الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تايلاند··· حالة طوارئ مفتوحة!

تايلاند··· حالة طوارئ مفتوحة!
13 ابريل 2009 22:37
انزلقت تايلاند يوم الأحد الماضي إلى حافة الهاوية حينما اعتبر محتجو المعارضة قرار الحكومة إعلان حالة الطوارئ في بانكوك بمثابة ''إعلان حرب ضد الشعب التايلاندي''، وذلك على اعتبار أن إعلان حالة الطوارئ يعني حظر الاجتماعات الكبيرة ومنح الحكومة وقوات الأمن صلاحيات واسعة لتوقيف واعتقال الخصوم· وفي هذا السياق قال رئيس الوزراء، أبهيسيت فيجاجيفا، على التلفزيون الرسمي: ''لقد قررت الحكومة فرض حالة الطوارئ لأننا نريد إعادة البلاد إلى حالتها الطبيعية والعادية''، مضيفاً: ''إن الحكومة ستحاول بكل الوسائل تلافي حدوث مزيد من الأضرار، وأناشد الشعب أن يدعمنا من أجل إعادة النظام إلى البلاد· لقد حاولنا طيلة هذا الوقت تجنب العنف، ولكن الاحتجاج تطور وقاموا بأعمال منافية للدستور''· وفي رد فعلهم، بادر المتظاهرون المعارضون للحكومة، الذين كانوا قد تسببوا يوم السبت الماضي في إلغاء قمة آسيوية إقليمية، بمهاجمة وزارة الداخلية التي أعلن منها رئيس الوزراء القرار· ومع أن سيارته تعرضت لأضرار فادحة وسط الفوضى، إلا أنه تمكن من الخروج من المبنى بعد أن أطلق الحراس عيارات نارية في الهواء· وتعد هذه الاضطرابات هي الأحدث ضمن سلسلة التوترات السياسية المتكررة التي تعرفها تايلاند، والتي تعكس انقساماً سياسياً عميقاً من الصعب علاجه وقد يهدد بتمزيق البلاد· وعلى أحد جانبي هذا الانقسام السياسي يقف ''القمصان الحمراء''، الذين يستمدون دعمهم تقليدياً من المناطق الريفية الفقيرة في تايلاند؛ ويتزعمهم رئيس الوزراء السابق تاكسين شيناواترا، الذي يدافع عن حقوق الفقراء· وهو فريق سابق في الشرطة وملياردير في مجال الاتصالات، جمع معظم ثروته من احتكار استيراد الهواتف النقالة· وخلال السنوات الست التي قضاها كرئيس للوزراء، اعتُبر شيناواترا أوتوقراطياً، ولاحقته اتهامــــات مستمـــرة بالاستفـــادة من منصبــــه في الإغنــــاء، ولكنـــه -حسب أنصاره- فاز بحب الفقراء عبر توفير رعايــة صحيــة رخيصــة وتعليم جيد· غير أن المتفق عليه هو أن أسلوب تاكسين في الحكم أغضب الطبقة السياسية وأصحاب الشركات والجيش وممثلين للعائلة الملكية؛ فعبأوا عشرات الآلاف من الأشخاص الذين خرجوا إلى الشوارع وأثاروا في نهاية المطاف انقلاباً عسكرياً أسفر عن خلع تاكسين من السلطة في ·2006 ولكن حينما دعا الجيش إلى انتخابات لاحقة، فاز ورثة تاكسين السياسيون، ونتجت عن ذلك دورة جديدة من العصيان المدني انتهت بحصار مطاريْ بانكوك الرئيسيين لفترة أسبوع العام الماضي من قبل ''القمصان الصفراء''· وفاز أبهيسيت بالسلطة على إثر تصويت برلماني مثير للجدل بعيد رفع الحصـــار عن المطار بفترة قصير بعد أن تمكن حزبه -الحزب الديمقراطي- من استمالة ما يكفي من أنصار تاكسين السابقين، وهو ما سمته المعارضة ''انقلاباً صامتاً''، متهمة