وزيرا الخارجية والهجرة السويديان في زيارة مفاجئة لبغداد

استقبل نوري المالكي رئيس الوزراء العراقي أمس وزير الخارجية السويدي كارل بيلد ووزير الهجرة توباس بلستروم اللذين وصلا بغداد في زيارة لم يعلن عنها من قبل· ووبحث المالكي مع المسؤولين السويديين قضايا الهجرة وأعرب عن بالغ شكره للحكومة السويدية لتعاملها الحسن مع المهاجرين العراقيين المقيمين لديها· وأبلغ المالكي ضيفيه أن ''الوضع بدأ يتحسن وأن العراق يريد أن ينهض ويطور علاقاته مع دول العالم ويبني جيشا قادرا على تحمل المسؤولية،'' مؤكدا ''أننا نرفض سياسة التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى التي كان ينتهجها نظام صدام كما لن نسمح باستخدام أراضينا لتسوية الحسابات بين المتخاصمين الاقليميين والدوليين''· وأضاف إن الذين يغادرون العراق الى أوروبا أو أي دولة أخرى لا يفعلون ذلك خوفا من الحكومة كما كان يحدث في السابق وإنما هناك ظروف دفعتهم للهجرة في مقدمتها الأعمال الارهابية التي تستهدف المدنيين''· ومن جهته، قال بلستروم إن ''السويد تأوي حاليا ما بين 80 ألف الى 120 ألف لاجىء عراقي'' مؤكدا أنه ''ليس جميع الذين يسعون للحصول على لجوء يستطيعون الحصول عليه''· وأوضح أن ''هناك قوانين وضوابط وشروطا وتدرس حالة كل شخص يتقدم بطلب وتبحث حالته على حدة''· والسويد هي أول بلد أوروبي يستقبل طالبي اللجوء العراقيين، ويشكل هؤلاء فيها ثاني جالية اجنبية بعد الفنلنديين· وبحسب دائرة الهجرة السويدية فإن 10 آلاف و800 عراقي طلبوا اللجوء السياسي في هذا البلد بين يناير ويوليو في ،2007 مقابل 8950 خلال العام الفائت· وكان بيلد قد التقى حال وصوله، بنظيره العراقي هوشيار زيباري وأكد في مؤتمر صحافي مشترك أنه وصل بغداد بناء على دعوة من الحكومة العراقية ''أنا هنا للتباحث مع جميع القادة العراقيين للاستماع لهم من أجل دفع مشروع المصالحة الوطنية في البلاد''· وأعلن استعداد بلاده لدعم العراق سياسيا واقتصاديا والمساهمة في إعادة البناء والاعمار'' مؤكدا حرصها على نجاح العملية السياسية وجهود تثبيت الأمن والاستقرار في العراق· من جهة أخرى، بحث فيصل المقداد نائب وزير الخارجية السوري أمس مع اريكا فيلر مساعدة المفوض السامي لشؤون اللاجئين، أوضاع المهجرين العراقيين بسوريا· وقدم المقداد خلال اللقاء عرضا للأعباء التي تتحملها بلاده في سعيها لتأمين متطلبات الحياة لهؤلاء المهجرين مؤكدا ضرورة أن يتعامل المجتمع الدولي مع مأساة المهجرين العراقيين بشكل أكثر جدية ومسؤولية·