بيتريوس: خفض القوات الأميركية ممكن في مارس

استبق قائد القوات الأميركية في العراق الجنرال ديفيد بيتريوس التقرير المنتظر أن يرفعه والسفير الأميركي لدى بغداد ريان كروكر الى الكونجرس الاسبوع المقبل بالتلميح امس الى أنه قد يوصي ببدء سحب القوات من العراق في مارس المقبل· في وقت أكد الرئيس الاميركي جورج بوش بدوره خلال مؤتمر صحفي في سيدني احتمال خفض القوات الاميركية لكنه أوضح أنه لم يتم بعد اتخاذ قرار نهائي بشأن مستويات القوات قائلا إن الجداول الزمنية أو التواريخ المصطنعة للانسحاب لا تروق له وإن ما يهمه هو تحقيق الهدف، لافتا الى أن توصيات بتريوس وكروكر ستكون حيوية في مساعدته على صياغة استراتيجيته المقبلة، ومشيرا الى أنه يرى علامات على حدوث تقدم في العراق على الصعيدين السياسي والعسكري· وقال بيتريوس في مقابلة مع محطة التلفزيون الاميركية ''اي بي سي'' إن تخفيض القوات في مارس المقبل ممكن، واضاف ''هناك حدود لما يمكن أن تقدمه قواتنا وتوصياتي سوف تأخذ بالاعتبار الجهد الذي طلب من القوات حتى وإن كانت ستكون غير محكومة بهذا الامر وأعتقد أن المسألة التي يفكر بها الجميع هي بالإجماع الحاجة الى استراتيجية طويلة الامد وتحديد مدى الالتزام''، واضاف إن الاسابيع الـ11 الماضية شهدت تراجع عدد الحوادث وعدد الهجمات ووصلت الى ادنى معدل لها في عام لكن الاصابات بين المدنيين مازالت مرتفعة للغاية، متوقعا أن تستمر العمليات ضد المتمردين في العراق تسعة او عشرة اعوام على الاقل· ورأى بوش من جانبه في المؤتمر الصحفي مع رئيس الوزراء الاسترالي جون هوارد أنه لمس تقدما في مجال الامن والوضع السياسي في العراق وأنه سيبقى الى جانب العراقيين بالرغم من الضغوط التي تمارس عليه لسحب القوات، واضاف ''مرة جديدة أكرر أن هناك الكثير من العمل يجب القيام به لكن المصالحة الوطنية تتحقق''، واضاف ''ما هو مهم برأيي من أجل أمن اميركا وأمن أستراليا هو أن نبقى الى جانب العراقيين وأن نساعدهم··هناك علامات أن العراق يتخذ خطوات نحو المصالحة السياسية على الرغم من تقييمات متشائمة عن سير الجهود الرامية الى جمع الفئات المتناحرة··من المهم البقاء هناك ومساندة الجهود لبناء الديمقراطية''· وقال بوش إن زيارته السريعة للعراق أظهرت للمحللين أنهم كانوا على خطأ لوصفهم فى العام الماضي محافظة الأنبار على أنها معقل لـ''القاعدة'' لأن رجال العشائر يعملون الآن مع القوات الاميركية لاقتلاع الارهاب، وأضاف ''إن المحافظة التي رأيتها لم تسقط في أيدي المتطرفين··إن المكان الذي زرته تغير تماما وجذريا لأن السكان المحليين نظروا إلى ما تقوم به القاعدة وقالوا لسنا مهتمين بالقتل أو التدمير''· أما هوارد فجدد ايضا دعمه للرئيس بوش في العراق قائلا إن أستراليا ستبقي قواتها هناك ولن تخضعها لأي جدول زمني بل للشروط على الارض، موضحا أن الوقت ليس مناسبا للبدء بتقديم اقتراحات حول سحبها، وأضاف ''القوات الاسترالية لن تخفض او تسحب إلا إذا اقتنعنا بأنه لا يمكن لهذه القوات أن تقدم على نحو مفيد مساهمة اخرى من أجل ضمان أن يتمكن العراقيون من الاهتمام بشؤونهم بأنفسهم''· وكان تقرير لهيئة رقابية تابعة للكونجرس اشار من جانبه الى أن العراق فشل في تنفيذ 11 من 18 هدفا سياسيا وعسكريا حددهم الكونجرس في مايو من بينها تمرير قانون بخصوص تقسيم عائدات النفط بين المناطق· وقال بوش إنه يود أن تمرر حكومة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي قانون النفط ولكنه أثنى عليها لاتخاذها خطوات أخرى مثل وضع منهج لضبط الميزانية·