سقوط الإمبراطور!

فقد نجم الانتر البرازيلي الدولي ومهاجمه الخطير أدريانو بريقه وأصبح خارج حسابات الإنتر ومدربه روبرتو مانشيني على المستوى الأوروبي، حيث لم يتم إدراج اسمه ضمن قائمة اللاعبين الخمسة والعشرين الأوروبية التي بعث بها حامل لقب دوري الكالشيو الإيطالي إلى الاتحاد الأوروبي لكرة القدم لخوض مباريات الفريق في منافسات دوري الأبطال هذا الموسم· كما كان أدريانو أيضا خارج قائمة الانتر لمباراة السوبر أمام روما والتي شاهدها من المقصورة الرئيسية حيث كان يجلس إلى جوار مالك النادي ماسيمو موراتي في منظر محزن ودراما مأساوية لمشوار مهاجم من الوزن الثقيل في عنفوان شبابه، والذي أصبح الآن مهددا بأن يطويه النسيان ما لم يتدارك نفسه سريعا، بعد أن كان قد ملأ الدنيا وشغل الناس ووسائل الإعلام والصحافة الإيطالية والأوروبية والعالمية على حد سواء في السنوات الماضية، بأهدافه الصاروخية سواء مع بارما أو نادي الانتر أو فرقة السامبا البرازيلية التي لم يعد لاعبا أساسيا في صفوفها أيضا· ظروف صعبة وكان ادريانو قد تعرض لظروف صعبة وضغوط مكثفة الموسم الماضي حيث ابتلي بإصابة أبعدته طويلا عن الملاعب وبعد عودته لم يتمكن من استعادة فورمته بالكامل وصام عن التهديف لفترة طويلة مما أفقده مكانه في التشكيلة الأساسية للفريق وبات ملازما لمقاعد البدلاء خاصة بعد انتقال السويدي زالاتان ابراهيموفيتش من يوفنتوس إلى الانتر ليصبح المهاجم الأساسي إلى جانب هيرنان كريسبو وخوليو كروز· واضطر الانتر لإرسال أدريانو إلى مسقط رأسه ريو دي جانيرو في محاولة لمساعدته للابتعاد عن الضغوط النفسية والأجواء التي كان يعيش تحت وطأتها في جيوسيبي مياتزا واستعادة الثقة بنفسه مجددا، إلا أن الحال لم يتبدل وعاد أدريانو مرة أخرى للملاعب من دون أن يتمكن من استعادة خطورته المعهودة وأصبحت الأهداف تتطاير من تحت أقدامه التي أصابها الثقل والبطء في الحركة وعاد مجدداً للجلوس مطولاً في دكة البدلاء· وكانت عدة تقارير قد أشارت إلى أن ادريانو أضحى منغمسا في الآونة الأخيرة في السهرات الصاخبة وارتياد الملاهي الليلية والسهر حتى الصباح مما أثر على لياقته البدنية ومردوده في الملاعب مما دفع إدارة النادي للتحدث معه مراراً وتكراراً في هذا الصدد ولكن من دون جدوى· وبحسب موقع موسوعة ويكيبيديا الالكترونية كانت الحادثة الأولى في أكتوبر 2006 مما حدا بمدرب منتخب البرازيل الجديد دونجا لتوجيه تحذير شديد اللهجة له بضرورة تغيير طريقة سلوكه والتركيز على كرة القدم كما قام بإبعاده عن التشكيلة الأساسية للمنتخب· وكانت الحادثة الثانية في فبراير 2007 مما اضطر مدرب الانتر مانشيني لإقصائه عن مباراة الفريق المهمة أمام فالينسيا الأسباني في دوري الأبطال الأوروبي، وأيضاً المباراة الدورية أمام كاتانيا· ويبدو أن ادريانو في طريقه للسير على خطى عمالقة الكرة السابقين مثل