الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

خبير أميركي: 77 % من ثروة العالم تكمن في تطور التعليم

خبير أميركي: 77 % من ثروة العالم تكمن في تطور التعليم
5 سبتمبر 2007 02:27
أكد البروفيسور جون ستراسبيرجر خبير التعليم العالي ورئيس إحدى جامعات بنسلفانيا في الولايات المتحدة الأميركية على أن التعليم العالي يواجه تحديات تقنية وأكاديمية كبيرة في القرن الحادي والعشرين، في مقدمتها محاولة بعض المدارس الفكرية في التعليم العالي تغييب ما يعرف بالتعليم العام أو التغاضي عن دوره كأحد الركائز الأساسية في بناء شخصية الطالب داخل الجامعة وخارجها وإعداده للتفاعل الايجابي مع المجتمع، مشيرا إلى أن 77% من ثروة العالم تكمن في تطور التعليم· وأشار البروفيسور ستراسبيرجر في محاضرته الأكاديمية التي قدمها في اللقاء الاستراتيجي لكليات التقنية العليا بعنوان ''التعليم هو الثروة'' بحضور معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، رئيس كليات التقنية العليا والدكتور طيب كمالي، مدير كليات التقنية العليا ومدراء الكليات الى أن ما حققته كليات التقنية العليا من منجزات أكاديمية خلال العشرين سنة الماضية يترجم حكمة المغفور له بإذن الله الشيخ زايد ''طيب الله ثراه'' مؤسس الدولة ورائد التعليم العالي بها، ويؤكد استشراف فقيد الأمة للمستقبل الذي سيكون عليه العالم عندنا· أسس هذه الكليات قبل عشرين عاماً بحيث تكون مركزاً للإشعاع الفكري والحضاري على مستوى العالم· وأوضح الدكتور ستراسبيرجر إلى أن البنك الدولى أجرى دراسة تحليلية عالمية حول مستقبل الاقتصاد العالمي بعنوان: ''أين تكمن ثروة الأمم؟ قياس رأس المال للقرن الواحد والعشرين· ''واستنتج فريق من الاقتصاديين تحت إدارة كيرك هاملتن عام 2006 أن الثروة الملموسة، سواء كانت النفط أو النحاس، أو المصانع والسفن، هي عبارة عن أشياء تستطيع أن ترميها على قدميك، حيث تشكل هذه الثروة 23% فقط من ثروة العالم· ويؤكد البنك الدولى أن 77% من الدخل العالمي الذي يجلب الثروة هو غير ملموس· ويقول التقرير إن الثروة غير الملموسة الرئيسة تتمثل في التعليم والقانون· وكما قال رجل الاقتصاد ليستر ثورو من معهد ماساتشوسيتس للتكنولوجيا في الملتقى الذي عقده المعهد في الدولة في شهر يونيو الماضي، فإن الحاجة الملحة اليوم هي التركيز على ثورة المعرفة وليس على الموارد الطبيعية· باختصار، إن التعليم في غاية الأهمية· لكن السؤال هو: أي نوع من التعليم؟ لا شك ان التكنولوجيا مهمة جداً· لكننا نرى أن الطلبة الدارسين في برامج الهندسة والكيمياء الحياتية وعلوم الكمبيوتر في معهد ماساتشوسيتس للتكنولوجيا، وهو أشهر معهد للتكنولوجيا في الولايات المتحدة الأميركية، يدرسون مساقات ثمانية إلزامية في الآداب والفنون والعلوم الاجتماعية· لماذا يُفترض في طلبة التكنولوجيا دراسة مساقات غير فنية؟ لأن دليل المعهد يقول: ''إن تحديات اليوم عالمية ومتعددة الثقافات والحقول''· وفي القرن الواحد والعشرين، على الجميع فهم الثقافات المختلفة· فاليابانيون مثلاً يختلفون عن الأميركيين في عملية الإنتاج والصناعة، حيث إن المصانع اليابانية تركز على الاحترام المتبادل بين العاملين والإدارة إلى حد كبير· ويحاول صانعو السيارات في الولايات المتحدة الأميركية حالياً اتباع النهج الياباني· ومثال آخر على ذلك: قال البروفيسور في جامعة كولومبيا، إدوارد سعيد، الفلسطيني الأصل، منذ ثلاثين عاماً، إن إساءة فهم الغرب للثقافة العربية قد أثرت سلباً على الغرب وعلى الشرق الأوسط عبر الأجيال وحتى يومنا هذا، وإذا كان النجاح المادي وجمع الثروات والمال هو محور عملية التعليم، فلا بد أن تبوء محاولاتنا بالفشل وتكون العواقب وخيمة· فمن واجبنا كمربين أن تختبر هذه الحقائق والافتراضات ونحث طلبتنا لإجراء اختباراتهم الخاصة أيضاً· المصلحة الذاتية وأضاف: في الولايات المتحدة الأميركية والعالم يُقبل معظم الطلبة على دراسة الاختصاصات التي تضمن لهم أفضل الوظائف في مجالات الطب أوالمحاماة أوالهندسة أو الأبحاث العلمية، إلخ· لذا فإننا نواجه التحديات التي تفرض علينا أن نحث الطلبة للتفكير بقضايا هامة غير الرخاء المادي الشخصي والمصلحة الذاتية، كما أنه يمكننا أن نبدأ بتوجيه الطلبة لتجاوز التفكير في المصلحة الذاتية فقط عن طريق إعداد قائمة بالكتب التي يتوجب على الطلبة قراءتها· وأود أن أقترح اتباع نهج جامعة شيكاغو التي يعمل لديها عدد من الحاصلين على جائزة نوبل، كما حصل عدد من خريجيها على جائزة نوبل· إن هذه الجامعة تشتهر ببرنامج التعليم العام المتميز· إن هدفنا هو حث الطلبة لممارسة مهارات الكتابة مراراً وتكراراً· فالكتابة هي التفكير، ومثال آخر على أهمية الكتابة والتعليم العام هو طريقة التعليم في كلية أورسينوس المعروفة ببرامج العلوم والطب يُطلب إلى طلبة السنة الدراسية الأولى قراءة كتاب ''جيلجاميش''· وتكمن أهمية هذا العمل الأدبي العظيم، وهو أقدم عمل في العالم، في قيام الشخصية الرئيسة بمواجهة قضية عدم خلوده، وفي اكتشاف روعة الصداقة والنتائج الجيدة للرعاية والود بين البشر· إنها قصة تدعو الطلبة إلى التفكير العميق· منذ أقل من أسبوع انقسم الطلبة في فصل دراسي في كلية أورسينوس، وعددهم ،475 إلى 16 مجموعة لمناقشة القصة· وقال: من السهل أن نشجع طلبتنا على التحدث والتعبير عن آرائهم، لكن علينا تشجيعهم على القراءة والتأمل والرجوع إلى العبارات المستخدمة في الكتب لدعم آرائهم· لذا، فمن الضروري النظر في الحوارات، لا سيما في كتاب بليتو الذي يبحث عن الحقيقة عبر الحوار ويدعو الناس إلى التأمل، كما أن التركيز على التعليم العام في الولايات المتحدة الأميركية في الكليات المعروفة مثل معهد ماساتشوسيتس للتكنولوجيا، أو جامعة شيكاغو، أوكلية أورسينوس يعود لفشل المجتمع بعد رواج مبدأ تفكير كل فرد من أفراد المجتمع الأميركي بمصلحته الشخصية والجشع السائد· فالأميركيون يدركون الآن أنه لا بد من خلق عالم أفضل لأولادنا وأحفادنا يعتمد على فهم الثقافات الأخرى ووجهات النظر المخالفة· إنعالم اليوم لا يواجه مشاكل تقنية، إنما نواجه التحدي الأكبر المتمثل في فقدان الإحساس بالمسؤولية· يجب أن نعمل على تفعيل دور ضمائرنا، وندعو إلى اتحاد الضمير والعقل· فلنخلق عالما أفضل ونعتنق المثل العليا لما فيه مصلحة المجتمع والأمة·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©