حلاوة ملايين رمضان ؟

لم يهلّ هلال رمضان بعد، ولكن ما هلّ حتى الآن هو كم هائل من إعلانات هزيلة لأكثر وعلى أكثر من 350 فضائية عربية تتنافس على الترويج لنفسها ولتميزها في شهر رمضان الذي أعدت ملايين الدولارات لتغذية مسابقات فجة ومسلسلات يرثى لها فنيا وليس لها صلة بالشهرالفضيل سوى أنها تبث خلاله جورا وعدوانا!·، كالعادة يبدو أننا سنكون أمام سيل من المادة الإعلامية السطحية التي تدنت مستوياتها الفنية وتشابهت إلى حد المسخ وليس النسخ بالإضافة إلى إعلانات هابطة شكلا ومضموناً ستظل تطاردنا لمدة عشرين دقيقة مقسمة على أربع وجبات مدة كل منها خمس دقائق حتى في المسلسلات التي لا تزيد مدتها عن ربع ساعة!· في كل رمضان كنت أقول لنفسي: لماذا تهدرهذه الأموال والنعم على برامج مسابقات هزيلة، وهل تستحق مثل تلك البرامج هذه الأموال الطائلة التي لو جمعت لشكلت ميزانية دولة أفريقية لسنتين!! وكنت أفكر في فرضية استخدام تلك الأموال بشكل صحيح، كأن تخصص في كل عام لصالح بلد عربي أو إسلامي أو أفريقي، وصدقوني لو حدث ذلك لكفت تلك الأموال لسد الأمية في اليمن ولطردت المجاعة من الصومال ولكست ملايين من مشردي الفيضانات في موريتانيا والسودان، ولوفرت رعاية طبية محترمة لكل أفراد شعب بنجلاديش، ولشغلّت كل الأيدي العاملة العاطلة في مصر، ولكانت كافية لتوفير ميزانية كافية لنزع جميع الألغام التي زرعها العدو الصهيوني في لبنان وقائمة الإنجازات الإنسانية الرائعة ستطول بطول الأزمات التي يعانيها وطننا العربي والإسلامي· كان تلك مجرد تصورات وأحلام تدور في رأسي أنا وبعض العباد الفقراء لله، ولكن ما الذي يدور في رؤوس القائمين على الفضائيات العربية الموقرة، سيكون شيئاً مختلفاً بالتأكيد، فمسابقة المليون يحلمون بتحويلها الى مسابقة المليونين وثلاثة وربما أكثر، وما المانع إذا كان رصيد هذه المسابقات يتم تغذيته مع معدل فائدة قد يتجاوز الألف بالمئة، ومن أين؟ من جيوب فقراء المشاهدين والمغفلين الذين ينفقون ما تبقى من رواتبهم في الاتصالات الدولية للمسابقة المحلية! ولكن أيضا ما الضير والضرر في ذلك إذا كانت الفضائيات ترفع من مستواها يوما بعد يوم تحت شعار ''حطّ على الحلاوة حلاوة'' ؟؟· alhalwaji@gmail.com