الأيرلندي الشمالي جورج بيست نجم مانشستر يونايتد الشهير، والأرجنتيني دييجو مارادونا، والإنجليزي بول جاسكوين الذين خطفوا الأضواء ولكنهم لم يتمكنوا من السيطرة على شهواتهم فجرفهم التيار وفقدوا بريقهم وأصبحوا في طي النسيان بين عشية وضحاها· واللافت أن أدريانو أعرب عن رضاه التام واحترامه لقرار مانشيني بإبعاده عن دوري الأبطال ولم يتذمر أو يجأر بالشكوى بل قال في تصريحات صحفية إنه سعيد بالبقاء في الانتر، ونوه في لقاء مع صحيفة لاجازيتا ديلو سبورت الإيطالية ''إذا كان مانشيني لا يرغب في بقائي في الانتر لكان قد أعرب عن ذلك صراحة، ولكنه قال لي إن ذلك رأي افتراضي سيقوم بدراسته، ولذلك لم أفاجأ بإبعادي من التشكيلة الأوروبية، ولا أفكر حاليا سوى في التدريب، ولا أشعر بالقلق إزاء ذلك''· وفي معرض تعليقه على الأسباب التي حدت به لإبعاد أدريانو قال مانشيني ''من جانبي كان هناك دائما ثقة وإيمان به، حتى حينما كان يتم إبعاده عن التشكيلة من حين لآخر في الماضي، وإنني على قناعة تامة بأنه يمكنه العودة بالمستوى نفسه وقوة الأداء التي كان يتمتع بها، ولكن يتعين عليه بذل المزيد من الجهد من جانبه والأمر يتعلق به شخصياً، وسنبذل قصارى جهدنا لمساعدته في تجاوز هذه الأزمة العابرة والتعاون الثنائي يكون مثمراً وناجحاً دائماً''· دعم موراتي أما مالك النادي ماسيمو موراتي فقد أعرب في حديث لصحيفة لاجازيتا ديلو سبورت عن دعمه لأدريانو وأكد أن ادريانو سيلعب مع الفريق في مباريات الدوري الإيطالي ويمكنه القيام بدور مهم في مساعدة الفريق على الفوز بالاسكوديتو والمحافظة على لقبه للمرة الثالثة على التوالي· وأضاف ''لقد اضطررنا لاتخاذ قرار إبعاده عن تشكيلة الفريق لدوري الأبطال، ولكننا فعلنا ذلك على مضض ولا يعني ذلك بتاتا أي شعور بالاستياء نحوه''· ومضى إلى القول ''لقد ظهر بشكل جيد في التدريبات وبدأ يستعيد فورمته تدريجياً ويمكنني أن أؤكد أن مغامرته في الانتر لم تنته بعد، كما أن إبعاده لم يكن لسوء سلوك من جانبه بل لأنه وجد نفسه في حالة نفسية صعبة''· وكان انتقال مهاجم كالياري ديفيد سوازو إلى الانتر بمثابة القشة التي قصمت ظهر أدريانو ومؤشراً على قرب رحيله بعد أن تدنى ترتيبه في قائمة مهاجمي الانتر الأساسيين إلى المركز الخامس بعد زالاتان ابراهيموفيتش، وديفيد سوازو، وهيرنان كريسبو وخوليو كروز، إلا أنه رغما عن ذلك رفض عدة عروض لإعارته لعدد من الأندية الأوروبية في انتقالات الصيف، كما رفض أيضا عرضاً لشرائه من نادي ويستهام الإنجليزي مقابل 10 ملايين جنيه إسترليني وفضل البقاء في الانتر· وتشير الإرهاصات والتكهنات في الشارع الكروي الإيطالي إلى أنه من المرجح أن ينتقل إلى نادٍ آخر في يناير المقبل وربما لم يقم مانشيني بإدراجه في التشكيلة الأوروبية للانتر حتى يمكنه اللعب في المنافسات الأوروبية لهذا الموسم مع أي نادٍ قد ينتقل إليه في