الصين تتعهد بسحق القوى المطالبة باستقلال التبت

تعهدت الصين أمس بمواصلة عمليات القمع في التبت ''لسحق القوى المطالبة بالاستقلال''، متجاهلةً الدعوات للحوار مع الدالاي لاما، بعدما أعلنت ارتفاع حصيلة أعمال الشغب التي اندلعت في لاسا عاصمة التبت إلى 19 قتيلاً في أسبوع بينهم 18 مدنياً· وأكدت بكين أنها لن تخفف الضغوط على هذه المنطقة التي تتمتع بحكم ذاتي واسع، فيما دعت وسائل الإعلام الصينية الكبرى أمس إلى ''سحق القوى المعترضة والمطالبة باستقلال التبت بقوة''، محذرةً من امتداد الاضطرابات إلى إقليم سنكيانج الشمالي الغربي· وحملت السلطات الصينية مجدداً الدالاي لاما مسؤولية اندلاع هذه الاضطرابات، ودعا ثلاثون مثقفاً ومعارضاً صينياً حكومة بكين إلى بدء حوار مباشر مع الدالاي لاما والسماح لمحققين من الأمم المتحدة بدخول إقليم التبت· وذكرت وكالة أنباء الصين الجديدة ''شينخوا'' الرسمية أن 19 شخصاً مدنياً وشرطياً قتلوا في أعمال شغب بمدينة لاسا الأسبوع الماضي، وقضى المدنيون الـ18 حرقاً حتى الموت· وذكرت الوكالة أن 382 شخصاً في المجمل أصيبوا بجروح بينهم 58 في حالة خطيرة، وأحرق مشعلو حرائق 908 متاجر في لاسا و84 سيارة وسبع مدارس و120 منزلاً· ويقول مواطنون من التبت في المنفى: إن زهاء مائة قتلوا في الاحتجاجات التي امتدت إلى مناطق عرقية مجاورة يعيش فيها أهالي التبت، فيما قدرت شينخوا الضرر الذي لحق بالممتلكات بنحو 245 مليون يوان ''35 مليون دولار''· وقد أخضعت السلطات الصينية الكاتبة التبتية تسيرنج ووسر وزوجها وانج ليشيونج للإقامة الجبرية في بكين منذ اندلاع الاحتجاجات المناهضة للصين في التبت· ودعت صحيفة الشعب الناطقة باسم الحزب الشيوعي الصيني، الصين ''إلى ضرورة قمع التآمر الهادف إلى التخريب بحزم، وسحق قوات الاستقلال التبتية''· وشددت على أن ''1,3 مليار صيني بمن فيهم الشعب التبتي لن يدعوا أي شخص أو أي قوة تنسف استقرار المنطقة''· وأضافت أن ''لتحقيق هذا الهدف، يجب أن تقمع الصين بحزم وتدين بشدة حفنة من المجرمين المخالفين للقانون''· من جانبها، حذّرت وسائل الإعلام الرسمية في إقليم سنكيانج الشمالي الغربي من اندلاع الاضطرابات هناك بإيعاز من الاحتجاجات في التبت· وجاء في تعليق على موقع سنكيانج الإخباري الرسمي على الإنترنت: ''سواء أكان استقلال التبت أو استقلال سنكيانج أو استقلال تايوان، فإن هدفهم دائماً واحد، إشاعة الفوضى وتقسيم الوطن الأم''· في غضون ذلك، تمكن نحو خمسين من التبتيين المقيمين في المنفى من دخول سفارة الصين في نيودلهي قبل أن تعترضهم الشرطة· وقالت الشرطة الهندية: إن نحو خمسين شخصاً يلفون أجسادهم بأعلام التبت الصفراء والحمراء والزرقاء، تسللوا عبر الطوق الأمني وسارعوا إلى جدار مبنى السفارة في الحي الدبلوماسي في شاناكيابوري، ونجح نحو 15 متظاهراً في تسلق السياج ودخول المجمع الفسيح وهم يهتفون ''التبت حر''· على صعيد متصل، دعا وزير الخارجية الألماني فرانك -فالتر شتاينماير في مقابلة صحفية أمس السلطات الصينية إلى التحلي بالشفافية حول الوضع في التبت· وقال لصحيفة بيلت: ''إن الحكومة تقول صراحة للصينيين تحلوا بالشفافية، نريد أن نعرف بالضبط ما حصل في التبت''، مضيفاً: ''ان الصين تسيء إلى سمعتها إذا منعت المراقبين الأجانب من تكوين صورة عن الوضع''· كما دعت فرنسا الصين إلى الإسراع في إعادة فتح التبت للحضور الأجنبي لاسيما الصحفيين ليتمكنوا من الحصول على المعلومات كافة المتعلقة بالأحداث الأخيرة·