قلق إسباني من فسخ سوناطراك التعاقد مع شركتي غاز

أعربت الحكومة الإسبانية عن بالغ ''القلق والاستياء'' إزاء قرار الشركة الجزائرية الوطنية للمحروقات (سوناطراك) بفسخ تعاقدها مع شركتي ريبسول وجاز ناتورال الإسبانيتين لإتمام مشروع استخراج الغاز الطبيعي بمنطقة قاسي طويل (شرق الجزائر) والذي فازتا به عام 2004 في مناقصة دولية· وتسبب القرار في هبوط أسهم جاز ناتورال بنسبة 2,02% وترجع انخفاضت أسهم ريبسول بنسبة 0,48% في تداولات البورصة يوم الثلاثاء· وكانت المجموعة الإسبانية ريبسول وشريكتها جاز ناتورال قد فازتا في 17 نوفمبر 2004 بمشروع التنقيب وإنتاج وتسويق الغاز الطبيعي المسال في منطقة قاسي طويل شرق الجزائر، بقيمة استثمارات 3,5 مليار دولار· وكان من المقرر أن يمتد المشروع 30 عاماً، على أن يتضمن إقامة مصنع لتسييل الغاز الطبيعي بطاقة إنتاجية 5,200 مليون قدم مكعبة· وكانت السلطات الجزائرية قد شكت في الفترة الأخيرة من ''تأخر'' تنفيذ المشروع من جانب ريبسول وجاز ناتورال، مهددة بتوقيع غرامات· وفي فبراير الماضي قررت الشركات الثلاث إقامة مجموعة عمل مشتركة تضم خبراء من إسبانيا والجزائر، بغية إتمام المشروع· وقال وزير الصناعة الإسباني جوان كلوس خلال تصريحات من بكين حيث يتواجد في زيارة رسمية، ''سنبذل أقصى ما يمكننا، بما يسمح لنا بالدفاع قانونياً عن المصالح الوطنية''· وأعرب عن أمله في أن تتم تسوية الخلاف عن طريق الحوار وبما لا يعود بالضرر في الوقت نفسه على ريبسول وجاز ناتورال· وأشار المسؤول الإسباني إلى أنه سيعتمد على مدى قوة العلاقة الاستراتيجية بين مدريد والجزائر، لاسيما وأن الأخيرة هي المورد الرئيسي للغاز الطبيعي في إسبانيا· وأكد أنه لا يريد القول إن الخلاف قد تنجم عنه مشاكل سياسية، على غرار ما حدث بين دول أخرى مثل مشكلة روسيا وبيلاروس (روسيا البيضاء) حول صادرات الغاز، وهو الأمر الذي أشار إليه وزير الخارجية ميجيل أنخيل موراتينوس حيث قال إن القضية لا تتعدى خلافاً بين شركات وأن الحكومة الإسبانية ستعمل كل ما بوسعها لإنهاء الأمر· وحول ما إذا كان القرار قد يكون سببه هو التقارب الذي أبدته إسبانيا مؤخراً إلى المغرب، أكد وزير الصناعة الإسباني أنه ''لا داعي للحديث عن أمور ليست حقيقية· العلاقات بين مدريد والجزائر ممتازة على كافة الأصعدة، بما فيها الجانب الاقتصادي ومجال الطاقة''· وتلتزم السلطات الجزائرية الصمت حيال الأمر، حيث لم يصدر وزير الطاقة أي تصريحات حتى الآن· ومن جانبه أبدى المفوض الأوروبي للطاقة أندريس بيبالجس اهتمامه بالموضوع، حيث أجرى اتصالاً مع الجانب الإسباني وشركتي ريبسول وجاز ناتورال· لكنه أكد أن الأمر اقتصادي في المقام الأول ويتعلق بالشركات الثلاث وأن المفوضية ستلتزم موقفاً محايداً· ويرى محللون اقتصاديون أن ريبسول وجاز ناتورال ستحاولان التوصل إلى اتفاق مع سوناطراك بدلاً من انتظار إجراءات التحكيم والتي قد تمتد لأكثر من عام· كما أشار المحللون إلى أن الشركة الجزائرية ستلجأ إلى إعادة النظر في مشروع قاسي طويل للوصول إلى شروط أفضل، لأن الجانب الجزائري يعلم أيضاً أن قرارات التحكيم الدولية تستغرق وقتاً ليس بالقليل·