انتقالات يناير المقبل· السيرة الذاتية ولد أدريانو ليتي ربيرو المعروف اختصاراً بـ ''أدريانو'' وأيضاً بلقب ''الإمبراطور'' في 17 فبراير 1982 في ريو دي جانيرو بالبرازيل، وبدأ مشواره الكروي في فريق الشباب بنادي فلامنجو البرازيلي الشهير في عام ،1999 ولفت بأدائه القوي انتباه إدارة النادي التي قامت بتصعيده للفريق الأول في عام ،2000 وسرعان ما اختطفه نادي الانتر الإيطالي في عام 2001 ولعب كبديل في أول مباراة له مع الفريق وأحرز هدفا في مرمى ريال مدريد الأسباني· في عام 2002 تمت إعارته إلى فيورنتينا، انتقل بعدها إلى بارما في ملكية مشتركة مع الانتر حيث أمضى عامين خلال الفترة 2002/2004 تفجرت فيها مواهبه كمهاجم وهداف لا يشق له غبار وشكل ثنائيا خطيرا مع الروماني أدريان موتو وأحرز 22 هدفا في 36 مباراة· وفي عام 2004 عاد أدريانو إلى الانتر مجددا في صفقة لمدة 4 سنوات ونصف وأحرز 15 هدفا في 16 مباراة في موسم 2004/·2005 وخلال الفترة من 11 يوليو 2004 حتى 25 يونيو 2005 بلغ إجمالي أهدافه 40 هدفا في جميع المنافسات بما في ذلك مبارياته الدولية مع المنتخب البرازيلي· وأدى ذلك إلى توقيع عقد جديد بشروط محسنة مع الانتر حتى 30 يونيو ·2010 وشارك أدريانو مع منتخب السامبا في 36 مباراة دولية أحرز خلالها 25 هدفا واعتبر بمثابة خليفة لرونالدو· وأختير أدريانو أفضل لاعب في بطولة الفيفا لكأس القارات ونال جائزة الحذاء الذهبي حيث تصدر قائمة هدافي البطولة برصيد 5 أهداف، كما فاز بجائزة الكرة الذهبية كأفضل لاعب في البطولة· وقاد البرازيل للفوز بالبطولة بإحرازه هدفين في المباراة النهائية في مرمى الأرجنتين في تلك المباراة المثيرة التي انتهت بفوز فرقة السامبا بنتيجة 4/·1 وشارك أدريانو مع المنتخب البرازيلي في بطولة كأس العالم 2006 في ألمانيا وأفتتح حسابه في البطولة بإحراز أول أهداف المنتخب في مرمى أستراليا في المباراة التي انتهت بهدفين نظيفين للبرازيل· كما أحرز هدفا في مرمى غانا، إلا أنه رغما عن ذلك اعتبرت مشاركة أدريانو في تلك البطولة مخيبة للآمال حيث لم يصوب سوى خمس تسديدات فقط في المرمى طيلة المنافسة، كما أن أداء المنتخب البرازيلي ككل لم يكن مقنعا وخرج من الدور ربع النهائي للبطولة بعد خسارته بهدف أمام فرنسا· الألقاب والبطولات مع الإنتر: - بطولة الدوري الإيطالي مرتين على التوالي في موسم 2005/2006 و2006/·2007 - بطولة كأس إيطاليا في عامي 2005 و·2006 - بطولة كأس السوبر الإيطالية في عامي 2005 و·2006 مع منتخب البرازيل: - بطولة كوبا أميركا ·2004 - بطولة القارات ·2005 - بطولة العالم للناشئين تحت 17 سنة في عام ·1999 - بطولة أميركا الجنوبية للشباب ·2001 على المستوى الفردي: - صدارة هدافي بطولة كوبا أميركا ·2004 - جائزة الكرة الذهبية كأفضل لاعب في بطولة كأس القارات للعام ،2005 وأيضاً جائزة الحذاء الذهبي كهداف للبطولة·