بلعين تحتفل بانتصارها على الجدار

أدى فلسطينيون صلاة الشكر قرب جدار الفصل العنصري في قرية بلعين غرب مدينة رام الله امس، تحت عدسات وبنادق جنود الاحتلال على بعد متر واحد منهم من الجهة الاخرى، من الجدار الذي قضت المحكمة العليا الاسرائيلية بازالته، ما يعني استعادة القرية 1600 دونم من أراضيها التي التهمها الجدار· وبينما كان القرويون يؤدون ركعتي الشكر كان متضامنون اجانب واسرائيليون يتبادلون التهاني بهذا الانجاز، الذي جاء بعد صراع اسبوعي استمر لمدة سنتين ونصف السنة في هذا المكان، حيث بدأت الجرافات الاسرائيلية بشق الأرض لبناء الجدار في ديسمبر 2004 وانتظم اهالي القرية في لجنة شعبية اخذت على عاتقها مقاومة الجدار، وانضم اليها متضامنون اجانب واسرائيليون وصارت مسيرة بلعين حدثاً اسبوعياً بعد صلاة الجمعة· وقال عبد الله ابو رحمة احد نشطاء اللجنة انه اصيب في المواجهات عند الجدار قرابة 800 شخص بين فلسطيني واسرائيلي وأجنبي سواء بالكرات المعدنية أو الضرب المبرح والتكسير أو الغاز المسيل للدموع، عشرة منهم اصاباتهم خطيرة· ومن بين الحضور، ظهر شاب اسرائيلي اعتاد المشاركة في النضال ضد الجدار، وأصيب بكرة معدنية مغلفة بالمطاط في مؤخرة رأسه ما استدعى مكوثه في المستشفى مدة طويلة خرج بعدها وهو يعاني عدم القدرة على الاتزان وصعوبة في النطق· وقال الشاب الاسرائيلي وهو محام يدعى ليئور انه سعيد بهذا الانجاز، ويعلق هذا المتضامن سلسلة على عنقه يتدلى منها رسم ''حنظلة'' للفنان الفلسطيني ناجي العلي، وهو يعلم من هو العلي وما يرمز اليه ''حنظلة''، والى جانبه وقف شاي بولاك الذي اخرج فيلماً عن نضال بلعين باسم ''بلعين حبيبتي'' الذي حصل على جوائز عندما عرض في القدس· وكانت المسيرة قد انطلقت امس نحو الجدار من مسجد القرية بعد صلاة الجمعة يتقدمها رئيس الوزراء الفلسطيني الدكتور سلام فياض وعدد من الوزراء واعضاء كنيست عرب ويهود، وحرصت اللجنة الشعبية المنظمة للمسيرة على دعوة المشاركين من الشباب والمتضامنين الأجانب، الى عدم الاشتباك مع جنود الاحتلال الذين انتشروا على الجانب الآخر من الجدار، باعتبار ان المسيرة هي للاحتفال بالنصر على الجدار والشكر لله· وكان قرابة 70 شاباً من القرية قد تعرضوا للاعتقال أثناء المواجهات ضد الجدار على مدى السنتين الأخيرتين· وأبدى أبو رحمة الذي استفاد من تجارب قرى اخرى في مواجهة الجدار، ومن تجربة المهاتما غاندي وصبر نيلسون مانديلا، استعداده لمساعدة القرى الاخرى التي التهم الجدار اراضيها بما اكتسبوه من تجربة وخبرة في مواجهة الجدار· وقال لطيف دوري سكرتير لجنة الحوار الاسرائيلي - الفلسطيني: ''غداً سنبدأ نشاطنا في جيوس قرب طولكرم''· وكانت بلدة جيوس قد فقدت قرابة نصف اراضيها ومزارعها وآبارها بسبب الجدار وحكمت محكمة اسرائيلية بازالة الجدار؛ لأنه لم يقم لأسباب أمنية، بل لتوسيع مستوطنة مجاورة، لكن القرار بقي دون متابعة لتنفيذه، وادعى المدعي العام العسكري الاسرائيلي ان ازالة الجدار تحتاج الى تكاليف مالية أكثر من بنائه، ولهذا لم ينفذ الاسرائيليون القرار حتى الآن·