مسك وياس

أعجبت جداً بالخبر الذي نشر في جريدة الاتحاد بتاريخ 5 سبتمبر 2007 الذي تحدث عن مطالبة منظمي الحفلات المطربة الشهيرة بيونسيه بارتداء ملابس محتشمة لاحياء حفلها الأول بماليزيا·· ليس هذا فقط بل يجب تغطية جسدها أثناء اقامتها في البلد·· وهذا أمر مشرف ويحسب للبلد المضيف، لأنه لم يهتم بمكانة هذه الفنانة ولا بشهرتها ولا بأموالها، بل إنها وضعت مبدأ تسير عليه ودافعت عنه، وألزمت الغير باحترام عاداتها وتقاليدها ما دام موجوداً على أرضها، بدلاً من حدوث ما يخدش الثقافة التي تربى عليها أبناؤها· وهذا الأمر مغاير تماماً لما يحدث في بلداننا العربية·· إذ نرى التنازلات في كل مجال وميدان·· سواء في اللغة التي أصبحت هامشية مع طفرة اللغات الأجنبية المتطورة (على حد زعم البعض) حيث نراهم يتحدثون بها أمام السائح الأجنبي ليثبتوا أنهم مثقفون ومطلعون على اللغات الأخرى، بدلاً من التمسك باللغة العربية وجذب الغير لتعلمها، أو باللبس الذي يتنافى تماماً عن مسمى اللبس الإسلامي الذي يفترض أنه يستر ولا يكشف·· انتهاء بالرضوخ لمطالب الفنانات اللواتي يقدمن الكثير والكثير للجائع العربي·· (أقصد المشاهد العربي) ليس هذا فقط بل إنهن يحاولن فرض ثقافتهن الخاصة على الجيل الجديد الذي يستقبل كل ما هو جديد· ولا أعلم حقيقة إلى متى سيستمر التنازل في بلداننا العربية·· وإلى متى ستكون مبادئنا حبراً على ورق، أو فكرة نتشاور فيها مع أنفسنا بصمت، مخافة أن نلقى هجوماً واتهاماً بالرجعية والتخلف·· نتمنى فعلاً أن نرى صحوة تمنع خلط الأوراق وتقدم أخلاقيات وثقافات كل بلد للضيوف أو المقيمين على أرضه· أفراح جاسم Afrah.Jasem@gmail.com