الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

خروج من بيت العزلة

13 فبراير 2014 23:15
من شاهد منبهراً نادي ليفربول يصمم لوحات كروية جميلة أمام أرسنال ويعلق في سماء «الأنفيلد» ثريات ساحرة، ومن قال إن الذي يفعله «الريدز» هذا الموسم بالذات في الدوري الإنجليزي الممتاز يذكر بالأزمنة البعيدة التي صاغ فيها ليفربول ملاحم كروية خلدت اسمه في سجلات كرة القدم الأوروبية، بل مثلته كواحد من الشلالات التي رمت كرة القدم العالمية برذاذ تكتيكي ساحر. من يجزم على أن ليفربول يستطيع اليوم تحديداً أن يكون كما كان منذ زمن عنصراً موجهاً ومتحكماً في الصراع على اللقب الأغلى في إنجلترا، لا يمكنه بحسب رأيي أن يتوه في التعريف بأصل هذه الثورة وهذا الخروج من بيت العزلة، فهناك شخص وراء هذا الانبعاث الجميل، إنه الإيرلندي الشمالي بروندان رودجيرز الموصوف كأكبر فلتات زمانه، والذي قدم قبل موسمين إلى ليفربول حاملاً لمشروع فني ومحتمياً بضمانات موثقة في سجلات الثقة مع ملاك ليفربول. مشروع محترم لخصوصيات الإرث الكبير لهذا النادي العريق، ومشروع في تطابقه مع روح العصر لا يفرط بتاتا في هوية «الريدز»، فقد بدأ الرجل تحضير الوصفة منذ الموسم الماضي، وهو اليوم ينجح تدريجياً في حصد ثمرات عمله. قد لا يكون الهدف القريب هو الفوز بلقب غابت شمسه عن ليفربول منذ 24 سنة، ولكن المؤمل أن الوصفة ترسل بأول نسائمها باحتلال الفريق لمرتبة تسمح له بالحضور الموسم القادم في دوري أبطال أوروبا، على أن يكون الرهان القادم هو القبض مجدداً على لقب «البريميرليج». ومن يأسره دوري الليجا الإسباني بروائعه واحتضانه دوماً للأساطير في وجود الكونيين الريال والبارسا، لا بد أنه افتتن بما يمنحه نادي أتلتيكو مدريد من رحيق الحياة للإثارة عندما انتزع لنفسه إلى حدود الجولة الثالثة والعشرين دور البطولة في ملحمة الليجا، بطولة ظلت لمواسم محتكرة لغاية الملل من العملاقين والغريمين الأبديين، وبالقطع ما كان ممكنا أن يكسر الروخي بلانكوس هذه الرتابة في مداورة التتويج بلقب الليجا، لو لم يكن هناك مدرب بشخصية وجرأة ونهم دييجو سيميوني، الذي صمم لفريق يسير بعشر ميزانية الكبيرين جلبابا فنيا حجم كل الفوارق، ليقدمه بصورة الفريق القادر على ربح النزالات التكتيكية الضارية، وما كان ممكناً لسيميوني أن يصمم هذا الجلباب بشكل يقترب من الإعجاز لو لم يكن قد حصل على الورقة البيضاء من إدارة الأتلتيكو التي أعطته المساحة الزمنية وكل ضمانات العمل العميق لينجز هذا الذي ينعت بإسبانيا بالأسطورة الصغيرة. هناك في إيطاليا تعيش روما مع الحالم رودي جارسيا نفس الشيء، وفي بطولات أوروبية أخرى تستنسخ ذات المعجزات الكروية الصغيرة، والمشترك الكبير بين كل هذه التجارب أن هناك توحداً حول مشروع ورؤية، توحد على الصبر وعلى الإيمان بالعمل، توحد يخلق التعبئة لتحقيق النجاح. drissi44@yahoo.fr
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©