الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

في موبايل الزوج.. الأرقام نسائية والأسماء رجالية

في موبايل الزوج.. الأرقام نسائية والأسماء رجالية
9 مارس 2010 20:33
كثيراً ما يدون ياسر عبدالرؤف أرقام “صديقاته “بأسماء رجالية، يقول وهو يبتسم: “لماذا أضع نفسي في سين وجيم مع زوجتي، فنصيحة من صديق لي أصبحت أدون معظم أرقام البنات بأسماء رجال، حتى لا تشك زوجتي بي ولا أضع نفسي في متاهات ومشاكل أنا في غنى عنها. يصمت قليلاً، ثم يتابع بهدوء: “لقد نجحت خطتي مع زوجتي، فهي من النوع المتطفل ودائمة التفتيش في موبايلي، وتبحث عن بصيص أمل لخيانتي لها. لكن في كل مرة تتصل بي فتاة من معارفي، أكون خارج المنزل، وغالباً ما تكون أرقامهن باسم رجل، ما يساعدني على إخفاء الحقيقة عنها، وكثيراً ما أوبخها إن حاولت الإمساك بموبايلي وتفتيش أغراضي، لأنني من النوع الذي لا يحب تفتيش أغراضها، أو الاطلاع على موبايلها مهما كان السبب. من باب فضول الزوجات، نرى الكثير منهن من يعبثن بموبايل الزوج، لكشف الأسماء المدونة، ولقراءة الرسائل ومشاهدة الصور، وقد يتم هذا في ظروف سريعة وخفية، وبدون علم الزوج، وقد يصل الأمر إلى الاتصال بالرقم الصادر للتأكد من الصوت الذي يرد عليها، فإن كان المجيب صوت “رجل” تتأسف أحياناً، وأحياناً أخرى تغلق السماعة، أما إذا كان صوت امرأة فالويل والويل لزوجها الذي لن يسلم من السين والجيم والحساب والعقاب. هذه الفئة من الزوجات تحب البحث عن المتاعب والمشاكل، وقد يزداد الأمر سوءاً حين يلف ويدور الزوج في الإجابة عن أسئلة زوجته المصونة، في حين أنَّ اعترافه بما يحتويه موبايله من أرقام ومسجات، سيكون أشبه بقنبلة يضعها في حياته الأسرية. مسج بالخطأ “من حق زوجتي أن ترى كل ما بداخل موبايلي، فأنا لا أحب اللف والدوران”، يقول وليد قاسم، موظف، بكثير من الصراحة والوضوح، ويضيف: “بالفعل منذ بداية حياتي الزوجية هناك اتفاق واضح بيني وبين زوجتي على التفاهم والصراحة، حيث لا أخفي عنها صغيرة أو كبيرة في حياتي، حتى تكون هي على بينة، ولا أنزعج إن عبثت بجوالي”. يتابع وليد ضاحكاً: “بصراحة تامه أنا أقول لها أن تفتح موبايلي وتتطلع عليه، وتتأكد من الأرقام والأسماء المدونة به، حيث لا يوجد فيه ما أخفيه عنها، وهي كذلك تعاملني بالمثل، لكن في الفترة الأخيرة كثيراً ما كنت أتجاهل رنين الموبايل، بسبب انعدام الرغبة عندي في التحدث مع أحد بعد يوم شاق من العمل”. يكمل وليد حكايته بعد فترة من الصمت، فيقول: “صارت زوجتي تشك بي لاعتقادها أنَّ المتصل هو امرأة أتحاشى الرد عليها خوفاً من جرح مشاعرها، ثم راحت تراقبني وتفتش الرسائل، وقد لاحظت ذلك، لكني وحتى لا أجعل الشك يتغلغل في أعماقها، فقد طلبت منها أن تفتح إحدى الرسائل الهاتفية التي وصلتني من هاتف مجهول، وتقرأها، فاكتشفت أنَّ الرسالة من صديق قديم لم يكن رقمه مدوناً لديّ، وقد شعرت بالسعادة لكون زوجتي تغار عليّ، وتخاف أن تخطفني منها امرأة أخرى، أو حتى تشاركها بي. نتائج الشك من جانبه يحكي سمير البرادعي، مهندس معماري، قصة زوجته مع التفتيش قائلاً: “زوجتي خريجة صيدلة، تعرفت عليها وخطبتها وتزوجتها بعد قصة حب طويلة، كنت أعلم تماماً أنَّ زواجنا كي يستمر يجب أن أقبلها بعيوبها، وأن تقبلني بعيوبي، جاء الطفل الأول وملأ حياتنا سعادة، لكن سرعان ما تحولت الى تعاسة. يتابع حديثه، وقد بدا عليه الانفعال، بالقول:” زوجتي لا تمل من تفتيش أغراضي، وتتبع أشيائي الخاصة، فهي تحب أن تفتح الموبايل وتفتش المكالمات، وتسأل عن هذا الرقم وذاك، ويجب أن تعرف أسماء جميع من التقيتهم خلال اليوم وقد تتصل بالبعض للتأكد أحياناً، احتملت كل هذه الإشكالات، ولكنَّها ما زالت على سلوكها. يصمت البرادعي، قبل أن يضيف: “هددتها بالطلاق أكثر من مرة، ولكن لا حياة لمن تنادي فهي مستمرة على هذا الطريق، إلى أن دخلت عليها الغرفة ذات مرة