الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تغيرات المناخ وملوحة المياه.. تحديات تواجه زراعة الحمضيات

تغيرات المناخ وملوحة المياه.. تحديات تواجه زراعة الحمضيات
6 يناير 2014 01:03
رأس الخيمة (الاتحاد) - هناك تأثير لدرجة حرارة الجو على الحمضيات، حيث إن درجة الحرارة المناسبة لنمو الحمضيات تكون عند 13 درجة مئوية، وهي الدرجة التي يبدأ عندها إنبات بذور الحمضيات ونمو أشجارها، كما أنها الدرجة التي يبدأ عندها نشاط العمليات الحيوية. كما يزداد النمو تدريجيا بارتفاع درجة الحرارة، ووجد أن أقصى نمو يقع بين 32 و35 درجة مئوية، ويقل النمو تدريجيا بارتفاع درجة الحرارة عن هذه الدرجة، وينعدم النمو تقريبا عند درجة 49 أو 50م، وتختلف درجة الحرارة المثلى لنجاح زراعة الحمضيات تبعاً للصنف، وكذلك تبعا لمرحلة النمو، فدرجة الحرارة المثلى للنمو الخضري من 34 - 35م، ولا تعتبر درجة مثلى في مرحلة التزهير، والعُقد الصغيرة حيث يناسبها درجات حرارة أقل من ذلك. تدهور سريع وعن التحديات التي تواجه زراعة الحمضيات، يقول المهندس منصور إبراهيم المنصوري “تخصص إنتاج نباتي”، إن الواقع لزراعي للحمضيات، قبل عشرين عاما، كان يظهر نجاحا كبيرا، والسبب وفرة المياه وعذوبتها وتوفر التربة الصالحة للزراعة، ولكن نتيجة للتغيرات التي طرأت على المناخ فقد تأثرت الأراضي فأصبحت أكثر ملوحة. كما بدأت المياه في الشح والتملح، بالإضافة الي انتشار الأمراض الفيروسية فأصبح هناك تدهور سريع للحمضيات، حيث أصيب الكثير منها بما يعرف بـ”مكنسة الساحرة” وهو يصيب أشجار الليمون البلدي بالتحديد، كما أنه من الأمراض التي وفدت للدولة وأدت الي تدهور العديد من الاشجار بمختلف مناطق الدولة، إضافة الي تسببه في التدهور السريع للحمضيات حيث إنه يصيب البرتقال واليوسفي والجريب فروت. وبسبب تلك التحديات، حسبما يرى المنصوري، انخفض مستوى زراعة بعض الأنواع من الحمضيات، أما فيما يتعلق بالتأثيرات المناخية التي لا تعتبر المساهم الأول فيما حدث، فإن التلوث البيئي خلال العشر سنوات الماضية كان أحد الأسباب، فوجود الكسارات وعددها والمصانع التي تنتج الإسمنت، تعد من أهم عوامل التأثير، وقد أثر حتى على زراعة النخيل في بعض المناطق، لأن التلوث بالغبار يشكل طبقة على أوراق الأشجار، بحيث تمنع عنها التمثيل الضوئي وهو عامل مهم للحصول على الكلوروفيل، لأن الغبار يشكل غطاءً على الورق، فلا تستطيع الأشجار إطلاق الأكسجين والحصول على ثاني أكسيد الكربون. ملوحة المياه ويضيف المنصوري: في السابق كان معدل إنتاج أشجار الحمضيات يتراوح بين 150 و200 كيلو/ شجرة، واليوم لم يعد الإنتاج كما كان، فقد تأثرت زراعة الآضاليا والبرتقال واليوسفي، بسبب ملوحة المياه وتملح التربة، ولقد اقتصرت زراعة الحمضيات بأنواعها وبشكل ملحوظ في المنازل وذلك بسبب توفر المياه الصالحة للزراعة والمحلاة. ومن العوامل التي تؤثر علي نمو الحمضيات درجة الحرارة فهي إن زادت عن 51 درجة مئوية، تحترق النموات الخضرية والأزهار والثمار، وذلك نتيجة لزيادة سرعة النتح والتنفس، وترتفع حرارة الجزء المعرض من النبات لأشعة الشمس ويظهر عليه أعراض لسعة الشمس، كما تعمل الحرارة المرتفعة بالتربة على قتل الجذور الرفيعة في الطبقة العلوية من التربة أو توقف نموها، وتقلل من قدرة الجذور على امتصاص الماء، والحرارة المرتفعة عندنا في دول الخليج تؤدي كذلك إلى تساقط الثمار، خاصة الثمار عديمة البذور مثل البرتقال أبو صُره ويقل محصوله، لكن درجة الضرر تختلف من فاكهة إلى أخرى، حيث تؤثر الحرارة على عمر الثمار حتى التربة تتأثر وتؤثر. الأراضي الرملية الخشنة ورغم أنه يمكن زراعة الحمضيات في جميع أنواع التربة، إلا أنها في حال زراعتها في الأراضي الرملية الخشنة، تكون فقيرة لأن المادة العضوية والعناصر الغذائية التي تسهم في زيادة الإنتاج تحتاج إلى عناية خاصة في التسميد والري الكثير، وأكدت الأبحاث أن الحمضيات لا تصلح للزراعة في تربة تحتوى على تركيزات عالية، حيث يجب أن تكون الكربونات والبيكربونات لا تزيد على 300 أو 400 جزء في المليون، والكبريتات لا تزيد على 300 إلى 400 جزء في المليون، والكلوريد لا يزيد على 200 جزء في المليون وأيضاً الصوديوم والمغنسيوم، يجب أن لا تزيد نسبتها على 40% من مجموع القواعد الأرضية الذائبة، أما ما نسميه البورون فيجب أن لا يزيد على 0.5 جزء في المليون. الأراضي القلوية يقول منصور إبراهيم المنصوري: “إن زراعة الحمضيات لا يمكن أن تكون في الأراضي التي تقل فيها الحموضة عن 5 وتزيد على 8.5، حيث يحدث في الأراضي الحمضية فقدان للكالسيوم، أما في الأراضي القلوية فيحدث ظهور أعراض نقص للحديد والزنك والمنجنيز والنحاس، كما يمكن أن يستخرج منها حمض الستريك خاصة من ثمار الليمون المالح والآضاليا، ويستخرج منها الزيوت العطرية الطيارة، وأيضا يستخرج منها البكتين من قشرة الثمار، وبالنسبة للمخلفات الناتجة عن مصانع العصائر وأيضا المركزات والزيوت، يمكننا أن نستفيد منها ونحولها إلى علف للماشية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©