بوتفليقة ينجو من محاولة اغتيال

نجا الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة أمس من تفجير انتحاري استهدف تجمعاً جماهيرياً لاستقباله، خلال زيارته وسط ولاية باتنة شرق الجزائر وأدى الانفجار إلى مقتل 15 شخصا وجرح 114 آخرون عندما فجر انتحاري نفسه أمس في حشد على طريق موكب الرئيس الجزائري، في وسط باتنة شرق الجزائر· وروى شهود عيان ان انتحاريا كان يحمل قنبلة داخل كيس بلاستيكي نفذ الهجوم أثناء وجوده بين الجموع التي كانت تنتظر مرور موكب الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، بالقرب من مسجد في وسط باتنة· ولم يكن بوتفليقة قد وصل الى المكان عندما وقع التفجير· وقال الشهود ان الجموع اكتشفت أمر المهاجم فسارع الى تفجير عبوته قبل وصول رئيس الدولة الى المكان· وأكد مصدر أمني أن الشرطة ارتابت في الانتحاري ولما حاولت اعتقاله فجر نفسه· وفور تبلغه نبأ الاعتداء، توجه الرئيس بوتفليقة الى مستشفى المدينة لتفقد الضحايا· وندد بوتفليقة بـ''المجرمين'' في مقابلة تلفزيونية بعيد وقوع العملية الانتحارية، مشددا في الوقت نفسه على سياسة المصالحة الوطنية التي وضعها بنفسه· وأصيبت مدينة باتنة بالصدمة إثر الاعتداء الذي أثار الذعر في صفوف السكان الذين كانوا تجمعوا لاستقبال الرئيس· وشددت السلطات في الأيام الاخيرة من لهجتها ضد المسلحين الذين يرفضون تسليم أنفسهم في إطار سياسة المصالحة الوطنية التي يدعمها بوتفليقة· وأعلن وزير الداخلية يزيد زرهوني أخيرا ''عليهم إما الاستسلام أو الموت''· وتأتي هذه العملية بعد خمسة أشهر تقريبا من هجوم انتحاري دام استهدف في الحادي عشر من أبريل القصر الحكومي في العاصمة الجزائرية ومفوضية للشرطة في الضاحية الشرقية ما أوقع 30 قتيلا على الاقل وأكثر من 200 جريح· كما تاتي هذه العملية الجديدة قبل اسبوع من بدء شهر رمضان· وكانت باتنة آخر محطة في جولة بوتفليقة للشرق الجزائري بدأها الثلاثاء الماضي حيث زار خمسا من ولايات المنطقة، وذلك بعد شهر من جولة مماثلة غربي البلاد · وفي الوقت الذي قالت فيه السلطات ان هذه الجولات لمتابعة تنفيذ برامج تنموية وعد بها بوتفليقة خلال حملته لتمديد فترته الرئاسية عام ،2004 ورصد لها أكبر موزانة منذ استقلال البلاد قدرت بنحو 150مليار دولار، قال مراقبون انها لتبديد إشاعات عن تدهور صحة الرئيس· وتحدثت طيلة الصيف عن خضوعه مجددا للعلاج· وأججت بعض الصحف الجزائرية المعروفة بولائها لرئيس الحكومة السابق علي بن فليس ، غريم الرئيس بوتفليقة ومنافسه في رئاسيات العام 2004 ، هذه الشائعات في اتجاه تحريك الشارع الجزائري للمطالبة بالكشف عن تفاصيل ملف مرض الرئيس بدعوى أن الرأي العام له الحق في معرفة قدرة الرئيس على مواصلة الحكم أم لا ، وأن هذا الأخير يرفض تكرار تجربة تعامل السلطات الرسمية ووسائل الإعلام السائرة في فلكها مع مرض ووفاة الرئيس الراحل هواري بومدين العام 1978 ، و هي نفس الأوساط التي أججت الإشاعات حول مرضه مجددا في الفترة الأخيرة ، ودفعت برئيس الحكومة عبد العزيز بلخادم المقرب من بوتفليقة ، إلى دعوة الصحفيين الشهر الماضي إلى الكف عن تناول ملف مرض الرئيس قائلا '' كفوا عن التعاطي مع الشائعات المغرضة '' قبل أن يبدي تذمرا واضحا من أحد الصحفيين الذي طلب منه إطلاع الرأي العام على مضمون الملف الطبي للرئيس قائلا '' لماذا تسألون عن هذا الأمر، قلت لكم إن الرئيس ليس مريضا وسترونه قريبا '' في إشارة إلى جولته الى الشرق الجزائري