الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حمامات اليمن المعدنية.. وجهة الخليجيين للسياحة العلاجية

حمامات اليمن المعدنية.. وجهة الخليجيين للسياحة العلاجية
14 ابريل 2009 22:38
تنتشر الحمامات المعدنية في كثير من مناطق اليمن‏ وأهمها،‏ حمام رسيان في تعز، حمام بلاد الروس في مديرية بلاد الروس‏،‏ حمام جبل اللس في ذمار،‏ حمام علي في آنس،‏ حمامات دمت ‏بالضالع،‏ حمام السخنة‏ في الحديده،‏ حمام الحويمي في لحج،‏ حمام رضوم في شبوة‏،‏ حمامات تبالة والحامي والديس الشرقية وصويبر في حضرموت‏. ويقدر إجمالي حمامات المياه المعدنية الحارة في اليمن بحوالي 79‏ حماماً‏،‏ وهي تشكل مجالاً واسعاً لتطور السياحة العلاجية‏. وحالياً، تسعى الحكومة اليمنية إلى تحسين ظروف الاستخدامات الراهنة للحمامات العلاجية القائمة وإعادة تأهيلها بما يتلاءم مع الشروط الصحية وبطريقة علمية، بالإضافة إلى تهيئة الظروف المناسبة لخلق فرص استثمارية جديدة لقيام منتجعات سياحية علاجية متكاملة وفقاً لمواصفات حديثة ومعايير دولية، تلبي حاجة الطلب المتزايد على العلاج الطبيعي بالمياه المعدنية الحارة في اليمن. ويرى الدكتور أمين الكمالي أن ‏اليمن ستشهد انتعاشاً كبيراً في مجال السياحة العلاجية خلال الفترة المقبلة لامتلاكها حمامات مياه معدنية كثيرة، وهي بحسب الدراسات، صالحة لعلاج الجهاز الهضمي عن طريق الشرب في بعض المواقع‏.‏ ومواقع أخرى صالحة لعلاج أمراض المسالك البولية،‏ والتنفس،‏ وأمراض الروماتيزم‏،‏ والمفاصل‏،‏ والأمراض الجلدية‏.‏ عيون كثيرة اليمن تنعم بكثير من هذه العيون التي تنتشر في أكثر من محافظة، يأتي في مقدمتها حمام دمت الشهير في محافظة الضالع، والذي يقصده يومياً آلاف السياح والزوار من اليمن والخليج ومن جنسيات مختلفة لغرض الاستشفاء من الأمراض المستعصية الروماتيزمية والجلدية، كآلام المفاصل والعمود الفقري وحساسية الجلد والعيون وتنشيط الدورة الدموية وغيرها من الأمراض التي يعجز الطب الحديث عن مداواتها. ويقول المسؤولون في هئية التنمية السياحية إن اليمن تعد الأوفر حظاً لاستقطاب نسبة أكبر من الحركة السياحية المتنامية التي تقصد هذه الأماكن، والتي تتطلب إلى جانب وجود تلك الحمامات الطبيعية وجود مساحات وأودية خضراء ومناظر خلابة قريبة منها، بالإضافة إلى مناخ جميل يستطيع الزائر أن يقضي بعضاً من وقته دون الشعور بالملل من طول فترة بقائه هناك. ويتطلع المسؤولون اليمنيون إلى أن تستعيد السياحة عافيتها في ضوء التحول الكبير في السوق اليمني الجاذب للوافدين الخليجيين‏، حيث يقول عبدالله سيف، من المختصين بالعمل في التنمية السياحية، ‏إن الهيئة قد أصدرت أخيراً خريطة للسياحة لاستثمار الفرص المتاحة في الينابيع الحارة وقدمت دراسات الجدوى في مؤتمر الاستثمار الذي عقد في صنعاء برعاية خليجية‏.‏ وتؤكد الإحصائيات الحديثة أن السياحة العلاجية بدأت تنتعش بشكل ملحوظ في الآونة الأخيرة من خلال تدفق مجاميع من السياح من دول مجلس التعاون الخليجي إلى عدد من المحافظات اليمنية بغرض السياحة العلاجية في حمامات المياه الطبيعية‏.‏ منتجعات سياحية تعد حمامات دمت، بحسب المسؤولين المحليين فيها، من النماذج الجيدة للحمامات العلاجية، حيث ترتكز مقومات السياحة العلاجية في مدينة دمت على توفر مصادر الثروة الطبيعية من المياه المعدنية العلاجية الحارة وقوة تدفقها نظراً لحجم مخزونها الكبير، بالإضافة إلى فوائدها العلاجية التي أكدتها الدراسات العلمية الأولية وتميزها كماً ونوعاً، بحسب المعايير الدولية. ويرى الباحث عبدالباسط الضالعي أن مصادر المياه العلاجية أساس النمو والنهضة الاقتصادية السريعة في مدينة دمت بمختلف المجالات وفي مقدمتها مجال التنمية والاستثمار السياحي الذي يقع في مقدمة اهتمامات الدولة بصفة عامة والهيئة العامة للتنمية السياحية بصفة خاصة، حيث يتركز الاهتمام الحالي على تحسين ظروف الاستخدامات الراهنة للحمامات العلاجية