الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

السعودية: نفوق الإبل بالمئات يثير الغضب في صفوف المربين

8 سبتمبر 2007 02:20
يتصاعد الغضب في السعودية بين مربي الإبل بعد نفوق الآلاف من الجمال بسبب تسممها إثر إطعامها ''نخالة فاسدة'' نظرا للقيمة الاقتصادية الكبيرة التي تمثلها وكذلك قيمتها في الثقافة البدوية وحياة الصحراء· ويطلق المربون العنان لسخطهم في الصحف المحلية ملقين باللوم على وزارة الزراعة، خاصة وأن بعضهم فقد كل ما يملك من جمال في حين تصل قيمة بعض قطعان الإبل الى ملايين الدولارات· وقال مربي الإبل راشد بن خلف من منطقة جيزان، جنوب غرب السعودية، لصحيفة الوطن ''أمام هذه الكارثة غير المسبوقة، بقي مسؤولو وزارة الزراعة مكتوفي الأيدي''· وتهيمن أخبار نفوق الابل على أخبار الصحف منذ ظهور العلامات الاولى لهذا التسمم الغذائي في منطقة وادي الدواسر، على بعد 400 كلم جنوب الرياض، في الايام العشرة الاولى من أغسطس، قبل أن تنتشر في مناطق اخرى· وتشير الصحف بعبارة ''الكارثة غير المسبوقة'' و''المأساة الوطنية'' لهذه المشكلة وتنشر يوميا صور جيف الابل المتحللة تحت شمس الصحراء والتي يعمد السكان الى إحراقها خوفا من تلويث البيئة· ومع تتابع الأنباء عن نفوق أعداد متزايدة من الابل، أعلنت السلطات فتح تحقيق لتحديد أسبابه والذي نسب الى إطعامها علفا فاسدا تم اللجوء اليه بعد ارتفاع اسعار الشعير· واعلنت السلطات المتهمة بالتقصير من قبل بعض المربين، عن إرسال عينات من جيف الابل النافقة الى مختبرات في فرنسا للكشف عما أصابها· ووجه مربو الابل أصابع الاتهام الى النخالة الفاسدة التي حصلوا عليها من السوق مع تصاعد غضبهم وهم يشاهدون إبلهم تفقد السيطرة على حركتها، وتصاب بنزيف دماغي وشلل شامل· وأعلن وزير الزراعة فهد بالغنيم لصحيفة ''اليوم'' السعودية أن النتائج الاولية للتحقيقات ''تشير الى وجود فطر سام تربى على النخالة وسط ظروف مناسبة ومنها الرطوبة وسوء التخزين الى جانب قربها من المواد الكيميائية ورش بعضها بمواد كيميائية بغية الحفاظ عليها''· وأوضح طبيب بيطري من وزارة الزراعة أن سبب المشكلة هو ''السبل المتبعة لتخزين النخالة''· ويبدو أن الكميات المباعة من هذا العلف كبيرة جدا إذ أنه سرعان ما اعلن وزير الزراعة بعد اسبوعين من الإبلاغ عن الحالات الاولى عن نفوق ألفي رأس من الابل، في حين يعتقد أن العدد تجاوز الخمسة آلاف بحسب الارقام التي نشرتها الصحف ، الى جانب آلاف رؤوس الابل المريضة· وفي منتصف أغسطس أمر الملك عبدالله بن عبد العزيز بتعويض مربي الابل، إلا أن بعض هؤلاء اعتبروا أن التعويض ليس كافيا وفي بادرة خاصة تبرع مساعد وزير الدفاع الامير عبدالرحمن بن عبدالعزيز بثلاث مائة رأس من رؤوس الابل التي يملكها كهبة للمربين الذين فقدوا قطعانهم· وبالاضافة إلى صفوف الانتظار الطويلة في سوق العلف للحصول على الشعير الذي ارتفع عليه الطلب لإطعام الإبل والمواشي خشية إطعامها نخالة فاسدة، والى إقبال المربين على تطعيم مواشيهم خوفا من فقدانها ، اتخذت هذه المأساة أبعادا أكثر من اقتصادية واجتماعية·
المصدر: الرياض
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©