منح دراسية من أبوظبي للتعليم إلى كلية الإمارات للتطوير التربوي

قرر مجلس أبوظبي للتعليم تقديم منح دراسية كاملة لجميع الطلاب والطالبات الملتحقين بكلية الإمارات للتطوير التربوي خلال العام الدراسي الحالي 2007/،2008 وذلك تشجيعاً لهؤلاء الطلبة على الانخراط في سلك التربية والتعليم· وأشاد سعادة مبارك الشامسي مدير عام مجلس أبوظبي للتعليم بهذه المبادرة التي تترجم حرص قيادتنا الرشيدة على الاهتمام بالتعليم وتوفير جميع الموارد البشرية والمالية اللازمة لتطوير هذا القطاع الحيوي والانطلاق به الى آفاق عالمية تواكب النظم التعليمية العريقة في الدول المتقدمة، مشيراً الى أن كلية الإمارات للتطوير التربوي تحمل في خطتها الدراسية وبرامجها العلمية آمالاً كثيرة للنهوض بقطاع التعليم من خلال توفير كوادر وطنية متخصصة في هذا القطاع تأخذ من التدريس مهنة لا وظيفة، وذلك في إطار خطة شاملة لتمهين التدريس بين الكوادر الوطنية والتركيز على الطرق الحديثة والأساليب العلمية التي ستأخذ بها هذه الكلية الجديدة في إعداد المعلم وفق متطلبات القرن الواحد والعشرين· وأوضح الشامسي أن الكلية الجديدة ترتكز في خطتها الدراسية على مجموعة من المحاور الرئيسية التي تضع الطالب منذ اللحظة الأولى لالتحاقه بالكلية في مقعد المعلم من خلال التفاعل مع أساتذة يمثلون عدداً من المدارس الفكرية العالمية، ومنها المدرسة السنغافورية المعروفة بتميزها في إعداد المعلمين، وكذلك المدارس الأميركية والبريطانية والأسترالية والكندية وكلها مدارس لها رصيد علمي كبير في هذا الصدد ولديها خبراء في إعداد وتأهيل الطلبة للانخراط في مهنة التدريس· وأوضح الشامسي أن مجلس أبوظبي للتعليم وبتوجيهات من القيادة الرشيدة قدم منحاً دراسية كاملة للطلبة الذين التحقوا بهذه الكلية خلال العام الدراسي الحالي بحيث تمثل هذه المنح حافزاً لكل منهم يدفعه للتميز العلمي والعملي في هذه المهنة ذات الرسالة الإنسانية· ومن جانبه أشار الدكتور كويك جين جونج نائب رئيس الكلية الى أنه تم قبول 320 طالباً وطالبة في الكلية للعام الجامعي الجديد بينهم طلبة من أبوظبي والمنطقة الغربية والعين وسيتم توفير إقامة مناسبة للطلبة الذين يأتون من خارج أبوظبي في أحد الفنادق المتميزة، مؤكداً على أن اختيار هؤلاء الطلبة جاء بعد جهد كبير لفرز المتميزين منهم والحاصلين على معدلات عالية في الثانوية العامة، ومن بين الذين تم اختيارهم 302 طالبة و26 طالباً فقط، ويلتحق هؤلاء بالدراسة في الكلية· وأكد نائب رئيس الكلية على أن مجلس أبوظبي للتعليم قدم لكل طالب وطالبة منهم جهاز كمبيوتر شخصيا تقديراً من المجلس لتميز هؤلاء الطلبة وتشجيعاً لهم على التفوق الأكاديمي خلال دراستهم بالكلية، مشيراً الى أن كلية الإمارات للتطوير التربوي ثمرة تعاون متميز بين دولة الإمارات العربية المتحدة وسنغافورة حيث تجمع البلدين الصديقين علاقات تعاون وثيق في جميع المجالات وخاصة في مجال التعليم الذي تتوفر لسنغافورة خبرات عالية فيه من خلال تجربتها المحلية التي تميزت فيها طوال النصف الأخير من القرن الماضي حيث دشنت سنغافورة تجربة فريدة في التعليم وخاصة في إعداد المعلمين، كما أن ظروف التعليم في سنغافورة تتشابه مع الظروف الموجودة في الإمارات من حيث ثنائية اللغة، والاهتمام باللغة الإنجليزية· وأوضح دكتور جونج أن استراتيجية كلية الإمارات للتطوير التربوي تتكامل مع أجندة أبوظبي التي اعتمدها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة (حفظه الله)، حيث تنطلق استراتيجية الكلية من المحاور الحيوية التي حددتها الأجندة للإمارة في قطاع التعليم العالي، ونؤكد للقيادة الرشيدة على أننا في هذه الكلية الوليدة سنكون عند حسن الظن وسنبذل قصارى الجهد في سبيل التواصل والتفاعل مع أجندة أبوظبي من خلال توفير مخرجات أكاديمية متميزة من أبناء هذه الكلية· وأشار دكتور بيتر نيوزليزا عضو هيئة التدريس بالكلية الى أنه على الرغم من وجود كليات أخرى للتربية فإن كلية الإمارات للتطوير التربوي تعتزم أن تسلك مساراً مختلفاً وخطاً فريداً عن الآخرين من خلال تطبيق منهاج دراسي أعد خصيصاً بالتعاون مع المعهد الوطني التربوي في سنغافورة، وسيتم تهيئة هذا المنهاج بحيث يكون مناسباً لمجتمع دولة الإمارات ويكون التركيز في الدراسة على النماذج المصغرة التي يستطيع كل طالب أو طالبة أن يبدي رأيه الخاص فيها وأن يظهر ما يحمله من إبداع أكاديمي تجاه القضايا المطروحة خلالها· ومن جانبه توقع دكتور بول كرو كرون العميد الأكاديمي أن يواجه بعض الطلبة صعوبات في اللغة الإنجليزية ولكنه يطمئنهم على أن هذه الصعوبات أخذت بعين الاعتبار خلال صياغة المنهاج الدراسي، وفي هذا الصدد فإن اللغة الإنجليزية التي تقدم للطلبة يتم تدريسها وفق مستويات متنوعة تراعي الفروق الفردية وتمكن كل طالب من التفاعل مع الأستاذ حسب مستواه الدراسي· كما أشار دكتور موري كو كرت المستشار الأكاديمي للكلية الى أن المنهاج الدراسي سيؤهل الطلبة للعمل كمعلمين في المرحلة الابتدائية ثم المرحلة التي تليها·· وهكذا حتى نهاية المرحلة الثانوية، كما أن نجاح الكلية في هذه التجربة سيكون مضموناً خاصة في ضوء الدعم الكبير الذي يقدمه مجلس أبوظبي للتعليم لهذه الكلية وللطلبة الدارسين بها بالإضافة الى ضمان الطالب لوظيفته عقب تخرجه مباشرة من الكلية، مؤكداً على أن الفصول الدراسية وقاعات التدريب تم تجهيزها وفق أحدث الأساليب العلمية التي يتم تطبيقها في المؤسسات العالمية العريقة وتتخذ الكلية مقراً مؤقتاً لها في مجلس أبوظبي للتعليم حتى ينتهي بناء مقرها الجديد خلال عامين، وستطرح الكلية عدداً من البرامج الدراسية التي تغطي درجات علمية متنوعة في البكالوريوس والدبلوم، وقد نطرح برامج في الماجستير العام القادم·