القائمة وإعادة تأهيلها بما يتلاءم مع الشروط الصحية وبطريقة علمية، بالإضافة إلى تهيئة الظروف المناسبة لخلق فرص استثمارية جديدة لقيام منتجعات سياحية علاجية متكاملة وفقاً لمواصفات حديثة ومعايير دولية تلبي حاجة الطلب المتزايد على العلاج الطبيعي بالمياه المعدنية الحارة في مدينة دمت. أما مواقع حمامات دمت ذات الأهمية، فهي توجد حالياً في منتجع دمت السياحي، فندق الأسدي، ويقع في وسط المدينة إلى الشمال من حرضة الشولة وعلى بعد نصف كيلومتر، وتوجد به سبعة حمامات في إطار مكونات فندق الأسدي وتشغل الحمامات جزءاً من الطابق الأول وتعمل على مدار اليوم لخدمة نزلاء الفندق أو طالبي الاستحمام من خارجه، كما يوجد إلى جانب الفندق مسبح وحمام خاص بالرجال وآخر خاص بالنساء. * حمام العودي: يقع عند المدخل الشمالي للمدينة وإلى الشمال من حرضة الشولة على بعد كيلومتر ونصف الكيلومتر، وهو عبارة عن حمام مياه علاجية خاص بالرجال وتوجد بجانبه توسعات جديدة لحمام خاص بالنساء وشاليه علاجي وفندق جميعها قيد الإنشاء حالياً. * حمام الدردوش: يقع إلى الشرق من حرضة الشولة على بعد 150 متراً ويعمل من الصباح حتى الساعة الواحدة ظهراً للرجال وبقية ساعات المساء للنساء. توجد مواقع أخرى لحمامات مياه علاجية أدنى مستويات من سابقتها من حيث المنشآت والخدمات الإدارية المحدودة جداً مثل حمام بئر عاطف الواقع إلى الجنوب من حرضة الشولة وعلى بعد 1000 متر، وكذلك حمام الحساسية الواقع إلى الجنوب من حرضة الشولة وعلى بعد 2كم، بالإضافة إلى مواقع حمام البربرة العليا وحمام الحسن الواقعين إلى الشمال الشرقي من حرضة الشولة. وبحسب الباحث الضالعي إشارت دراسة للهيئة العامة للتنمية السياحية إلى أن انتشار مواقع مصادر المياه المعدنية العلاجية في محافظات كثيرة لم يحقق نصيباً يذكر في خريطة الاستثمارات السياحية حتي الآن،‏ معتبراً أن السياحة العلاجية ستعمل على تصحيح الاختلالات الكبيرة في خريطة الاستثمارات السياحية بتوسيع نطاقها الجغرافي‏.‏ وأوضحت الدراسة أن هناك ضرورة لتهيئة مواقع المياه المعدنية للاستثمار واستكمال الدراسات العلمية الأولية لمواقع ينابيع المياه المعدنية العلاجية من حيث الخصائص الطبيعية ونوعية تركيب العناصر الكيميائية والفيزيائية للمياه لتحديد مؤشرات فوائدها العلاجية‏.‏ غطاء نباتي تفيد التقسيمات الطبوغرافية أن مديرية دمت كهضبة جميلة ترتفع 2000 متر عن مستوى سطح البحر يقطعها وادي بنا الشهير من الشمال إلى الجنوب وتتوزع مدينة دمت بين ضفتي وادي بنا الشرقية والغربية وتتخللها كثير من الأودية الفرعية التي تصب في مجرى وادي بنا، وتحيط بها سلاسل جبلية من جميع الجهات، وهي جبال ناصة من الجنوب وجبال المقحزره ونيام من الشمال وجبال حيد كنه من الغرب وجبال الرياشية من الشرق. وتنوع التقسيمات الطبوغرافية وانتشار الغطاء النباتي أثر على طبيعة المناخ، فهو معتدل بوجه عام معظم فصول السنة، بينما يميل إلى البرودة قليلاً خلال فصل الشتاء أثناء الليل والصباح الباكر. ثلاث مخاطر كان مجلس الوزراء اليمني قد أعلن منطقة دمت منطقة للتنمية السياحية العلاجية، وقد نظمت هيئة التنمية السياحية في دمت ندوة خاصة عنت بمشاكل المديرية وظهرت دراسات مختلفة أجمعت على ثلاث مخاطر أهمها، استنزاف وهدر المياه الحارة العلاجية، التلوث البيئي، الزحف العمراني. ويقول المختصون اليمنيون في وزارة السياحة إن افتقار هذه الأماكن لبنية تحتية متكاملة لا يساهم في الترويج للسياحة العلاجية ودخولها أسواق المنافسة العالمية، في حين نرى كثيراً من المشاريع العقارية في المجال السياحي تتركز غالبيتها في المدن الرئيسة الجبلية والساحلية، سعياً وراء الازدحام العمراني لتقديم خدمة، هي في حقيقة الأمر، لا تستهدف سوى الحركة السياحية الداخلية، وهذا يستدعي الاهتمام أكثر بالاستثمار في فرص السياحة العلاجية.
المصدر: صنعاء
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©