الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

فنجان قهوة

3 سبتمبر 2007 23:46
تعتبر ظاهرة التسول آفة اجتماعية كالجسم الدخيل على النظام الاجتماعي للدولة، بالرغم من أنها محرمة دينياً ومنبوذة اجتماعياً، إلا أننا نراها لازالت مستمرة، وتتزايد أعداد المتسولين يوما بعد يوم وبأشكال عديدة وطرق مختلفة وأعمار متباينة، فهذا زميلي يقع في فخ إحداهن لحسن نيته، فأثناء خروجه من أحد المراكز التجارية أوقفته إحداهن وطلبت منه وتوسلت إليه، فقام وأعطاها خمسة دراهم، أخذت المال ورمقته بعينيها الحادتين وقالت له (خمسة بس) فلم ينطق بحرف واحد وأخذ أغراضه عائداً إلى سيارته·· وهي تلاحقه، وإذ بها تفاجئه واقفة بجانب باب السيارة تطرق على الشباك، ففتح لها وسألها: ماذا تريدين، فقالت له: أنت ابن ناس وواضح أنك كريم وعلى خلق، هل ترى أن الخمسة دراهم تكفيني؟! وأخذت تلح وتلح وتلح، يعني بصريح العبارة هي ترغب في المزيد، فشعر بالإحراج منها وقام بكشف أوراقه أمامها وكأنه أمام محقق قائلاً بكل خجل: ليس لديّ سوى 70 درهما حتى نهاية الشهر وأنا صاحب عيال·· وغيره من المبررات، وكأنه هو من يتوسل إليها أن تتركه، ولكن لم تعتقه، بل زادت إلحاحاً، ولكن بأسلوب جديد، حيث تحولت من متسولة إلى دجالة، تقول: أنت محسود وإذا كنت تريد أن أفك أو أزيل عنك العين أعطني وصدقني سأفك العين والحسد وسترتاح، وهو يردد لها أنا لا أملك إلا هذا المبلغ وليس لدي غيره، وهي تقول: ستندم إذا لم تعطني، لأني لن أزيل عنك الحسد وستبقى في حالة متعبة وخوف وذعر دائمين، وهو يشرح لها بكل أدب ولكنها مصرة، وأخيراً رضخ للأمر الواقع وقال لها: كم تريدين، فقالت: أعطني ما يرضي ضميرك، فرد: يكفيك عشرون درهما؟ فلم يعجبها وردت قائلة: تريد أن أعالجك من العين بعشرين درهما؟ وبعد مجادلته اقتنعت وتركته على مضض وفي قرارة نفسها غير مقـــتنعة بالمبــــلغ تردد (يالله ما عليه)، هذا شكل واحد من أشكال التسول البغيض حيث يظل المتسول بالإلحاح والمطاردة حتى تتحول أنت إلى متوسل تتوسل إليه ليعتقك ويتركك في حالك لكن لا حياة لمن تنادي، فمتى نضع حدا لهؤلاء العالة على المجتمع؟ ومتى نتخلص منهم؟ سميرة أحمد Samira. alali@gmail.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©