ووجدتها تفتح موبايلي، وتتصل بالأرقام الأخيرة التي استعملتها، وصادف أن ردت فتاة عليها فما كان منها إلا أن رمت الموبايل على الأرض، لتخوض معي شجاراً حاداً، حتى علا صوتها، وكانت نهايتها تطليقي لها طلقة واحدة، فهي لم تعطني الفرصة لأوضح لها إن من سمعت صوتها ما هي إلا سكرتيرة المكتب الذي أعمل به. أساليب الخيانة تفصيلاً تحكي نسيم عادل، متزوجة منذ 12عاماً، تجربتها، وتقول: “اكتشفت بعد طول هذه السنين ومن خلال ما أسمعه، وما عشته من تجربة شخصية، إن الزوج حين يقفل الموبايل، ويضع له الكود السري بحيث لا يمكن قراءة رسائله من دونه، يكون حينها قد وضع نفسه في خانة الالتباس، وبرر تسليط الضوء على الجانب المخفي من سلوكه. أما الأدهى والأمر، كما تضيف نسيم وهي مستهزئه من تصرف بعض الرجال، فهو “حين يفتح الموبايل ويشغل نفسه إنه يحسب ويطرح، في حين أنَّه في الواقع يرد على رسالة بعثتها “صديقته”، أما إن تلقى رسالة أو اتصالا، فهو يتعذر بأي شيء ويستعجل في الخروج من البيت”. لكن أكثر ما يرفع ضغط نسيم على حد قولها: “حين يغلق الموبايل وقت النوم، ولا يتركه على الصامت، وقد لاحظت ذلك عدة مرات، وهذا بالطبع بأوامر وتوصية من الحبيبة”. ممنوع اللمس بدورها تعلق أمينة إبراهيم، منسقة للبحوث والدراسات بوحدة الإعلام والتسويق والعلاقات العامة بجمعية النهضة النسائية بدبي، على الأمر، فتقول: “إن الرجل يتحفظ على أمر الصديقة أو العشيقة، كما يسميها البعض، لإنها تعتبر سحابة عابرة ضمن مشاوير حياته الاعتيادية، فلا يعيرها اهتماماً، ولا يمنح رقم هاتفها فرصة التسجيل على لائحة أرقامه الخاصة، والبديهي أنَّه لا يحبذ أن تعرف زوجته بهذه المسألة، لانه لا يريد أن يفقد زوجته وأسرته. تضيف أمينة ضاحكة: “كل الرجال الذين يضعون أسماء عشيقاتهم بأسماء رجالية، غالباً ما يحرصون على عدم السماح لزوجاتهم بالاقتراب من هواتفهم ويتضايقون بمجرد لمسهن الهواتف. على عكس النساء فهن لايكترثن بهذا الأمر ويعتبرنه طبيعياً. رسائل حب من جانبها تعتقد لمياء الشريف (محاسبة) أن الموبايل وسيلة من الوسائل التي تستطيع الزوجة عن طريقها كشف خيانة زوجها لها. تصمت لمياء قليلاً، ثم تسرد قصة عن إحدى صديقاتها، وتقول:”لقد اكتشفت صديقتي أن زوجها وضع رقم “صديقته” باسم رجل، وعلمت بذلك حين رأت زوجها يفتح المسجات التي تصل واحدة بعد الأخرى، وبلمح البصر، لتتأكد من شكوكها استغلت ذهاب زوجها إلى الغرفة، وفتحت الموبايل لتجد رسائل حب وغرام وهيام، من رقم نسائي ولكن باسم أبي شادي. جرعات وهمية بدوره ينظر الدكتور النفسي محمد عمر إلى هذه القضية من زاوية علمية، ويقول: “يبحث الكثير من الرجال الشرقيين عن صديقة أو رفيقة سعياً وراء جرعات من الحب والعشـق، وكل تلك الجرعات ما هي إلا مؤقتة، وتنتهي بانتهاء العلاقة غير الجدية”. ويرجع سبب لجوء الكثير من الرجال لوضع أرقام الفتيات في الموبايل بأسماء رجالية إلى محاولة الهروب من تساؤل الزوجات، أو الابتعاد قدر الإمكان عن شكوكها التي غالبا ما تنتهي بخلافات ومشاكل لا حصر لها، لكن الزوجة الذكية في هذه الحالة، إن شكت بوجود تلك العلاقات، عليها أن تكسب ود زوجها وحبه، وتغدق عليه كلمات المجاملة الرقيقة التي تشعره باهتمامها البالغ، مهما بلغ عمره أو عمر زواجهما، فالمرأة بحكم طبيعتها أكثر قدرة على العطاء، وهذا العطاء هو الباعث الحقيقي لعطاء الزوج أيضاً”. ويتوجه عمر إلى الزوجة التي تنتابها الهواجس حيال سلوك زوجها بالقول: “إن جلوسك مع زوجك لمدة ساعة على الأقل يومياً، تكونين خلالها متفرغة له تماماً؛ تتجاذبين معه أطراف الحديث في الشؤون التي تهمه يُعد أنفع وأجدى من قيامك بأي عمل آخر، مهما كلفك ذلك من تضحيات. فالمرأة الذكية لا يمكنها فقط أن تحتفظ بزوجها، بل يكون في استطاعتها أن تستعيده إليها حتى لو انزلق نحو امرأة أخرى”
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©