أوباما يطالب بمشاركة الكونجرس في تحقيقات فضيحة الجوازات

طالب باراك اوباما المترشح الديمقراطي في السباق إلى البيت الابيض أمس بتحقيق ''معمق'' بالتعاون مع الكونجرس في قضية اطلاع موظفين في الخارجية الأميركية على ملفات جوازات السفر الخاصة به وكل من سيناتور نيويورك هيلاري كلينتون والمرشح الجمهوري جون ماكين· في الوقت الذي أظهر فيه استطلاع للرأي تراجع نسبة تأييد الأميركيين لتولي اوباما ذي الأصل الأفريقي رئاسة الولايات المتحدة، وقدرته على ''لم الشمل'' وجمع البلاد· وقال اوباما ''تحدثت بهذه القضية مع وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس· لقد اتصلت بي لتعتذر وأنا أقدر لها ذلك لكنني قلت لها إن هذه القضية يجب ان تكون موضع تحقيق سريع وشفاف''· وأضاف ''عندما يتم الاطلاع على بيانات شخصية ليس لمرة واحدة بل لعدة مرات فهذه ليست مشكلة تتعلق بي فقط بل بالطريقة التي تعمل بها إدارتنا''· وقال سيناتور إيلينوي ''يجب ان نستوضح الأمر ليس بسبب قلق شخصي يعتريني بل لانه يجب وضع مبادئ واضحة ليعرف الناس انه عندما يودعون إدارتهم بيانات شخصية لن يتم استخدامها بطريقة خاطئة''· وأضاف ''أتوقع تحقيقاً كاملاً ومعمقاً· واعتبر انه يجب أن يجري بالاشتراك مع اللجان البرلمانية المختصة حتى لا يبقى الامر قضية داخلية''· وقالت هيلاري كلينتون انها ستتابع عن ''كثب تحقيق وزارة الخارجية''· وطالب المرشح الجمهوري جون ماكين الذي يزور باريس بـ ''تحقيق معمق'' و بـ ''اعتذارات'' قبل ان يعرف انه معني ايضا بهذه القضية· من ناحية أخرى، تجاوب الرأي العام الاميركي مع الخطاب حول العنصرية الذي ألقاه أوباما الثلاثاء الماضي إثر الجدل الذي أثاره مرشده الروحي السابق القس جيريميا رايت، وفق ما أظهر استطلاع للرأي عرضت نتائجه محطة ''سي بي اس'' التلفزيونية· واعتبر أكثر من ثلثي الأميركيين ''69%'' أن أوباما الذي أخذ علما بـ ''العقدة العرقية'' في الولايات المتحدة وبـ ''غضب'' السود كما بـ ''نقمة'' البيض احسن الكلام عن العلاقات بين السود والبيض· ورأى 71% من الأميركيين ان اوباما أوضح بشكل جيد علاقاته مع القس رايت الذي زوجه وعمد ابنتيه· وعكس استطلاع الرأي الضرر الناتج عن الجدل الذي احتدم مع بث الشبكات التلفزيونية بشكل متواصل مقتطفات من عظات ألقاها القس وهتف فيها ''لعنة الله على أميركا'' معتبرا ان ''الارهاب'' الاميركي مسؤول عن اعتداءات 11 سبتمبر· فبعدما كان ثلثا الاميركيين ''67%'' يعتبرون الشهر الماضي أن اوباما قادر على جمع البلاد في حال انتخابه رئيسا، انخفضت هذه النسبة الى غالبية ضئيلة لا تتعدى 52%· وكان اوباما سارع الى التنديد بتصريحات رايت التي وصفها بأنها ''نارية'' و''تحمل على الشقاق''، غير أنه عاد وأوضح انه لا يسعه ''التنكر للقس رايت بقدر ما لا يسعه التنكر لمجموعة السود''· من ناحية أخرى، وبعد ثمانية اعوام من الانتخابات الرئاسية الأميركية في 2000 والتي شابت نتائجها استحالة فرز عدد من الاصوات، يتساءل الناخبون الاميركيون حول فاعلية الماكينات الالكترونية التي كان يفترض بها حل هذه المشكلة· وتشكك سلطات قضائية عدة في دور هذه الماكينات التي تتيح التصويت في شكل الكتروني معتمدة على اللمس· وكان يفترض بتلك الآلات أن تتفادى الخطأ الذي وقع العام 2000 في ولاية فلوريدا حين عجز النظام الالكتروني عن قراءة قسم من اوراق الاقتراع التي كانت على شكل بطاقات مثقوبة· لكن مزيدا من المنظمات التي تضم خبراء معلوماتية، تدعو الى الاستغناء عن النظام الالكتروني، محذرة من الاخطاء التي قد يرتكبها وامكان التلاعب به سواء على صعيد الاجهزة او البرامج· وتفيد دراسة انجزها جون ماكورمالي من جامعة ايوا ان 80% من الاميركيين يدلون بأصواتهم عبر أنظمة الكترونية، منهم 38 % يستخدمون ماكينات تصويت مزودة بنظام تسجيل الكتروني مباشر· ويوضح خبير المعلوماتية الن ديشيرت الذي يدير حركة ''اوبن فوتينج كونسورسيوم'' ان الانظمة التي تعمل على اللمس معرضة غالبا لارتكاب اخطاء، ما دفع العديد من الولايات والبلديات الى الاستغناء عنها·