مرشح المعارضة في تايوان يفوز بالانتخابات الرئاسية

فاز مرشح المعارضة التايوانية ما ينج-جيو المؤيد للتقارب مع الصين، أمس في الانتخابات الرئاسية محققا تقدما كبيرا على خصمه المؤيد للاستقلال بحسب نتائج رسمية· ودعا فور إعلان فوزه الصين لتفكيك صواريخها الموجهة لجزيرة تايوان قبل محادثات سلام مع حكومة بكين أعلن أنه سيباشرها· وأكدت لجنة الانتخابات المركزية التايوانية ان مرشح الحزب القومي المعارض (الكومينتانج) ماينج جيو حقق فوزا ساحقا بعد فرز اكثر من 90% من الاصوات، محرزا تقدما بـ17 نقطة على خصمه من الحزب الديمقراطي التقدمي (الحاكم) فرانك هسيه· وكان رئيس الحزب الفخري ليين شان قد اعلن انتصار الحزب الذي يعود الى السلطة بعد تهميشه 8 سنوات· وشارك في الانتخابات 80% من الناخبين البالغ عددهم 17,3 مليون، وحصد ما ينج وفقا للجنة اكثر من 7ر6 مليون صوت، مقابل 4ر5 مليون صوت لمنافسه· وابلغ ما ينج انصاره امام مقره الانتخابي أن ''الفوز الذي تحقق اليوم ليس فوزا لي او فوز حزب سياسي، هذا الفوز هو انتصار لشعب تايوان الذي يريد الاصلاح والتغيير''· وقال انه يتحمل مسؤوليات جساماً، مضيفا ''إننا سوف نترجم رغبات شعبنا الى سياسات ملموسة ونحسن مستوى حياة الشعب ونبني بلادنا''· ودعا الرئيس الجديد الصين لتفكيك صواريخها المصوبة نحو الجزيرة قبل أن يتسنى للجانبين إجراء محادثات سلام، وقال: ''نريد تطبيع العلاقات التجارية مع الصين مثلما فعلنا مع دول اخرى''، مضيفا ''سأباشر الحوار مع الصينيين حول مواضيع عديدة لكنني سأضمن هوية تايوان وأمنها''· وتعهد بتحسين التجارة معها وفتح ''سوق مشتركة'' بما في ذلك انهاء حظر قائم منذ عقود على الرحلات الجوية المباشرة والصلات البحرية بين الجزيرة والبر الرئيسي حتى تستطيع تايوان ان تستفيد من الازدهار الاقتصادى الذي حققته الصين· وفي مقر الحملة الانتخابية للحزب التقدمي الديمقراطيي، انحنى هسيه الذي كان مكتئبا امام انصاره معتذرا لانه خيب آمالهم وقال إنه سوف يتحمل كل المسؤوليات عن هزيمة الحزب في الانتخابات· وأقر نائب سابق من الحزب بحجم الهزيمة، وقال ''إن العديد من معاقل الحزب الديمقراطي التقدمي التقليدية تحولت الى كومينتانج''، مضيفاً ''هذا يعني ان السكان لم يعودوا يثقون بالحزب، لقد رفضوا ادارتنا بعد ثماني سنوات''، واعتبر ''انه تصويت بحجب الثقة''· وسوف يتولى ماينج مهام منصبه في العشرين من مايو المقبل عندما يتنحى الرئيس شين شوي بيان بعدما امضى فترتين مدة الواحدة أربع سنوات، وهذه اكبر فترة حكم تولاها زعيم تايواني· وكانت الولايات المتحدة قد أرسلت من جانبها حاملتي طائرات إلى المياه التايوانية تحسباً لأي صراع عسكري محتمل يوم الانتخابات، ووصل أكثر من 500 صحفي اجنبي و500 مراقب اجنبي الى تايوان لتغطية ومراقبة الانتخابات· وانتهج ماينج نهجا اكثر اعتدالاً تجاه بكين من سلفه، لكنه ادان الحملة الاخيرة ضد المحتجين التبتيين واشار الى مقاطعة محتملة لدورة الالعاب الاولمبية التي سوف تقام في الصين هذا الصيف· وكان الرئيس المنتهية ولايته شين قد وجه تحذيراً قبل الانتخابات، وقال إن ''الزعيم الجديد يجب ان يكون شخصاً يمكنه حماية سيادة تايوان وأمنها ويجب أن يعمل كي لا تصبح تايوان هونج كونج ثانية أو تبتاً ثانية أو منطقة خاصة للصين''، لكن المخاوف من الإجراءات الصينية في التبت لم تمنع الناخبين من التصويت لصالح ماينج· وأدلى التايوانيون ايضا بأصواتهم في استفتاءين بشأن الانضمام الى الامم المتحدة، بموازاة الانتخابات الرئاسية، وقامت الحكومة برعاية واحد منهما بينما قام حزب الكومينتانج برعاية الآخر· ودعا استفتاء الكومينتانج الى اتباع سبل مرنة في السعي للانضمام الى الامم المتحدة، فيما اقترح استفتاء الحكومة الانضمام الى الامم المتحدة باسم تايوان وليس بالاسم الرسمي للجزيرة وهو جمهورية الصين، وأعلنت اللجنة الانتخابية فشل الاستفتاءين وذلك نتيجة عدم حصول مشاركة كافية·