الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

أمبرتو إيكو يبحث عن آليات الكتابة في حاشية على اسم الوردة

أمبرتو إيكو يبحث عن آليات الكتابة في حاشية على اسم الوردة
5 سبتمبر 2007 23:40
بعد النجاح الخارق الذي حققته رواية ''اسم الوردة'' لكاتبها الإيطالي الشهير أمبرتو إيكو يطل علينا هذا الأخير بكتاب صغير أصدره في طبعة فرنسية قبل نشرها في الطبعة الأصلية، أي باللغة الإيطالية· نشر إيكو في هذا الكتاب مجموعة من الملاحظات التي تتعلق كلها بروايته ذائعة الصيت ''اسم الوردة''· التكوين والخلق نقرأ في هذا الكتاب الذي نقله إلى ''العربية'' الناقد والمترجم والسيميائي المغربي الدكتور سعيد بنكراد مجموعة من الملاحظات الخاصة بـ''سيرورة التأليف والخلق'' التي رافقت عملية كتابة هذه الرواية الخالدة· إن مؤلف ''اسم الوردة'' - يقول المترجم - لا يؤول ولا يشرح ولا يفسر ويكتفي، على امتداد تسعين صفحة، بـ''سرد السيرورة'' أي تقديم تأمل خاص في بناء الرواية: من أين جاءت فكرة الرواية، وكيف تطورت وتشعبت واستقامت كوناً عظيماً يعج بالكائنات والأحداث والإحالات الثقافية المتنوعة الموغلة في الرمزية أحياناً والمنغرسة في تربة واقع تاريخي بعينه أحياناً أخرى· إنه يقوم من خلال هذا السرد، بمحاولة لرصد السيرورة من زاوية التكوين والخلق، مستبعداً في الآن نفسه كل ما يتعلق بالتلقي، فذاك شأن آخر· مفتتح الكتاب يقول إيكو في مفتتح كتابه: توصلت، بعد كتابتي لروايتي ''اسم الوردة''، إلى عدد هائل من الرسائل كانت في مجملها تحمل تساؤلات حول دلالة البيت الشعري المكتوب باللغة اللاتينية الذي تختتم به الرواية، وعن كيفية انبثاق العنوان عنه؟ وكنت أرد دائماً أن الأمر يتعلق ببيت شعري مأخوذ من كتاب لبرنار دو موراليكس ''حول أشياء الحياة الهشة''، ودو موراليكس هذا راهب من القرن الثاني عشر الميلادي قام بنسج أبيات انطلاقاً من موضوع ''التحسر على الذين غابوا''، ومنها اشتقت فيما بعد: ''ولكن أين ذهبت ثلوج الزمن الماضي'' لفيلان· وقد أضاف بهذا العمل إلى الموضوعات المعروفة مثل ''عظماء من السلف''، ''المدن العتيقة''، ''الأميرات الجميلات''، ''العدم حيث يندثر كل شيء''، الفكرة القائلة إنه إذا كانت آيلة إلى الزوال، فإننا نحتفظ منها بأسماء خالصة· الميتافيزيقا البوليسية قضى إيكو ثلاثة أشهر في البحث عن متاهة مناسبة لروايته، وهو إذ يقول: لقد شكلت لدي المتاهة أيضاً مغامرة جميلة·· فكل المتاهات التي كنت أعرفها، تلك التي قدم عنها سانتار كاغيلي وصفاً رائعاً، كانت مفتوحة على السماء· فهي قد تكون معقدة ومملوءة بالتلافيف، لكنها لا تفي بالغرض، فأنا كنت في حاجة إلى متاهة مغلقة (هل هناك خزانة بسقف مفتوح ؟)، وإذا كانت هذه المتاهة معقدة ومملوءة بالممرات والغرف الداخلية، فإن التهوئة ستكون غير كافية، والحال اني كنت في حاجة إلى تهوئة لإشعال الحريق (ان تلتهم النيران المبنى فهذا كنت أعيه جيداً، وذلك لأسباب كوسمولوجية - تاريخية، ففي القرون الوسطى كانت الكاتدرائيات والأديرة تلتهمها النيران كالهشيم، فتصور قصة قروسطية من دون حريق كتصور فيلم حربي في المحيط الهادي دون تصور طائرة تحترق وتهوي إلى البحر)· ولهذا اشتغلت لمدة ثلاثة أشهر في بناء متاهة مناسبة، وأضفت بعد ذلك بعض الكوى، فمن دونها سيظل الهواء غير كاف· ومن بين الملاحظات التي جمعها إيكو في هذا الكتاب الجميل نقرأ: حكاية السيرورة، القرون الوسطى بكل تأكيد، القناع، الرواية بصفتها واقعة كوسمولوجية، من يتكلم، التعريض، النفس، بناء القارئ، الميتافيزيقا البوليسية، ما بعد الحداثة والسخرية والمحبب، الرواية التاريخية·
المصدر: المغرب
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©