الجيـــش وبعــــض مستشـــاري الملك بالوقوف وراء الانقلاب العسكري، وكذلــك أن لهم أيادي في الصفقة التي جلبت أبهيسيت إلى السلطة· وفي وسط العاصمة بانكوك تجمع آلاف المتظاهرين، يوم الأحد، حول مكتب رئيس الوزراء، بعد أن تجاوزوا الطوق الأمني الذي حاولت قوات الشرطة والجيش إقامته· غير أن الأجواء الاحتفالية التي كانت سائدة وراء الحواجز المؤقتة التي وضعتها الشرطة كانت مرفقة ببعض الخوف والقلق حيث أخذ بعض المنظمين الشباب يوزعون عبوات المياه والأقنعة الطبية، تحسباً لهجوم ممكن بالغازات المسيلة للدموع؛ ذلك أن الحكومـــة كانـــت قد نشرت الجنود ببدلاتهم الحربية مدججين ببنادق هجومية في محاولة للإبقاء على الاحتجاجات تحت السيطرة· كما شوهدت المدرعات وهي تسير نحو وسط المظاهرة· وقال بانيتان واتانايجورن، المتحدث باسم رئيس الوزراء أبهيسيت: ''لقد وجه رئيس الوزراء تعليمات بعدم إيذاء المتظاهرين وبضرورة الحفاظ على حقوقهم إن أمكن''؛ ولكنه أضاف إن الحفاظ على القانون والنظام واحدة فقط من مسؤوليات الحكومة· غير أن جاكرابوب بينكير، وهو أحد زعماء المعارضة ووزير سابق في حكومة تاكسين الذي أمضى فترة ما بعد الظهر وسط المظاهرة، يرى أن حالة الطوارئ هي بمثابة إعلان حرب فعلية، وهو يرفض التنديد بالأشخاص الذين هاجموا وزارة الداخلية بشكل مباشر· يشار إلى أن تاكسين ما زال يعيش في المنفى تجنباً لحكم بالسجن لعامين بسبب خرقه قوانين تضارب المصالح، وهي تهم يقول إن دوافعها كانت سياسية· غير أن رئيس الوزراء السابق دخل على الخط يوم الأحد حين خاطب حشداً متحمساً عبر رسالة فيديو هاتفية قال فيها: ''إنها لحظة ذهبية··· إننا سنصنع التاريخ؛ ولن يكون ثمة مزيد من الانقلابات في تايلاند· علينا جميعاً أن نساهم في تحقيق الديمقراطية''· يذكر أن التصعيد الراهن كان قد بدأ عملياً يوم السبت حين اقتحم نحو 600 محتج منتجعاً سياحياً في مدينة ''باتايا'' يحتضن قمة كان من المقرر أن يناقش خلالها قادة آسيويون مخططاً مشتركاً لمواجهة الأزمة المالية لعالمية؛ فأرغم ذلك الاقتحام السلطات على إلغاء أعمال القمة من الأساس· غير أن السهولة التي اقتحم بها محتجو المعارضة مقر القمة الإقليمية أرغمت بعض القادة على الفرار في طائرات هيلوكبتر من على سطح الفندق· وهذا ما ألحق إهانة سياسية دولية برئيس الحكومة ''أبهيسيت'' وجعلته يبدو ضعيفاً في الداخل، وهو الذي كان يريد أن يُظهر للعالم تايلاند جديدة ومستقرة بعد مظاهرات العام الماضي· وقــــد وصــــف أبهيسيت متظاهري باتايا بـ''أعداء للدولة'' حيث قال في مؤتمر صحافي: ''بالنظر إلى هذه الخسارة التي منيت بهـــا البــلاد، ينبغي اعتبار أي شخص أو مجموعة تعلن النصر أعداءً حقيقيين لتايلاند··· ومهما كان وضعي، إلا أنني لن أسمح أبداً لهؤلاء الأشخاص بأن يصبح لهم نفوذ!''· تيم جونسون - بانكوك ينشر بترتيب خاص مع خدمة لوس أنجلوس تايمز وواشنطن بوست
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©