الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

السياحة.. منهج علمي

السياحة.. منهج علمي
4 سبتمبر 2007 21:52
الإمارات دولة تتجه وتتحرك نحو صناعة السياحة بخطى سريعة، فهي الصناعة الواعدة التي بدأت تأخذ طريقها بثبات لمنافسة القطاعات الإنتاجية الأخرى· والسياحة في الإمارات هي صناعة الأمل والمستقبل، ومعظم ما يحدث حولنا من عمليات تنمية، يأخذنا إلى ذلك العالم الجميل·· عالم السياحة·· وقد وضعت الإمارات البنية الأساسية لهذه الصناعة، ولا تزال تضع كل يوم حجرا لتنمية وتطوير المنشآت السياحية الأساسية·· وليس ببعيد سيأتي ذلك اليوم الذي تصبح فيه الإمارات الدولة السياحية الاولى في منطقة الشرق الأوسط· وفي إطار عملية استكمال البنية الأساسية لصناعة السياحة في بلادنا، علينا أن نضع بعين الاعتبار قضية الثقافة السياحية، وأنا أعلم أن العديد من الجهات الرسمية لا تألو جهداً في تنظيم الدورات التدريبية لتنمية الوعي السياحي، خاصة لدى الأجيال الجديدة·· إلا أنني أرى أن الدورات التدريبية ليست كافية·· بل أننا كدولة في طريقها نحو تحقيق إنجاز سياحي ضخم، لابد وان نخلق نوعاً مختلفاً من الوعي السياحي والثقافة السياحية، وهذا لن يتحقق إلا بدخول السياحة كصناعة بكل جوانبها إلى المقررات الدراسية خاصة في المرحلة المدرسية· فقد أصبحت السياحة الان علماً وتخطيطاً واقتصاداً·· كما أنها ثقافة ومنهج يجب أن يتأصل في نفوس الدول التي تخطط للاعتماد على السياحة كمصدر بديل للدخل القومي·· وما يؤكد وجهة النظر هذه، أن هناك العديد من الدول التي نجحت في إنشاء بنية أساسية لصناعة السياحة، إلا أنها تناست بناء العنصر البشري، وتهيئته لفهم وإدراك أهمية هذه الصناعة·· وكانت النتيجة تراجع ومشاكل وقضايا· وتحاول الان جاهدة تدارك الموقف، ولكن بعد فوات الأوان، وأصبح لزاماً عليها أن تنتظر سنوات لرأب الصدع· ووضع صناعة السياحة في المناهج الدراسية، ليس المقصود به إنشاء مدارس سياحية أو كليات تدرس مواد السياحة والفنادق، ولكن المقصود هو توضيح الصورة لأولادنا، وأن نجعلهم يدركون مدى أهمية هذه الصناعة التي تقبل عليها بلادهم، والتي ستكون نشاطاً أساسياً في اقتصاد بلادهم بعد سنوات، ان نبسط لهم اقتصادات السياحة، وأن نجعل منهم سفراء سياحيين صغاراً، يعرفون دبلوماسية التعامل والتفاعل مع السائح والزائر، ويعرفون أسس التسويق لبلادهم، وان نجعلهم قادرين على تنمية ثروة بلادهم، وقادرين على حماية ثقافتهم وتقاليدهم الجميلة، وتصديرها إلى العالم بالعلم والعمل والأخلاق والمظهر والتعامل· علينا أن نبدأ الان، ونتحرك ولو خطوات بسيطة في هذا الاتجاه، بدلاً من الانتظار، ثم التفكير بعد سنوات في الإصلاح والتعديل، وتغيير الوعي والثقافة·· وما إلى ذلك من تلك الشعارات، التي ثبت بالفعل أنها ليست إلا مسكنات، تؤجل ولا تعالج· رئيس تحرير مجلة أسفار السياحية
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©