سليمان: معركة البارد أنقذت لبنان من المشهد العراقي

شرع الجيش اللبناني أمس في عملية تنظيف مخيم نهر البارد من بقايا العناصر الفارين من جماعة ''فتح الاسلام'' حيث ترددت أصوات نيران متقطعة في بعض أنحاء المخيم خلال مطاردة نحو 6 الى 7 متشددين من منزل إلى آخر· وأكد مصدر عسكري أن أبو سليم طه الناطق الاعلامي باسم ''فتح الاسلام'' قتل في ساعة مبكرة صباحا فيما كان مختبئا في منطقة عبيدي قرب المدخل الشمالي للمخيم، كما عثر على 11 جثة للمتشددين أربعة منها وجدت عند ناحية بلدة العبدة العكارية واثنتان داخل المخيم وثلاث انتشلتها القوات البحرية· وقال ان قوات الجيش لا تزال تفرض حصارا مشددا على المخيم وقد منعت كافة الصحفيين من دخوله، كما قامت بدوريات في المنطقة وعمدت الى تفتيش البساتين والحقول وسط تحليق مكثف للمروحيات على مستوى منخفض لمنع أي مسلحين من الفرار· وتجمع مئات اللبنانيين أمس قرب المخيم يشاهدون الجرافات وهي تزيل أكياس الرمل التي وضعها الجيش خلال الحصار، وأفاد مصدر عسكري بأن القوى المختصة واصلت عمليات إزالة الالغام والمتفجرات حيث تم العثور على كميات كبيرة من الاسلحة والصواريخ داخل الملاجئ· كما واصل الجيش مطاردة الهاربين في التلال القريبة من المخيم حيث طوق محيط بلدة المنية وقرية بحنين وحول السير عن الطريق السريع المؤدي الى سوريا وسط انتشار الجنود في الحقول بحثا عن فارين· الى ذلك، قال قائد الجيش العماد ميشال سليمان إن الجيش هزم مسلحي ''فتح الاسلام'' في مخيم نهر البارد ليحمي لبنان من عنف يماثل المشهد العراقي، وقال إن على كل السياسيين أن يستثمروا انتصار الجيش من خلال تقديم تنازلات متبادلة تصب في خانة صيانة الوحدة الوطنية الهدف الذي ضحى من أجله العسكريون· وأهاب بالفلسطينيين المقيمين في لبنان أن يعتبروا الجيش حاملا لأمانة قضيتهم ولا سيما حق العودة الى أرضهم فلسطين وإسقاط كل مخططات التوطين، متعهدا بأن يساهم الجيش بكل ما يملك من إمكانات لوجستية وبشرية في عملية إعادة اعمار المخيم· ودعا العسكريين الى الالتزام بالثوابت الوطنية والتمسك بالانضباط والى إبقاء البندقية مصوبة في الاتجاه الصحيح نحو العدو الاسرائيلي ونحو الارهاب المتربص شراً بالوطن حتى اجتثاثه من جذوره· وأكد الرئيس اللبناني اميل لحود ان النصر الذي حققه الجيش اللبناني على إرهابيي ''فتح الاسلام'' هو نصر للبنان واللبنانيين جميعاً، وقال انه ستكون أمام الدولة مسؤولية كبرى في كشف الاهداف الحقيقية لما كان يخطط له المجرمون وتحديد الجهات التي تقف وراءهم، مشددا على انه لا بد للاجهزة القضائية والعسكرية المختصة من ان تقوم بدورها كاملاً والتحقيق في كل الملابسات التي أحاطت بهذه الحرب، ومعتبرا انه لن يكون في استطاعة احد بعد اليوم ان يجعل من المخيمات الفلسطينية ملاذاً للمجرمين والارهابيين والمطلوبين للعدالة· ودعا رئيس جبهة العمل الاسلامي فتحي يكن مجددا الى تحديد الجهات التي تقف وراء تشكيل ''فتح الاسلام'' تجنيدا وتنظيما وتمويلا أيا كانت وكشف الأهداف القريبة والبعيدة العسكرية والأمنية والسياسية والمذهبية ، خصوصا ما تردد عن وجود مخطط لإقامة إمارة اسلامية في طرابلس· وقال ان لبنان لا يزال يواجه تهديدات من مجموعات مشابهة حتى ولو ان ملف ''فتح الاسلام'' أغلق، وقال ''الذي حدث يمكن ان يكون إغلاقا لملف فتح الاسلام في مخيم البارد ولكن لا يمكننا اعتبار ذلك انه إغلاق لملف حركات أخرى مثل تنظيم القاعدة أو جند الشام أو عصبة الأنصار أو غيرها في لبنان''· وعقدت الفصائل الفلسطينية اجتماعاً طارئاً ناقشت فيه أوضاع النازحين من المخيم حيث جرى التشديد على ضرورة العودة، داعية الجيش الى تسهيل العودة منعاً لحصول أي اشكالات، ومطالبة كمرحلة أولى بعودة 1500 عائلة الى المخيم الجديد الذي لا يحتاج الى عملية إعادة إعمار·