متنزه العين للحياة البرية يقوم بنقل وإعادة توزيع 500 شجرة

بدأ متنزه العين للحياة البرية بنقل وإعادة توزيع أكثر من 500 شجرة داخل الحديقة في إطار خطته ليصبح متنزهاً متكاملاً للحياة البرية يمتد على مساحة تبلغ 900 هكتار ويأوي أكثر من 4300 من الحيوانات تصـل نسبة المهدد منها بالانقراض إلى 30%، بعد أكثر من 40 عاماً على إنشاء حديقة الحيوان في العين بتوجيهات المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ''طيب الله ثراه''· ولم تقتصر عملية التحول على إعادة توزيع عدد من حيوانات الحديقة التي تنتمي إلى 180 نوعاً، إنما كانت المهمة الأصعب هي نقل الأشجار التي تعتبر أحد معالم الحديقة الرئيسية، والتي كانت موجودة حتى قبل افتتاح الحديقة· واحتاجت عملية نقل وإعادة توزيع أكثر من 500 شجرة داخل الحديقة إلى حوالي 35000 ساعة عمل و50 شخصاً من فريق عمل واحد بمن فيهم فريق عمل مختص من شركة فالي كريست- الشرق الأوسط الرائدة في مجال الزراعة التجميلية، والذي حضر فريق منها خصيصاً من كاليفورنيا بالولايات المتحدة للمشاركة في هذه العملية بعد توقيع عقد شراكة مع متنزه العين للحياة البرية· وفي هذا الإطار، أكد ماجد المنصوري، العضو المنتدب لمتنزه العين للحياة البرية، أهمية هذه المرحلة بالنسبة للمشروع قائلاً إن ''الناس حول العالم يعتبرون الأشجار من حولهم أمراً مفروغاً منه، أما نحن هنا في الصحراء، فإننا نقدر هذه النعمة خاصة في مدينة العين والتي نفتخر فيها بوجود هذه المجموعة الرائعة من الأشجار في حديقة المتنزه، ولذا فقد أحضرنا فريق عمل مختصاً مكوناً من 50 عضواً لرعايتها والاهتمام بها''· وأضاف المنصوري أن مجموعة الأشجار التي تم نقلها تضم أنواعاً مختــــــلفة منها أشجار الغاف والثمر، حيث تم التركيز على هذين الصنفين بالذات لكونهما من المعالم الأساسية في الحديقة البرية الجديدة· وأردف ''نحن فخورون كوننا رواد في استخدام هذه التقنية في نقل الأشجار بدولة الإمارات، ونأمل أن يتم استخدام هذه التقنية في نقل الأشجار في محميات ومشاريع أخرى في الدولة بدلاً من التخلي عنها أو تدميرها''· ولضمان انسيابية العمل وإبقاء الأشجار تحت أقل ضغط ممكن، قام فريق العمل بمسح منطقة تقدر مساحتها بحوالي 2000 فدان على مدى أكثر من 4 أسابيع، بالإضافة إلى تصنيف الأشجار حسب النوع والحجم والموقع الجغرافي وغيرها من المميزات الرئيسية، وقد حرص فريق العمل على اتخاذ أقصى درجات الحيطة والحــذر في عملية نقل الأشجار للمحافظة عليها قدر المستطاع، حيث قدرت نسبة نجاح العملية بحوالي 99%· يذكر أنه ستتم إعادة زراعة بعض الأشجار الكبيرة، التي وصل طولها إلى أكثر من 20 متراً وعمرها إلى أكثر من 40 عاماً، في متنزه العين للحياة البرية بعد اكتمال تنفيذ الخطة التطويرية، وذلك في إطار التزام المتنزه باتباع أفضل معايير الاستدامة في الحفاظ على الأشجار في ظل تنفيذ هذه الخطة· يشار إلى أن عملية نقل الشجرة الواحدة تطلب 60 يوماً على الأقل باستخدام تقنية حديثة طورت في الولايات المتحدة وطبقت لأول مرة في دولة الإمارات· وتتضمن هذه التقنية بناء صندوق حول جذع الشجرة، يُصنع من مادة بلاستيكية صديقة للبيئة تنتج في دبي، ثم رفع الشجرة ونقلها إلى مشتل مؤقت قبل أن يتم نقلها مرة أخرى وزراعتها في محطتها النهائية·