباما المفاجئ تجاه كوبا -بعد 18 شهراً من المحادثات السرية مع حكومة كاسترو- عزز الإحساس بأن أياً من دعائم السياسة الأميركية السابقة تجاه كوبا قد يسقط فجأة دون سابق إنذار. وليس بإمكان وكالة الجمارك وحماية الحدود الأميركية تقديم تفصيل محدث شهرياً عن القادمين الكوبيين. بيد أن عدد المهاجرين الكوبيين الذين وصلوا إلى المعابر الحدودية الأميركية مع المكسيك خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة من عام 2014 بلغ 6489، مقابل 4328 عن الفترة نفسها من العام السابق. كما زاد أيضاً عدد الكوبيين الذين تم التعامل معهم عبر المكتب الميداني للوكالة بميامي من 893- 2135 خلال الفترة ذاتها. والعديد من هؤلاء الكوبيين جاؤوا مباشرة إلى مطار ميامي عبر رحلات من مدريد و«ناساو» وغيرهما حاملين جوازات سفر من إسبانيا ودول أخرى. وعند وصولهم إلى الجمارك الأميركية، يسحبون وثائقهم الكوبية ويطلبون اللجوء أو البقاء تحت الحماية التي يكفلها قانون الضبط الخاص بالكوبيين لعام 1966، الذي يقدم إقامة دائمة للكوبيين لمدة عام من وصولهم إلى الولايات المتحدة. وعندما سافر دبلوماسيون أميركيون إلى كوبا الأسبوع الماضي لإجراء مباحثات حول الهجرة مع نظرائهم في هافانا، أكدوا أن المزايا الممنوحة للمهاجرين الكوبيين ليست مطروحة للنقاش. كما أوضحوا للحكومة الكوبية أن الحكومة الأميركية ملتزمة تماماً بالحفاظ على قانون الضبط الخاص بالكوبيين. وكرر المسؤولون الكوبيون خلال المحادثات معارضتهم لقانون الضبط الخاص بالكوبيين والسياسة التي تؤهل مواطنيهم للبقاء في الولايات المتحدة إذا ما وطأت أقدامهم الأرض الأميركية. وقد تم إرجاع من تم اعتراضهم في البحر إلى كوبا. وتلقي هافانا باللوم على هذه السياسة لأنها تشجع على الهجرة غير الشرعية الخطرة وتؤجج هجرة الأدمغة للمتخصصين المهنيين في البلاد الذين يتحمسون لأخذ تدريبهم وموهبتهم إلى الولايات المتحدة بعد الحصول على التعليم المجاني من النظام الاشتراكي في الجزيرة. ولكن مع إدانة الحكومة الكوبية لهذه السياسة، فقد عدّلت بهدوء قوانينها لتعكس التغييرات الكاسحة التي حدثت في أنماط الهجرة على مدى نصف قرن التي أعيد خلالها توطين أكثر من مليون كوبي في الولايات المتحدة. وهناك جيل جديد من المهاجرين الكوبيين يشبه المهاجرين لأسباب اقتصادية من دول أميركا اللاتينية الأخرى. فالبعض يذهب للخارج للعمل بشكل موسمي ثم يعود إلى الوطن. ويقدم قسم المصالح الأميركية في هافانا ما يقارب 20000 تأشيرة هجرة للكوبيين سنوياً في إطار اتفاقات الهجرة القائمة بين الدولتين. وقد أصدر القسم في العام الماضي 40000 تأشيرة إضافية لغير المهاجرين. والجميع ينتظر نتائج تطبيع العلاقات مع الولايات المتحدة. ويدخل 15 و25 ألف كوبي آخرين الولايات المتحدة سنوياً عبر المنافذ الحدودية الأميركية والمطارات والشواطئ الواقعة في جنوب فلوريدا. بيد أن الكوبيين الذين يصلون إلى الولايات المتحدة اليوم ليسوا هم الأكثر فقراً ويأساً أيضاً بين سكان الجزيرة. نِك ميروف * * محلل سياسي أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©