الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

الميدان يا حميدان تقدم مشاحنات كرة القدم على الخشبة

الميدان يا حميدان تقدم مشاحنات كرة القدم على الخشبة
23 مارس 2008 02:36
تواصلت عروض أيام الشارقة المسرحية مساء أمس الأول بعرض مسرحية ''الميدان يا حميدان'' لفرقة مسرح دبي الأهلي وهي من تأليف وإخراج جمال مطر· حينما يطرح اسم الفنان جمال مطر يقترن حضوره بحضور الفن الجاد والملتزم، كما عرف عن مسرحه هذا الأمر، ولكن فجأة قرر جمال أن ينقل مباراة رياضية لكرة القدم إلى خشبة المسرح، وأن ينقل معها كل المشاحنات والتشجيعات التي تثار على أرض الملعب بما في ذلك ردود أفعال اللاعبين والحكم، حيث بدت الفكرة جديرة بالاهتمام؛ وفي كراس العمل يقول المخرج والمؤلف جمال مطــر: '' مسرحية تروج للفوز المستحق وتعول على الإنسان صانع المعجزات أن يمتلك قوة الإرادة والصبر والمعرفة وهي تجربة جديدة في المسرح العربي أتمنى أن تنال رضاكم '' · المسرح بطبيعة الحال أضيق من أن يتسع لفريقين يلعبان كرة القدم لذا اختصر الفريقان إلى عدد أقل من الفريق الواحد لذا تحولت المباراة إلى عرض رمزي لكرة القدم، ولمّا حضرت الكرة كان يجب أن يحضر معها مشجعون كان من المجدي حقا لو تركزت مفاصل الصراع بدءا من المشجعين الموجودين بين الجمهور، ولكن يبدو أن المخرج كان مهتما بنقل تفاصيل اللعبة كاملة، وهنا وقع العمل في مطب الاستعراض، والدخول في تفاصيل المسرح التجاري المبني على التهريج والكوميديا الخفيفة، ولا شك بأن كل شخصية تستطيع أن تقول ما لديها وأن تسرد حكايات كثيرة فيها خفة ظل واضحة، ولكن أين دور المخرج من كل ما حدث وما يحدث على خشبة المسرح ··؟ أين قدرته في الإمساك بمفاتيح العمل وقيادته له نحو بر الأمان ··؟ تبين لنا أن الشخصيات تمضي في حيز الارتجال دون ناظم ويبدو أن استمراء لعبة الكوميديا قد قادها لخلق جو خاص بها بهدف إثارة الجمهور وإضحاكه، لا ننفي عن الممثلين مثل عبد الله الشحي وحسن يوسف وعبد الله الجفالي وموسى البقيشي أو الممثل غانم ناصر الذي قام بدور الحكم، لا ننكر أنهم بارعون في إثارة الضحك وتحقيق حالة من الكوميديا لكن ضبطهم على خشبة المسرح كان لمصلحتهم أولا ولمصلحة العرض ثانيا· أيضاً فإن حالة الحب التي أثارها المخرج بين نورا والمدرب الثاني لم تحقق توازنا للعرض، ولم تستطع أن تضيف ركيزة إلى بناء العرض المسرحي، بل حمّلت العرض عبئا إضافيا وكانت حملا ثقيلا عليه، وتحديدا الممثلة ''بدور'' التي لم تكن قادرة على أداء هذا الدور، وتميز أداؤها بالخجل· لا نخفي إعجابنا بجرأة المؤلف المخرج، ولا نخفي ذهولنا أمام هذا الجمهور الكروي الذي استثاره العرض وصفق عند كل هدف، ظنا منه أنه أمام مباراة حقيقية، لكننا أيضا لن نستطيع أن نقنع أنفسنا أننا كنا أمام عرض مسرحي حقيقي· ويبقى أخيرا اسم الفنان جمال مطر أهم من أن يحمل مثل هذا العرض توقيعه مع الاحترام الكامل لأهمية الفكرة وجنونها في سماء المسرح ولكن التجارب تقاس بالنتائج··! وفي سياق المسرحية وما تلاها بدا بعد العرض أن واحدة من مشكلات أيام الشارقة المسرحية هي الندوات النقدية التي تثار غالبا بعد العروض المسرحية، لأن فيها مصادرة للآراء وزعامات يترأسها أشخاص متمرسون بفن الكلام، حيث فوجئ الحضور بالفنان الدكتور محمد يوسف وهو يشكر المخرج والمؤلف جمال مطر على ''هذا العرض الرائع'' الذي قدمه جمال بإحساس عال، وعبر عن متعته الشخصية بمشاهدة هذا العرض· و يبدو أن الدكتور محمد يوسف لم يشاهد الوجوم والغضب على وجوه أعضاء لجنة التحكيم وهم يغادرون الصالة فور انتهاء العرض·
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©