ربط منحة صندوق الزواج بالخضوع لبرنامج تأهيلي

قررت مؤسسة صندوق الزواج ربط الحصول على المنحة - 70 ألف درهم على دفعتين - بخضوع المقبلين على الزواج والمتزوجين حديثاً - رجالا ونساء - لبرامج تدريبية متخصصة، بهدف الحفاظ على استقرار الأسرة وضمان تماسكها· وقال الدكتور يوسف العجلة مدير عام صندوق الزواج بالوكالة لـ الاتحاد : إنه اعتباراً من شهر يناير المقبل سيكون الخضوع لبرامج تثقيفية أسرية شرطا من شروط الحصول على المنحة وسيكون إلزاميا في حق المنتفعين من هذه المنحة، مشيراً إلى أن مؤسسة صندوق الزواج بدأت مؤخراً في وضع الآلية اللازمة لتنفيذ ذلك المشروع والموضوعات التي تطرح في البرنامج· وأشار إلى أن الصندوق خصص مبالغ معتمدة لتنفيذ المشروع، منوهاً بأن البرامج التثقيفية التي سيخوضها المقبلون على الزواج ستتم بالتعاون مع الجهات المحلية المعنية مثل وزارة الشؤون الاجتماعية وجمعية المرأة الظبيانية في أبوظبي وجمعية النهضة النسائية بدبي وكذلك المجلس الأعلى للأسرة والطفولة في الشارقة وغيرها من الجهات ذات العلاقة بالجانب الأسري في مختلف الإمارات· الأول من نوعه ولفت مدير عام صندوق الزواج أن خضوع المقبلين على الزواج لدورات تثقيفية بشكل رسمي، يعتبر هو الأول من نوعه على مستوى دول الخليج والعالم العربي، حيث اقتصرت التجارب السابقة على القيام بدورات تدريبية وليس برامج، كما أنها كانت مبادرات تتبناها مكاتب خاصة ومؤسسات ليست ذات غطاء حكومي، بالإضافة إلى أنها برامج قصيرة المدى ولا يمكن قياس تأثيرها· وذكر العجلة أن التجربة الوحيدة القريبة من تجربة الإمارات هي التجربة الماليزية ولذلك سوف نستفيد منها بشكل مباشر بحكم سبقها في ذلك المجال ونجاحها، حيث استطاعت رفع مستوى الوعي بالمستجدات في حياة الأفراد المقبلين على الزواج نتيجة ارتباطهم بشريك الحياة· وذكر العجلة أن البرامج التي سينظمها الصندوق ستعمل على معرفة الفروق بين شريكي الحياة واستعدادات كل واحد منهما والأبعاد الجديدة التي تطرأ على الحياة وتحتاج إلى التهيئة، مؤكداً أن كثيرا من الشباب لا يعرفون تلك الأبعاد، ولذلك يقع الخلاف مع شريك الحياة، لافتاً إلى أن كثيرا من الخلافات تنشأ عن عدم تقدير هذه الأبعاد حتى أن بعضهم يؤثر الانطلاق من القيود والعودة إلى ما يسميه ''الحرية''· وأكد العجلة أن برامج الصندوق الاجتماعية خلال الأعوام الثلاثة المقبلة ستعمل على تحقيق التفاعل بين أطراف العلاقة الزوجية ابتداء من الزوجين ومروراً بالأهل والأسرة وانتهاء بالمجتمع، مشيراً إلى أن برامج التأهيل قبل الزواج تهدف إلى إيجاد الاستعداد اللازم لدى الزوجين لتنازل كل واحد منهما عن بعض خصوصيته· ونوه بأن الدورات سيكون بعضها مخصصا للرجال والبعض الآخر للنساء، لافتاً إلى أن تنفيذ هذا المشروع أصبح ضرورة ملحة في ظل تنامي حالات الطلاق بعد الدخول والتي تعتبر من أهم الأسباب التي أدت لربط المنحة بالدورات التثقيفية· 12 % فقط يخططون وكشف عبد السلام درويش مدير إدارة التوجيه الأسري بمحاكم دبي في تصريح لـ ''الاتحاد''، أن 70 % من المشاكل الزوجية الواردة لمحاكم دبي سببها الأمية الأسرية، مشيراً إلى وجود جهل زوجي بين الطرفين سواء في فهم النفسيات أو في حل المشاكل الأسرية، لافتاً إلى أن معظم الثقافة الزوجية أصبحت تؤخذ من الانترنت أو تجارب الأصدقاء· وأشار درويش إلى أن دراسة أسرية متخصصة ذكرت أن 12% فقط من المقبلين على الزواج يخططون لفترة ما بعد العقد وكيفية تحقيق الاستقرار الأسري بعد الليلة الأولى، فيما يهتم 88% من المقبلين على الزواج بالتخطيط لليلة الأولى فقط، مؤكداً أن تنظيم برامج ثقافية أسرية تقدم من متخصصين سيؤدي إلى إنهاء ما يعرف بتجربة الصواب والخطأ والتجريب في العلاقة مع شريك الحياة، مؤكداً أن تلك البرامج ستقدم منهجا علميا للعلاقة الزوجية· الطلاق المبكر قال مدير إدارة التوجيه الأسري: إن 66 % من حالات الطلاق في دبي تصنف على أنها طلاق مبكر يحصل خلال الخمس سنوات الأولى من عمر الزواج خاصة العامين الأولين، مشيراً إلى أن نسبة الطلاق في دبي بلغت العام الماضي 26 % من اجمالي حالات الزواج وهي نسبة مرتفعة لا يمكن التهاون في معالجة أسبابها الحقيقية، مؤكداً أن هذه البرامج لها أهمية واضحة جداً وفوائد كبيرة في التخلص من أسباب الطلاق على مستوى الدولة· وطالب مدير إدارة التوجيه الأسري بمحاكم دبي أن يكون الخضوع لدورات تدريبية قبل الزواج شرطا من شروط إتمام عقود الزواج في المحاكم، معللاً ذلك بأن الثقافة الزوجية قبل الزواج أصبحت ضرورة ملحة في ظل الأوضاع الحياتية المعقدة التي تستلزم الاهتمام أكثر بمسألة الثقافة الأسرية، مشيراً إلى أن غياب هذه الثقافة أدى إلى وجود عدد لا بأس به من حالات الطلاق قبل الدخول·